17-07-2013 10:27 AM
بقلم : فواز الحسنات
نحتار لمن نكتب ومن نخاطب بخصوص البتراء, فالملك والرئيس والوزير والمدير والمفوض وحتى المراسل كلهم تمت مناجاتهم لإنقاذ البتراء ولا جواب.. هل المطلوب تدميرها ام المطلوب إبقاء الحال فيها كما هو وزيادته سوء، ولكم من الفوضى العارمة داخلها اكبر مثال, لماذا كل هذا التقصير بحق البتراء فهل بيتت النية لشيء ما سيأتي ولا يجوز الاطلاع عليه.
من يتحمل سوء التخطيط وغياب الرؤيا السليمة في جلب المشاريع وطريقة التنفيذ والاختيار السليم لموقع المشروع، وهذا ما تعاني منه البتراء منذ عشرات السنين ولا زالت نفس الأخطاء ترتكب من قبل مسؤولين كفاءتهم في التخطيط والرؤيا المستقبلية لا تتعدى مستوى انوفهم.. ألهذا القدر يتم الاستهتار فيما سميت إحدى عجائب الدنيا السبع ودرة السياحة الأردنية؟ وكل من يغادر الوطن يتفاخر بها ويذكرها في سفرته عشرات المرات حتى انها هوية داله على الوطن وتاريخه العميق، ألهذا القدر تترك الأمور لمن لا يقدر قيمتها ولا يحسن التخطيط لمستقبلها، ولماذا تخطيط ثمانينات القرن الماضي أصبح من أدوات التدمير للبتراء؟
ونلفت الأنظار إلى الأمور التالية التي تعاني منها البترا :
1- لقد تم سابقا التخطيط لترحيل من كانوا يسكنون داخل البتراء وعمل إسكان لهم، والمصيبة الكبرى في التخطيط انه تم إسكانهم في منطقة البوابة الخلفية للبتراء؛ وهي ضيقه ومحصورة وغير قابلة للتوسع وتضاعفت أعداد الناس في هذه القرية التي اسمها "أم صيحون" وكلما زارها المسؤولين يعترفون بأنه قرار خاطئ، وان هذه القرية عبارة عن قنبلة غير موقوتة -حسب تعبيرهم في كل زيارة- وأنها قد تنفجر سكانيا في أي وقت ولا حلول، وأتساءل هنا هل هم هؤلاء السكان من خططوا لمستقبلهم أم الحكومة من خططت لهم؟.
2-ألم يكن مشروع الطاقة والذي هو منحة من اليابان وموقعه الآن عند البوابة الخلفية للبتراء، وتستطيع وأنت في قلب البتراء أن ترى مئات العواكس وأعمدة الحديد والزجاج والمرايا اللامعة.. الم يكن هذا تلوثا بصريا افقد الزائر متعة الامتداد في التفكير في تاريخ وعراقة البتراء وإبداع أجدادنا العرب الأنباط الذين نحتوها.
3- الم تكن مؤسسة الضمان الاجتماعي والتي تضع يدها على أهم وابرز الآثار عند مدخل البتراء ومركز الزوار وتستخدمه مطعما ويبنى فوقه المباني الحديثة مخالفا لما تمنعه الحكومة عن المواطنين وتسمحه لنفسها وتكررت كذلك في قلب البتراء وتحديدا في مطعم "البيزن" القريب من موقع قصر البنت الأثري.
4- هناك الآن تخطيطا سيكمل مارثون التدمير الذي بدأته الحكومة في فترة الثمانينات ولا زال مستمرا، وهو المتحف المنوي بنائه عند مدخل مركز الزوار وهو بالمناسبة منحة يابانية أيضا، فما الهدف من نقل المتحف القديم من قلب البتراء إلى مدخلها، ما هي الاضافة وما هو التطوير وما الحكمة في ذلك، أم هي النظرة التي لا تتجاوز أصابع الأقدام في التخطيط للبتراء وسياحتها.. الم يكن من الأفضل وبما انه منحه من اليابان (الله يستر عليهم) أن يتم اختيار موقعا بعيدا عن الآثار ومركز زوارها حتى نكسب ونحقق ما يلي:
أ- توسيع دائرة حركة السائح لكي تستفيد قطاعات أخرى؛ كالنقل والمحلات التجارية والسياحية في محيط المتحف الجديد، ما يؤسس مستقبلا إلى موقع سياحي جديد ورديف للموقع الأثري، ولنا في مصر اكبر مثال فلماذا لم يقيموا المتحف الوطني عند الأهرامات!.
ب- عندما يتم فصل المتحف عن الموقع الأثري يتم إطالة إقامة السائح، وهذا من اكبر هموم قطاع السياحة في البتراء التي أصبحت تزار في سويعات قليلة وهدية على برامج الدول المجاورة.
ج- ان الملفت للانتباه ان منطقة مركز الزوار أصبحت تعاني من زحاما يشكل إرباكا للسائح والموظف والعامل في السياحة، فلا يعقل أن تكون الباصات والتكاسي السياحيه وسيارات الزوار الخاصة ومبنى المحمية ومركز الزوار والاستراحة وفندق الموفنبك وفندق كراون بلازا وانتظار الخيول والباعة والأكشاك جميعهم في ساحة واحدة وهي عمليا لا تتسع لواحدة مما ذكر من المرافق، فلماذا لا يتم التخطيط لذلك المتحف في إحدى الإطلالات على البتراء او أي مكان يحقق الأهداف المستقبلية المنشودة في حال توسع المنطقة وزيادة عدد السكان والسياح على السواء.
5- مشروع بوابة البتراء هذا المشروع الحزين الذي تغنوا به على الفضائيات، واعترف برصد الأموال لتنفيذه وزراء ورؤساء مفوضية ومفوضين وفي الواقع تم تقزيمه ونسمع انه سيتم نقله من موقعه الذي يجب ان يكون فيه وهو الحد الطبيعي لسلطة إقليم البتراء ومن جهة الشوبك والمتمثل في منطقة العبدليه، وأن غير ذلك سيكون خطأ كبيرا كسابقه من الأخطاء، حيث أن الكثير من الملكيات تصبح خارج البوابة ما يعتبر وكأنه خارج حدود الإقليم ويؤثر في مساحة الإقليم وملكيات المواطنين..
أيعقل هذا يا حكومتنا الرشيدة؟ فحسبنا الله وكفى، وسؤالي لكم، هل لو كانت البتراء في احد دول الجوار ستكون بنفس هذا التهميش والإهمال وسوء الرعايه..؟