20-07-2013 09:20 AM
سرايا - سرايا - فيما كانت مصر تستعد للاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان المجيدة كان الاسلاميون يعيدون ترتيب صفوفهم على امل ان يعيدوا رئيسهم المختطف لسدة عرشه بينما كانت صحف مصر تستعد لصب مزيد من الزيت على النار أملاً في الرواج بعد ان تسلل إليها الكساد، غير ان تلك الصحف التي شهدت العديد من المعارك فتحت خزانة الأسرار للساعات الاخيرة قبيل عزل الرئيس المنتخب والمفاوضات التي جرت هنا وهناك، ومن ابرز التقارير ما نشر عن تعرض وزير الدفاع لمحاولة اعتداء، إذ لم يستبعد اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات سابقًا محاولات إغتيال الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومن الوارد أن يكون قد حدث، مشدداً على أن جماعة الإخوان لا تؤمن بالمواطنة، مؤكدا ان أجهزة المعلومات الموجودة في مصر من أقوى الأجهزة الموجودة في العالم، وهناك تأمينات ضخمة على الفريق السيسي، وأوضح قائلا ‘أنه يتوقع أن تتكرر هذه المحاولات أكثر من مرة الفترة المقبلة’، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان تراهن على سيناء التي تحاول من خلالها القيام بأعمال عنف وشغب، ولكن أجهزة المعلومات المصرية لديها المعلومات الكافية لوقف أي عملية قبل تنفيذها، وجنباً إلى جنب مع اخبار وزير الدفاع حرصت صحف الجمعة عبر العديد من الكتاب السخرية من الرئيس المعزول الذي قامت السلطات بسحب حوازات السفر الدبلوماسية الخاصة به وبافراد عائلته. وحفلت الصحف بالتقارير التي تهاجم معتصمي الاخوان في حي رابعة العدوية متهمة اياهم بانهم يتسببون في كثير من المتاعب للاهالي. واشارت اكثر من صحيفة الى اقتراب فض اعتصام الاسلاميين بالقوة، فيما مثلت الاحتفالات بذكرى انتصارات العاشر من رمضان هذا العام حضوراً خاصاً فثوار التحرير يعتبرونها فرصة للقضاء على ما تبقى من حكم الاسلاميين مناسبة لتحية القوات المسلحة، فيما اعتبرها الاسلاميون يوم استعادة الشرعية وإعادة حكم الاخوان فأي الفريقين ستصدق نبوءته هذا ما سوف تكشف عنه الساعات المقبلة ولنتوجه للمعارك الصحافية التي باتت اشد سخونة من المعارك التي على الارض والتي تسال فيها الدماء بين الاسلاميين وخصومهم:
‘الاهرام’: مصر سقطت في سنة اولى ديمقراطية
السؤال الذي يردده الكثير من المهتمين بالشأن المصري، هل سقطت مصر في اولى خطواتها الديمقراطية وهو ما يقر به فاروق جويدة في صحيفة ‘الاهرام’، الذي يجمل اسباب التعثر فذلك المسار عبر العام الاول من مسيرة الثورة للاسباب التالية: ‘اول اخطاء تجربتنا مع الديمقراطية ان التيارات الإسلامية اعتبرت ان ثورة يناير كانت ثورة إسلامية، ولم تكن ثورة مصرية فخلعت عنها ثوب الوطنية لترتدي ثوبا دينيا، ولهذا تم بناء كل شيء على هذه المقدمة الخاطئة.. لم يحاول التيار الإسلامي ان يوازن مواقفه وهو يعيد تشكيل الدولة المصرية بين اهدافه واطماعه وحقوق بقية المصريين كان الخطأ الثاني ان البعض منا تصور ان الديمقراطية هي فقط صندوق الانتخابات والحشود المليونية وان على الشعب ان يخضع للحكم الجديد الذي استخدم الدين الى ابعد مدى، وراهن على حشوده الضخمة وان الشرعية تعني اصوات الناخبين.. وعن الخطأ الثالث يقول جويدة: كان الخطأ الثالث من نصيب الوجه الآخر من النخبة وهو ما اطلقوا عليه النخبة المدنية، رغم ان مصر لم تعرف هذه التقسيمات وكان هناك تداخل عميق بين مكونات الإنسان المصري في تدينه وانفتاحه على الآخر، وكانت لدينا نماذج دينية قام فكرها على اسس ليبرالية، وكانت لدينا نماذج ليبرالية لم تتخل عن مقوماتها الدينية ونرى ذلك واضحا عند كتابنا الكبار في إسلاميات العقاد وكتب السيرة عند طه حسين ورؤى لطفي السيد وهيكل باشا وعبدالرازق ومحمد عبده، حتى ان سيد قطب نفسه بدأ حياته ناقدا وشاعرا وهو اول من قدم عميد الرواية العربية نجيب محفوظ’.
سيناريو الجزائر مرشح للتكرار
ونبقى مع ‘الاهراء’ ومقتطفات من حوار مع امير الجماعة الاسلامية السابق كرم زهدي وحول سؤال عما قام به الجيش من اقصاء للرئيس المنتخب، وهل يعد انقلاباً كما تعتقد بعض التيارات والجماعات الإسلامية قال: ‘ليس انقلابا بالتأكيد لأن العسكريين لم يحكموا ولن يحكموا ولكنهم يقفون لحماية المجتمع والتدخل في الوقت المناسب، وبعيدا عن المسميات التي تسود الموقف السياسي في هذه الأيام فانضمام الفريق السيسي والقوات المسلحة الى صفوف الشعب هو انضمام نصر كما يروق للبعض أن يسميه وحول أحداث الحرس الجمهوري وهل تعد مفتعلة لتوريط الجيش في دوامة العنف، قال كرم يؤسفني، كما يؤسف كل مصري وعربي ومسلم، أن يتنازع الناس على أمر من أمور الدنيا تسيل من أجله الدماء وتتناثر الأبدان ويفقد الحميم حميمه ثم يصل الى منتهاه، فلا يدري القاتل في ما قتل ولا المقتول في ما قتل جاء الزمان يحمل على جنباته شبابا يلقي به من القمم الشاهقة ثم يجهز عليه من بعد الهاوية ويصرخ والداه وتضيع صرخاتهم بغير مجيب وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي من الزمن البعيد بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ألا أنها ستكون فتن القاعد فيها خير من الواقف والواقف فيها خير من الماشي فبادروا بالأعمال وحول امكانية تكرار سيناريو العنف في الجزائر على الأرض المصرية اجاب زهدي: نعم اعتقد أن تتحول مصر الى نفس سيناريو الجزائر، خاصة إذا رفض الإخوان أو تأخروا في التفاوض والحوار مع الدولة، والمخرج الوحيد من هذا المأزق هو الاستجابة للحوار والتساهل في الوصول الى حل’.
التحولات في حياة
البشري تثير الدهشة
والى الكاتب الشاعر احمد عبد المعطي حجازي الذي يتساءل عن اسباب تلك التحولات التي تصل لحد التناقض في حياة المستشار والمفكر طارق البشري: ‘حين نختلف مع المستشار طارق البشري لا نختلف مع القانوني الضليع، ولا ننكر عليه علمه وفقهه، ولكننا نختلف مع السياسي صاحب المواقف المتغيرة التي لا ندري إن كان يحتكم فيها لفقهه ويمتثل لعلمه، أم أنه على العكس يضع فقهه وعلمه في خدمة تحولاته السياسية التي يعتبرها الآن حقاً أدار له ظهره في مراحل سابقة، ثم رجع إليه الآن، والرجوع إلى الحق فضيلة. لقد انتقل المستشار البشري من مواقفه السابقة التي كان ينحاز فيها للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويتحدث عن الفكر العلمي الاشتراكي والطبقات الكادحة، ويستشهد بسلامة موسى ولينين، ويعارض في المقابل جماعة الإخوان، ويتهمها بتسخير الدين للسياسة، والانحياز للقصر الملكى وللأقليات الحزبية والحكومات الرجعية التي استخدمت الإخوان وشجعتهم وأمدتهم بالأموال، وسمحت لهم بإنشاء التنظيمات العسكرية وشبه العسكرية، هذا الموقف الذي اتخذه طارق البشري ووضحه، وأكده بفيض من المعلومات والوثائق في كتابه ‘الحركة السياسية في مصر’ الصادر في سبعينيات القرن الماضي، تراجع عنه في العقود الأخيرة، وفيما أصدره خلالها من مؤلفات وفتاوى قانونية أعلن فيها انحيازه الكامل لفكر الإخوان الذي يتناقض مع روح العصر ومبادئه ومطالبه، لأنه يجعل الدين أساساً للدولة ومصدراً وحيداً للتشريع ومرجعاً للنشاط الثقافي، كما نرى في ما كتبه المستشار البشري عن الجامعة الدينية والجامعة الوطنية، وعن الشريعة والقانون الوضعي، وعن الإسلام والعلمانية، وكما فعل في الفتوى التي أصدرها وهو يرأس الجمعية العمومية لمجلس الدولة حول دور الأزهر في الرقابة على المصنفات الفنية، وأعطى فيها الأزهر الحق في مراقبة الإنتاج الثقافي المصري ومصادرة ما يرى فيه خروجاً على قيم الإسلام’.
حكاية منصور والبرادعي
وبينهما السرجاني
وإلى مزيد من المعارك الصحافية وهذه المرة يقودها خالد السرجاني في ‘المصري اليوم’ ضد احمد منصور بسبب حربه ضد محمد البرادعي: كتب مذيع قناة ‘الجزيرة’ الإخواني أحمد منصور الثلاثاء الماضي في عموده اليومي في جريدة ‘الشروق’ مقالا تحت عنوان: ‘سر التمسك بالبرادعي’، يريد فيه أن يوحي بأن الغرب، أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، نصحا المعزول محمد مرسي أكثر من مرة بأن يعين الدكتور محمد البرادعي رئيسا للوزراء. والمقال كتب بأسلوب يريد أن يوحي لقارئه بأن البرادعي رجل الغرب وأمريكا، وبالتالي لا بد من إعطائه دورا في هذه المرحلة، وأنا أشفق على الكاتب من جهله لأنه لو قرأ مذكرات أي من المسؤولين الرسميين الأمريكيين، مثل كوندوليزا رايس أو دونالد رامسفيلد أو جورج دبليو بوش أو ديك تشينى أو جون بولتون، لعرف موقف الولايات المتحدة من البرادعي لأنه لم يمكنها من الاعتداء على العراق بغطاء دولي مستمد من الأمم المتحدة. ولو كانت الولايات المتحدة حريصة على البرادعي لمكنته من أن يكون رئيسا للجمهورية بدلا من محمد مرسي الذي أتت به إلى المنصب بضغوط على المجلس العسكري، وتفاصيل ذلك ذكرت في أكثر من مصدر موثوق فيه وإذا صح ما نسبه منصور إلى خيرت الشاطر من أن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين طلبوا من مرسي تعيين الدكتور محمد البرادعي رئيسا للوزراء، فإن ذلك ليس له سوى تفسير واحد فقط وهو أنهم أرادوا أن يعطوا قبلة الحياة للرئيس المعزول بعد أن أدركوا انهيار شعبيته’.
سر سعادة اشتون بعد غضبها
ونتحول نحو صحيفة ‘الوطن’، حيث يسرد عماد الدين سبب التحول في نظرة كاثرين أشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبي نحو قرار عزل مرسي الذي تحفظت عليه في السابق، حيث خرجت من مصر وهي مطمئنة وراضية عن نتائج زيارتها الأولى لمصر عقب ثورة 30 يونيو والتغييرات الكبرى في شكل وهيكل نظام الحكم في البلاد ويجمل اديب أسباب الرضا والاطمئنان تعود إلى عدة أسباب أهمها يمكن إجماله على النحو التالي: إن الجيش لم يتول السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر وتشكيل حكومة تكنوقراط تعبر عن اتجاهات مقبولة من المجتمع الدولي وحصول الدكتور محمد البرادعي على منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية وهو أمر يبعث الثقة وتأكيده ولأول مرة رسمياً قبول ودعوة مصر دول الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة وذلك يعتبر تحولا جذريا في الموقف الرسمي المصري خلال هذا القرن والقرن السابق والسماح للمسؤولة الاوروبية بمقابلة ممثلين عن تيار جماعة الإخوان بيسر وسهولة وتأكيد المسؤولين المصريين عدم اعتراضهم بل رغبتهم في إشراك جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي في مسؤولية الحكم وإدارة شؤون البلاد وعدم وجود منهج للإقصاء كما ان نص الإعلان الدستوري الأخير على وجود سقف زمني ملزم للفترة الانتقالية حتى لا تطول أو تتمدد بشكل يؤثر على مصداقية التجربة ووجود دعم إقليمي قوي لمصر، يتمثل في شكل الدعم السياسي العلني والدعم المالي البالغ 12 مليار دولار مما يرد على مخاوف أشتون التي أعلنتها في مصر خلال الشهر الماضي في ظل حكم الرئيس السابق والتي أعربت فيها عن الخوف من انهيار اقتصادي للبلاد فضلاً عن تأكيدات المؤسسة العسكرية لمصادر غربية نقلت إلى السيدة أشتون بأن الجيش غير راغب في السلطة السياسية للبلاد’.
عودة شبح جمال مبارك
هذا ما جعل محمود خليل يدق ناقوس الخبر من اجله في جريدة ‘الوطن’: ‘قرار القضاء الإداري وقف نظر دعوى حرمان أعضاء الحزب الوطني ‘المنحل’ من ممارسة العمل السياسي، ومن المطروح الآن أن تقوم اللجنة المسؤولة عن تعديل الدستور المصري المعطل بصفة مؤقتة، بإلغاء مادة العزل السياسي، ومعنى ذلك ببساطة أن البعض يريد لنا العودة إلى الوراء، إلى ما قبل ثورة 25 يناير، لنمنح الفرصة من جديد لأشخاص كلنا نعرف الدور الذى لعبوه في إفساد الاقتصاد المصري، من خلال عمليات السلب والنهب الممنهج لثروات بلادنا، واحتكار السلع والخدمات بصورة تؤدي إلى التحكم في أسعارها لتتراكم الثروات في جيوب المحتكرين، وليذهب المواطن بعد ذلك إلى جحيم السحق والعوز، يريد هؤلاء أن يمنحوا الفرصة لأقطاب الحزب الوطني للترشح في أي انتخابات تشريعية قادمة، رغم ما سبق وارتكبوه من جرائم تزوير لإرادة وأصوات الناخبين المصريين.
إن هذه التعديلات تعني ببساطة منح خائب الرجاء ‘جمال مبارك’ حق الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، خصوصاً وأنه بريء أمام القانون من جرائم قتل المتظاهرين في 25 يناير، ومن المتـــوقع أن ينال البراءة أيضاً في باقي التهم الموجهة إليه، والمتعلــــقة بالفساد والكسب غــــير المشروع، وإذا أضفنا إلى ذلك أن رجاله سوف ينالون فرصة العمل السياسي، فلك أن تتوقع أن يكون جمال مبارك هو الرئيـــس القادم لجمــــهورية مصر العربية، تخيل معي كيف سيحكم علينا التاريخ، وكيف ستنظر إلينا الأجيال المقبلة، وهي ترانا قد قمنا بثورة، كان من ضمن أسبابها رفض التوريث، لنأتي بالوريث حاكماً للبلاد، بعد ثلاث سنوات من قيامها؟ أي مهزلة تلك؟ هل كان يظن البعض أننا تخلصنا من الإخوان ومرسي لنعيد الاعتبار لنجل المخلوع مبارك وفلول نظامه؟
‘الوطن’: اهل رابعة العدوية
في انتظار الفرج او الشهادة
بمعزل عن معظم الصحف والفضائيات يصر انصار الرئيس المعزول على الاعتصام للنهاية وهو ما أثار حفيظة ياسر عبد العزيز في ‘الوطن’: هناك مصريون يحتشدون في رابعة العدوية وميادين أخرى، وهناك مصريون يناضلون في النقاش العام وعلى ‘الإنترنت’ دفاعاً عن مرسي و’شرعيته المفترضة سيمكن طبعاً الحديث عن أموال تُدفع لمعتصمين في رابعة وغيرها من الميادين للبقاء كما سيمكن أن نشير إلى أن بعض المعتصمين يجد في الاعتصام ملجأً وطعاماً يعز عليه تأمينه في وسطه الطبيعي، كما سيمكن أيضاً أن نتحدث عن بعض من يتم احتجازهم بطريقة أو بأخرى للبقاء رغماً عن إرادتهم هناك أيضاً هؤلاء الذين يعتقدون مخلصين أنهم ‘معتصمون من أجل الإسلام’ ويعترف ياسر: ‘بالطبع هناك من يمضي مخلصاً في تأييده لمرسي خارج القطاعات التي سبقت الإشارة إليها. فثمة متعلمون، من أبناء الطبقة الوسطى، ومن سكان الأحياء الراقية في المدن، وأصحاب الوظائف الجيدة، وغير المنتمين لجماعة ‘الإخوان’، الذين ما زالوا قادرين على الجهر بتأييد الرئيس المعزول، ويتساءل لماذا يبقى هؤلاء على ولائهم للرئيس، وعلى تجاهلهم للإرادة الشعبية بعزله؟ يجيب علم النفس الاجتماعي عن هذا السؤال، فيقول: إن ثمة نظريتين يمكن أن توضحا أسباب استمرار هذا الولاء: النظرية الأولى تسمى بـ’التعرض الإعلامي القسري’؛ أي أن هؤلاء الأشخاص قرروا، أو قُرر لهم، أن يتعرضوا لرسائل إعلامية محدودة ومحددة ومن مصدر واحد تقريباً، وبالتالي فقد باتوا عاجزين عن التفكير.
النظرية الثانية وتسمى بـ’الالتزام والثبات’؛ أي أن هؤلاء الأشخاص سبق أن اتخذوا مواقف اجتماعية وسياسية لمناصرة مرسي وجماعته لأسباب مختلفة، وهو الأمر الذي ربما لاقى استهجاناً وعدم تفهم من أوساطهم. الآن وقد ظهر لهم أنهم مخطئون، وربما يصبحون محلاً للشماتة فلم يعد بوسعهم سوى إظهار ‘الالتزام بما سبق أن اختاروه والثبات عليه’.
مفتي الاخوان يبرئ الجيش
من قتل الاسلاميين
أشاد الدكتور عبدالرحمن البر عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بدور القوات المسلحة في ثورة الخامس والعشرين من يناير في الإنحياز لإرادة الشعب، واكد ان الجيش كان صاحب الدور الاكبر في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بكل نزاهة، وأكد البر في كلمة ألقاها من أعلى منصة رابعة العدوية بمناسبة يوم العاشر من رمضان أن الجيش لم يطلق الرصاص على أبناء وطنه بل هو عمل خبيث من الشرطة والبلطجية، مشيرا إلى أن يوم العاشر من رمضان كان معركة شرف تربى فيه المسلمون على حب الشهادة والنصر وترك الشهوات فوحدت الأمة شعباً وجيشاً ولهذا كان النصر. وأوضح البر أن الانقلاب لا يعبر عن رجال القوات المسلحة الشرفاء بل هو عمل بعض القادة الذين أرادوا تفريق أبناء الوطن ومهما حاول الانقلابيون في إيقاع الفُرقة بين الشعب والجيش فلن يفلحوا’.
نقابة الصحافيين صمتت
على تكميم الافواه
يشعر الاسلاميون بحالة من القهر تعرضوا لها على يد الجيش عقب اقصاء مرسي وما تبعه من إجراءات من بينها اغلاق الفضائيات الدينية وهو ما دفع عادل الانصاري في صحيفة ‘الحرية والعدالة’ للتساؤل عن اسباب صمت نقابة الصحافيين على الملاحقة التي يتعرض لها الاعلام الاسلامي: ‘حتى هذه اللحظة لم تستنكر ولم تعبأ نقابة الصحافيين بأي من الانتهاكات المتزايدة والمتكاثرة على حرية النشر والعمل الصحافي والإعلامي التي تتعرض لخروقات بشعة غير مسبوقة منذ اللحظـــــات الأولى للانقلاب على الشرعية لم نسمع عن بيان أو تصريح أو إدانة من نقابة الصحافيين أو نقيبها عن إغلاق 15 محطة فضائية في غمضة عين ودون سابق إنذار وبعيدا عن أي إجراء قانوني حتى وإن كان شكليا لم نسمع إدانة عن الهجمة البوليسية الشرسة التي تعرض لها زملاؤنا الصحافيون والمعدون والمقدمون في هذه القنوات عندما تم التعامل معهم بمهانة غير مسبوقة وتم اعتقالهم تعسفيا واحتجازهم في أماكن مجهولة قبل أن يتم إخلاء سبيلهم لم نسمع من نقابة الصحافيين إدانة أو تصريحا ولم يخرج منها بيان يؤكد على الحرص على حرية إصدار الصحف وتضمن حرية التعبير فيها، وربما فعلت العكس مع جريدة ‘الحرية والعدالة’ عندما فوجئنا بتعليمات الرقيب تأتينا من رأس النقابة التي قبلت أن تتحول من النقابة إلى الرقابة لم نسمع من نقابة الصحافيين تصريحا أو إدانة لما حدث للزميل الشهيد أحمد عاصم مصور جريدة ‘الحرية والعدالة’، الذي ارتقى شهيدا برصاصات غادرة أصابت يده التي تصور وكاميرته التي يلتقط بها الحدث ويوثق بها الجريمة، لم نسمع كلمة واحدة أو بيانا من نقابة الصحافيين تتكلم فيه عن منع الإعلاميين من تغطية الأحداث وإلقاء القبض عليهم أثناء أداء مهام عملهم في عودة سافرة ومتسارعة لحقبة الستينات وليس لحقبة مبارك’.
‘الحرية والعدالة’:
ستعود رئيساً بإذن الله
ما زال الكثير من المنتمين للتيار الاسلامي قانعين بان الرئيس المعزول عائد لعرشه لا محالة ومن هؤلاء سعيد الغريب في جريدة ‘الحرية والعدالة’ الناطقة بلسان الاخوان المسلمين: ‘إنتصروا للدولة الفاسدة كي تعود إلى الحياة من جديد ليعم الفساد ثانية ربوع البلاد وعموم العباد، فسرعان ما تم إلغاء منظومة الخبز الجديدة ليعود أصحاب المخابز إلى سابق فسادهم، وإلغاء مشروع قناة السويس الذي كان سيدر على مصر 100 مليار سنويا، مقابل وعد بثلاثة مليارت مشبوهة من دبي إحدى ممولي الإنقلاب إلى جانب إلغاء مشروع تصنيع الآي باد، والسيارة كاملة الصنع بأيد وصناعة مصرية أبى الانقلابيون أن تنعم مصر بحرية الإعلام فعادوا بنا إلى عصور الظلام بغلق القنوات وتكميم الأفواه الحرة وإطلاق العنان فقط للمأجورين في الإعلام المصري – الذي أشرف بمقاطعتي الكاملة له مطبوعا ومسموعا ومرئيا منذ الإنقلاب المشؤوم- كي يواصلون ليل نهار حجب الحقيقة عن الشعب، حقيقة الملايين من أحرار الشعب المصري في ميادين كل المحافظات تنادي بعودة الرئيس الشرعي إلى الحكم، كما يهللون دون حياء ولا استحياء للإنقلاب العسكري على الشرعية، وبموت كامل للضمير الإنساني يحجبون الحقيقة ويلفقون بالصور والكلمات بما يقلب الحقائق في مذبحة الحرس الجمهوري للمعتصمين السلميين في أثناء صلاة الفجر’.
‘الحرية والعدالة : انقلاب على الشرعية
هذا ما خلصت له دراسة اعدها المفكر القبطي رفيق حبيب، ونشرت مقتطفات منها جريدة ‘الحرية والعدالة’: وأكدت الدراسة أن هدف مجزرة الحرس الجمهوري كان بث حالة من الرعب والخوف في نفوس أنصار الشرعية، بالاضافة الى ردعهم عن الاعتصام في ذلك المكان، حتى لا ينجحوا في فك أسر الرئيس من الحبس، مشيراً الى هدف آخر وهو تشويه صورة الاخوان وتصويرهم على انهم جماعات ارهابية مسلحة حتى ينفض الناس من حولهم، بالاضافة الى اجراء عملية اقصاء دموي للاخوان لابعادهم عن الحياة السياسية وعدم العودة اليها الا بعد سنوات طوال.
واوضح د. رفيق أن ربط المتحدث العسكري بين التظاهر السلمي وما يحدث في سيناء كشف مخطط الانقلاب الذي يهدف لاستعادة شعارات الحرب على الارهاب، التي تحظى بدعم أمريكي، وقال ان قادة الانقلاب يستخدمون سياسة الصدمة والرعب بجانب العنف المنهجي ضد أنصار الشرعية، من خلال توجيه ضربات مؤلمة ومتتابعة، لردع أي محاولة احتجاج، لافتا الى أن الاخوان والمؤيدين يتبعون سياسة امتصاص الصدمات، مما يدفع الانقلابيين إلى إما التراجع او اتخاذ اجراءات أكثر تهوراً.
وأشار د. رفيق الى ان وجود الرئيس تحت الاقامة الجبرية يرجع إلى سببين أولهما للضغط عليه لفض الاعتصام، والثاني قد يكون هناك طرف يتم الحوار والتفاوض معه ومساومته، كاشفاً أن قادة المعارضة لديهم تخوف حقيقي من وجود رئيس له شرعية يمشي وسط أنصاره حيث لا يمكنهم الغاء تلك الصفة عنه، واذا كانوا هم يمتلكون السلاح فان المؤيدين يمتلكون الشرعية ولا بد للشرعية أن تنتصر. واضاف أن جماعة الاخون المسلمين لانها الأكثر تنظيما مستهدفه في المقام الأول من الانقلاب العسكري لكسر ارادتها، وتعقب القوى الاسلامية الاكثر شعبية، حتى يسهل بعد ذلك السيطرة على المجتمع واخضاعه. وأكد د. رفيق أن بقاء الدبابات في الشارع أمام المعتصمين السلميين يفشل الانقلاب، مشيرا الى أن ضعف الانقلاب في سلاحه وان قوة الشرعية في سلميتها ‘.
‘التحرير’: استهداف الجيش للاخوان
ونتحول نحو صحيفة ‘الشروق’ التي يصر عبرها وائل قنديل الوقوف في وجه التيار الجارف المناوئ للرئيس والاسلاميين: ‘سحب سوداء كثيفة تجمعت في سماء مصر خلال الساعات الماضية تشير كلها إلى أن المصريين اليوم على موعد مع جمعة خطيرة، تختلف عن غيرها من جمع اتخذت عناوين وأماكن عديدة على امتداد الشهور الماضية.
إن نظرة سريعة على نوعية الأخبار والتسريبات الرائجة قبيل هذه الجمعة تنبئ بأن هناك سيناريوهات رعب جاهزة لهذا اليوم، فحين تطالع أخبارا من نوعية ضبط صواريخ كانت في طريقها إلى القاهرة قادمة من السويس مع إقحام اسم كتائب عز الدين القسام في القصة، والتأكيد على أن الصواريخ كانت ذاهبة للإخوان المسلمين لمساعدتهم ضد الشعب المصرى.. إذن باختصار هناك ثنائية جديدة يتم ترسيخها وتكريسها في الوعي الجمعي تقوم على أن الإخوان والرافضين للانقلاب على التجربة الديمقراطية شيء، والشعب المصري شيء آخر.. وكأنهم قرروا استبدال ‘مناهضة الإخوان’ بـ’معاداة إسرائيل’ برفع الصهاينة من قائمة أعداء الشعب ووضع الإخوان مكانهم، وحين يتزامن ذلك مع إغراق ساحات الكلام والثرثرة الورقية والفضائية ببيانات وتحذيرات صادرة عما يسمى ‘رابطة سكان رابعة’ ومثيلاتها في مناطق أخرى تنذر المعتصمين بالجلاء عن أماكنهم في غضون ساعات وإلا فالتحرك ضدهم قادم، فإننا نكون أمام سيناريو يمهد لكارثة إنسانية قد تقع وتقضي على ما تبقى من أمل في رأب الصدوع ومعالجة الشروخ العميقة التى تضرب البنية المجتمعية بعنف.
وأكد قنديل على ان هناك إلحاحا شديدا على تصوير الإسلاميين والمعتصمين منذ أكثر من عشرين يوما دفاعا عن شرعية اختطفت وديمقراطية أجهضت على أنهم مجموعة من المارقين والأعداء لمصر بينما يتعامل آخرون إعلاميا وسياسيا مع المصريين المعتصمين في الميادين بالطريقة ذاتها التي جرى استخدامها إبان مأساة اللاجئين السودانيين الجنوبيين في ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين قبل سنوات.
‘الاخبار’: في ذكرى العاشر
من رمضان لا تحولوا النصر لهزيمة
ولأن مصر كانت على موعد امس مع ذكرى النصر المجيد وتحرير الارض لذا فليس من الحكمة ان نحول المناسبة لصراع بين الفرقاء من الاخوان وخصومهم وهو ما يحرص التنديد به خالد جبر في صحيفة ‘الاخبار’: انتهت دولة الأخوان في مصر .. انتهت حكومة الأخوان .. انتهى رئيس الأخوان .. انتهي زمن الاخوان .. ولم يتبق الا الذين حرموا من موائد الجمبري والاستاكوزا في الرئاسة وحرموا من كشوف البركة من السفارات .. وحرموا من الهبش والهبر من الفضائيات .. وحرموا من احتلال صفحات الرأي في الصحف ولو كان للاخوان خير في مصر ، لما خرجت كل هذه الملايين تنادي برحيل جماعة العنف والتمكين عن المشهد .. تماما مثلما خرجت الملايين من قبل تنادي برحيل زمرة الفساد والتوريث عن السلطة ‘.