بقلم : د.محمد عدنان القضاه
لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم هدى للناس ورحمة للعالمين ,ففيه ذكر من قبلنا ومن بعدنا ,وفيه آيات بينات لمن أراد الهداية والرشاد.
قال تعالى :"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"البقره (185).
والقرآن الكريم كتاب الله تعالى ورسالته الى خلقه جعله معجزة خالده لا قدرة لأحد على مقارعته ومجاراته ,حيث نزله المولى تعالى بين جهابذة البيان والفصاحة ليكون حجة على الناس , وليذكروا ويتدبروا ما فيه من أخبار ووعد ووعيد , وما فيه من بشارة وأمن للمؤمنين .
ولا يعلم فضل القرآن وأصحابه إلا العلماء وأهل الفضل من المؤمنين الذين يعلمون قدر الله تعالى وقدر رسالته فالقرآن الكريم فيه شفاء للمؤمنين واجابات للعقول الحائرة التي تتفكر في خلق السماوات والأرض ( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ( 191 ) آل عمران.
و لقد ظهرت آثار القرآن على أصحابه من المؤمنين البررة وما تزال فكانت البلسم الشافي والجواب الكافي لكل من أراد ان يهتدي إلى طريق الحق والسداد
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد شهد للقرآن من عاداه وحاربه عندما رأى بيانه وإعجازه ,وهذا ما دفع الوليد بن المغيرة للقول فيه عندما طلب منه قومه أن يقول في القرآن قولا فقال :ماذا أقول فيه والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته .
لقد ورد فضل القرآن في نصوص القرآن فهو كتاب هداية ورشاد , قال تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ". (الإسراء:9)
وهو كتاب منزه عن الباطل والتحريف قال تعالى " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ". (الإسراء:1)
وكتاب يفرق بين الحق والباطل ويميز الخبيث من الطيب قال تعالى :" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً " (الفرقان:1)
والقرآن الكريم برهان ونور وحجة قال تعالى " قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبيناً " (النساء:174ويزخر القرآن الكريم بالآيات الدالة على فضله .
وعلى لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام جاءت الأحاديث الشريفة الكثيرة المبينة لفضل القرآن الكريم منها :
أنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ومنقذا لهم عن أبي أمامه رضي الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم
وقد شبه الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجة, والناس في القرآن مراتب فعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " متفق عليه
وتتضاعف الحسنات والأجور عند الله لصاحب القرآن قال صلى الله عليه وسلم : "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة " رواه أحمد
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذي
اما هاجر القرآن والعياذ بالله تعالى فهو كالبيت الخرب كما جاء على لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ان الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " رواه الترمذي .
أخيرا يكفي صاحب القرآن الكريم انه حي يجعل له الله نورا يمشي به, وهاجره في الظلمات ليس بخارج منها قال تعالى " أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " (الأنعام:122) .
وهذه دعوة مخلصة من نفس مقصرة للمحافظة على القرآن الكريم بدوام تلاوته وتنزيهه والعمل به للفوز برضوان الله تعالى وجنته .
اللهم اجعلنا من أهل القرآن ,واجعله حجة لنا لا حجة علينا, وشفعه فينا يا أرحم الراحمين وألبس والدينا تاج العز يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم .