18-07-2013 10:20 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
بعد أن كبلت الشياطين وصفدت في شهر رمضان المبارك كما ورد في الحديث النبوي الشريف كان من الطبيعي وقد إنعدم نشاطها بأن تقل المشاكل وينعدم الإجرام بين الناس خلال هذا الشهر الفضيل ... ولكن واقع الحال يقول بأن الاجرام والقتل والمشاكل لا زالت مستمرة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية خلال هذا الشهر الفضيل ... فما هو السبب لذلك يا ترى ؟
اعتقد بأن السبب لذلك يكمن في وجود نفوس بشرية شريرة ومجرمة هي طليقة وحرة في مجتمعاتنا العربية والمسلمة وكان الأصل لتلك النفوس بأن تكون مكبلة ومصفدة في السجون حالها في ذلك حال الشياطين المكبلة في شهر رمضان ... ولكن وبما أن ذلك لم يحدث وظلت هذه النفوس الشريرة طليقة وتمارس ما تشاء من اجرام وقتل ورذيلة في شهر رمضان وغيره ثم تقوم بالالتفاف على قوانينا الوضعية المطاطة بما ملكته من مال ومكر وخداع لذا بقيت المشاكل وبقي الاجرام في شهر رمضان ...
قيدت شياطين الجن في شهر رمضان ـ هذا صحيح ـ ولكن النفوس البشرية الشريرة لم تزل حرة وطليقة ... غابت الشياطين عن شهر رمضان ولكن تلاميذها وعبيدها وعبادها وخدامها هم حاضرون ويمارسون ما يحلو لهم من جرائم دون رادع أو زاجر لذلك فقد بقي الاجرام وظلت المشاكل في شهر رمضان ....
في كل يوم„ سفك„ للدماء العربية البريئة وفي كل يوم„ قتل واجرام وفساد وافساد وشيوع للرذيلة في مجتمعاتنا العربية ... وللوهلة الأولى قد يغيب عن عيوننا الدور الإسرائيلي في كل ذلك فنسارع لوضع اللوم على الجميع باستثناء اسرائيل ... ولكن بقليل من التأمل سنرى الدور اليهودي والقوي في كل ما جرى ويجري وسنراها وهي تعزز الاجرام وتبارك الانتقام في مجتمعنا وتبث الفرقة وتشيع الفساد بيننا وتقمع الشجاع وتقدم الجبان وتكرم العميل وتجير الخائن ... وكل ذلك يجري عبر مؤسساتها وعبر اعلامها وبأيدي خدامها وعبيدها المتصهينين ... وعلى سبيل المثال : اسرائيل لم تحاصر العراق ولم تغزوه ولم تدمره ولم تعدم رئيسه صبيحة يوم العيد ولكننا أبصرناها تفعل كل ذلك بأيدي خدامها وعبيدها وعملاءها ... وكذلك وجدنا اسرائيل لم تقم بدس السم للرئيس المعاند ياسر عرفات ولكننا أبصرناها وهي تفعل ذلك بأيدي عملاءها وخدامها ... واسرائيل لم تقتل الشعب السوري ولم تدمر سوريا ولكننا أبصرناها تتحكم في كل ما يجري هناك من قتل وتدمير وبأيدي عملاءها وخدامها ... واسرائيل كذلك لم تهدم الأنفاق لتخنق قطاع غزة قبل أيام ولكننا رأيناها تفعل ذلك وبأيدي خدامها وعملاءها ... لقد رأيت إسرائيل في كل حاكم عربي خان وطنه وأستعبد شعبه ... لقد أبصرت اسرائيل في كل حاكم عربي وجه سلاحه لصدور الأبرياء العزل ولم يوجهه ولو مرة واحدة لدفع العدوان وتحرير الأرض ... لقد أبصرت اسرائيل في فساد اعلامنا وفي انحراف شبابنا وفي جشع تجارنا ونفاق علمائنا وانحسار ديننا وغياب عاداتنا وضياع قيمنا ... قد لا يبصر البعض اسرائيل الغائية عن عيوننا في هذه الأيام ولكنه سبجدها وهي تدير بكل مكر المشهد المأساوي اليومي لهذه الأمة ...
كبلت الشياطين في هذا الشهر الفضيل ولكن خدامها لا زالوا أحرارا” وطلقاء ويمارسون أدوارها وكذلك فإن اسرائيل المراقبة من بعيد„ لربيعنا العربي هذه الأيام سنجدها موجودة بقوة بيننا توجه القتل وتبارك الخيانة وتعزز العمالة عبر اعلامها ومن خلال خدمها الذين مارسوا القتل والانتقام والاجرام بشراسة أسعدت العدو الاسرائيلي وأذهلته ...