16-07-2013 10:50 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
رمضان شهر يطل علينا بالعام مرة واحدة وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة ، وفي هذا الشهر ليلة هي خير من ألف شهر ، فلنستعد لاستقبال هذا الشهر المبارك بالعبادة والطاعة والتوبة ، ونحرص على عدم التبرم والضيق ، ونتعلل بأسباب واهية من أن الجو حار ويصعب علينا الصوم ، وان العطش شديد ، والأمر جد خطير ، وأود أن اهمس في أذنك عزيزي المسلم من أن أغلب غزا وات النبي صلى الله عليه وسلم كانت في رمضان ، فلا تجعل اليأس يتسرب إلى نفسك من عدم قدرتك على الصوم، وإن من ينساق وراء شهوته لهو ضعيف النفس ، وتغلب عليه النفس الأمارة بالسؤ ، فلتكن لديك الهمة العالية للصيام والقيام والذكر والطاعة .
فانكسار النفس تعظيما لهذا الشهر الكريم واستجابة لأمر الله سبحانه هو ما تود النفس التواقة لعمل الخير الوصول إليه ،فتبتعد عما يلهيها عن الذكر والطاعة والتسبيح وقراءة القرآن وصلاة التراويح ، وعدم الانشغال بما يبعدها عن ذلك ككثرة تناول الطعام ، والسهر ، ومتابعة المسلسلات والبرامج غير المفيدة ، ولتحصل على الجائزة في نهاية الشهر وهي القبول والمغفرة والعتق من النار بفضل الله.
وليس شهر رمضان عقابا للنفس كما يعتقد البعض ممن همهم بطونهم ، وشهواتهم ، رمضان تتجلى به أجمل الصور الإنسانية والشعور نحو الغير ممن لا يجدون مأوى ، أو كسرة خبز، لأنه أفضل الشهور ، وأكثرها بركة فلنتسابق إلى فعل الخيرات والطاعات والعبادات ، لنصل للخير الذي تنشده النفس المحبة المؤمنة التواقة للقاء الله راضية مرضية .
ولشهر رمضان بعض المزايا التي قد لا تتوفر في باقي شهور السنة ومن هذه المزايا :
تنظيم الوقت: فالمسلمون يجلسون مجتمعين وقت الإفطار في وقت محدد وساعة معينة لتناول الإفطار بعد سماع آذان المغرب ، وكذاك ساعة الإمساك هناك وقت وساعة محددة ،لا يجوز الأكل والشرب بعد سماع آذان الإمساك ،.وصلاة التراويح لها وقت ونظام تجتمع فيها النفوس المؤمنة للقيام والذكر والعبادة ، وتلاوة القرآن.
فرصة للتغيير : حيث أن شهر رمضان يتميز بتغيير نمط الحياة والسلوكيات اليومية فالنظام أساس شهر رمضان من حيث مواعيد الإفطار والسحور والصلاة في المساجد لصلاة التراويح والقيام واستمرار هذا التغيير لمدة شهر كامل فذلك يتيح لنا القدرة على التغيير إلى الأفضل ولذلك يمكننا اكتساب بعض العادات والمهارات المفيدة والإقلاع عن العادات السيئة والسلوكيات غير الحميدة واستمرار المحافظة على هذه السلوكيات الطيبة إلى ما بعد رمضان يؤدي بنا إلى الرجوع إلى الله عز وجل وانتظام العبادات والبعد عن سلوكيات خاطئة.
الانجاز : إن المرء بطبعه يستعجل سرعة تلبية مطالبه ويتمنى حصولها بأسرع وقت فالمريض يريد الشفاء ا وبسرعة وبأي وسيلة كانت ،وهذا الشهر الكريم يعود الناس على الإنجاز وتكون بداية الإنجاز الصحيحة من الداخل ومن النفس المحبة للخير والعطاء ، قال الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " حيث إننا في رمضان وطيلة هذا الشهر نعمل ونجد في العبادة المكثفة التي تؤدي إلى ربح كبير وعمل متقن إذا ما أخلصنا وقمنا بالعبادة الصحيحة لنصل للإنجاز المنشود وهو العبادة الصحيحة والرجوع للدين الحنيف والإخلاص.
من فضائل شهر رمضان المبارك :
قبول الدعاء: حيث أن دعاء الصائم لا يرد لقوله ( صلى الله عليه وسلم) ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، ودعوة الصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ، ونحن جميعا بحاجة ماسة للتغلب على مشاكلنا الحياتية ونبتهل ونتجه إلى الله سبحانه وتعالى ليرزقنا الهداية والتوفيق والسداد واختيار طريق الخير والاستجابة والبعد عن المنكرات والسيئات في هذا الشهر المبارك .
الشفاعة : القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام اى رب منعته الطعام والشهوات فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فلنحرص على الإكثار من تلاوة القرآن ، ولنحرص على أني كون صيامنا خالصا لوجه الله ، مبتعدين عما يجعلنا نخسر ما من أجله أردنا الصيام كالرفث والفسوق ووو.
مضاعفة الأجر بغير حساب : وفي الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وانأ اجزي به وحيث ان الله سبحانه وتعالى نسب الصوم لنفسه فأن ذلك يعتبر تعظيما وتشريفا لهذه العبادة لأنها سرية بين العبد وربه يتنبه فيها المسلم المخلص ، بأعلى درجاته فأن كانت الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف فان ذلك دليل على سعة الثواب والعطاء من الله عز وجل لأهل الصيام ونحن بحاجة للمزيد من الأجر والحسنات لتجاوز مرحلة البعد عن ديننا وما تركنا من طاعات وعبادات ، وما فعلنا من سيئات وتجاوزات نأمل في رمضان ان يغفر الله لنا ويسامحنا على أخطائنا.
العمرة في هذا الشهر تعدل حجة : لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان كحجة معي ، وما أجمل زيارة هذه الأماكن المقدسة وأداء المناسك واكتساب الثواب والأجر المضاعف في هذه الأيام المباركة والإحساس بالعزة والفخر بالإنتماء إلى امة الإسلام وتذكر فضل المسلمين الأوائل والصحابة والإحساس بأنك تؤدي عمرة في كنف رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وتزداد ثوابا" وأجرا" كأنك تؤدي حجة مع الرسول " صلى الله عليه وسلم .
المغفرة لمن صام وقام رمضان " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنب " وما أحوجنا جميعا" لان يغفر لنا الله ذنوبنا وخطايانا ونبدأ صفحة جديدة يملوها التفاؤل والعمل الصالح وفعل الخير، وجعل الله رمضان علينا جميع المسلمين شهر مغفرة وتوبة ورحمة وقبول .