18-07-2013 12:46 PM
بقلم : ديما الرجبي
أولاً هل ندرك فعلاً بأن هنالك أزمة سياسية صُبغت في جدران الشرق الأوسط ؟ هل ما زلنا نعتقد بأننا في " مشكلة " تحتاج الى حل؟
أين العُقدة وكيف تُحل من رباطها المتداخل ؟
لو أننا ندرك حجم الأزمات المتتالية التي نتعايش معها لما تفاقمت وخرجت عن المعالجة الكمية والفعلية لها . دائماً ندور ونلتف على ذات السطور لنخرج بنتيجة واحدة فقط , وهي اننا في حمى الشرق الأوسط ولا يوجد علاج لهذه الحرارة لأننا ببساطة لا ننفك بوضع ضماداتٍ مائية عليها , محاولين تخفيف درجة حرارتها , متناسيين أن هنالك إلتهاب حاد ينتشر بسرعة في ارجاء هذه المعمورة الشرقية !!
الإنقسام :-
لم يعد الإنقسام موجه لحزب او طائفة أو جماعة محددة , بل إنقسم وتفرع ليخرج لنا بعدة إنقسامات من ذات القالب !! . نشهد اليوم على ما يُسمى "غيبوبة المعرفة" , بما معناه اننا نعرف بأن نص معين (( دون الإشارة لشيء )) على سبيل المثال صحيح وبدلائل واضحة وثوابت لا تخضع لأي متغيرات , ويقيناً نعلم ما لنا وما علينا به . ثم عند التنفيذ بما ينص . نُصاب بحالة غيبوبة فكرية , بحيث تتلاطم بعقولنا آراء المفسريين لهذا النص , الغريب أنهم يجادلون في نص مُتفق عليه سابقاً , ولكن عند النصيحة أو الإشارة الى محتواه , يحدث الإنقسام , ليمسي المُتلقي بتأرجح بين هذا قال وذلك كذب . وما له الا ان يدخل في غيبوبة المعرفة لأنه بالمحصلة لم يجد نتيجة مُقنعة , بل ويتولد له الإنقسام ما بين هذا مُحق والآخر يفتقد الحجة ؟
هذا لسان حالنا هذه الأيام تارةً نميل للربان وتارةً لسكان المجرة !! , والأهم من بدء تلك الأزمات ومن شارك في تأزمها هو من يملك الحل لتلك المعضلة ؟
هنا أريد الإشارة الى أمرٍ مهم . حتى لو اننا نتلقى تلك التضاربات المجتمعية الفكرية . وإن كان الأمر ليس بأيدينا بأن نقف بوجه تلك المشاهد المتكررة !!, لكننا نملك صوت العقل والفطرة التي خلقنا عليها .قال تعالى (( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)) سورة الروم آية 30.
لا تستطيع ان تقنعني بأن السرقة حلال مثلاً لأنني بحاجة !! هذه أصغر التشبيهات . انا أعلم ان السرقة حرام , ((نقطة إنتهى )), فما بالكم بما هو اعظم وأخطر ؟؟
أستطيع ان اقول العرب عربين وثلاثة أعراب وربما بكل عربي مئة عربي , ولكن لا أستطيع القول بان النص الديني تقسم وتداخل لأنه لا يخضع لأي تغيير(( البتة )), ولكن ما يحدث اليوم غزو صريح على عقولٍ نسفتها كثرة الآراء وتعدد الفتاوي والبعد عن الكتاب والسنة ولجأت الى التحليلات الكثيرة الا من رحم ربي من العباد الصالحين , ومن ضمن من يفتي ويُحلل ويقول. هنالك من يتقصد الإساءة والتضليل والتجيير لصالح اجندات معروفة وحركات ماسونية أسقطت نفسها بقوة على موائدنا دون إستئذان ؟
بدءنا ربيع عربي وفوضى وإنقسامات متتالية , واليوم ما الذي سينهي تلك الأحداث ؟
المحرج والمثير للسخط والحقد والنقمة , أن من يحاربنا بأفكارنا ومن يزرع الفتنة بديننا ومن يقسمنا , لم يتكلف رصاصة واحدة كي يصنع تلك المجازر , بل إكتفى بالنظر من بعيد وكأنه يقول دعهم " سينتهي الأمر على ذلك "!!
ونحن مشغلون بمحاربة بعض وبتكذيب بعض وبإنكار هويتنا الحقيقية . بالله عليكم أليس هذا أكبر إنتصار لهم , ولكن يقيني بالله عز وجل كبير وعظيم بأن يأتي يوم وتسقط الأقنعة , وتبان الحقائق وينصر الله الإسلام على كل الطغاة الحاقدين .
قال تعالى ((وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا))
صدق الله العظيم (( الأحزاب ))
والله المستعان