22-07-2013 10:32 AM
بقلم : العميد الطبيب عوني صليبا معايعة
أن الوطن العربي يعيش الآن في حالات ليس لها تفسير ويعسر تفسيرها على الرغم من السيناريو المتكرر في كل دولة وهو واحد بوجود أناس غريبون وأجساد غريبة هدفها التفرقة وبث الفتنة بعد أن عشمت ذلك البلد بالرعد والحرية والاستقلال الفعلي وتخلص من الظلم والملفت للنظر أن الشعوب العربية التي تعشمت الحرية والاستقلال والقضاء على الفساد والفاسدين واعتقدوا أنهم وجدوا ينابيع الحرية والرخاء والنقاء وفتح صفحة جديدة في فتح الطريق أمام الدولة ككل في توجه للازدهار والتقدم والنجاح ضمن أطر وأسس قائمة على خلع جذور الفساد والظلم واحتكار مقدرات الشعب والدولة وابتدأت القصة في دولة تونس العربية واستمرت في مصر وليبيا واليمن وسوريا فماذا كانت النتيجة حروب أهلية في اليمن وليبيا وفراغ دستوري ورئاسي في تونس ومصر وبحث عن قيادة قادرة على قيادة هذا البلد أو ذلك واضطرابات في سوريا واضطرابات في الوطن العربي نفوس تتهاوى وأبرياء يقتلون ومجازر هنا وهناك وتستمر الفتنة وتعاطف الدولة الاستعمارية المفسدة من الخيرات العربية مع الشعوب التي تدعي القهر لتهرب من سراب إلى سراب ولتجد أبارًا مشققه لا تضبط ماءً لا تروي عطش ولا تشبع جوع مع أصوات الفتنة المحرضة لهذه الشعوب البريئة الطيبة التي تعشق أرضها ووطنها وقادتها الذين يبذلون أنفسهم فبدأ لبلدهم وأمتهم.
ومع وجود الجماعات الدخيلة المحرضة والتي بطرق مدربة ومدروسة تسبب في دب الاقتتال بين الشعب الواحدة والأمة الواحدة لتدمير هذا البلد أو ذلك أو ذلك فالهدف استعماري تفكيك وتدمير وتضعيف البلد وجعل أمواله وبتروله هدية جميلة غالية تقدم إلى الدول الاستعمارية ونحن أحوج في هذه الأيام إلى التوعية والتنبه إلى المشاكل والصراعات التي تتفجر لكل بلد وكل أمة فيجب أولاً أن نحذر أصوات الفتنة الخارجية وجماعات الفتنة الدخلاء وإذا الأحوال الاقتصادية وعدم الجدية عند بعض القادة العرب قد شجع ذلك مع المخالفات وحب الذات والأنا في الوطن العربي.
من هنا نجد أن الوطن العربي في هيجان لا حد له ولا هدوء ولا سكينة بفعل الفتنة والتحريض والمصلحة الذاتية سواءً للحكام أو للتابعين.
أصلي إلى الله العلي القدير بأن يحفظ وطننا العربي الكبير وامتنا العربية الماجدة من الركود والتأخير ومن الحروب الأهلية ومن الفراغات السياسية والبحث قادة ورؤساء جدد ومن داء ومرض الاعتصامات والمظاهرات المتكررة بوجود رئيس لدولة أو عدم وجوده والمقصود هنا التخبط وعدم التركيز والاصطدام.
أن سوء الاختيار وسوء التصرف وسوء التخطيط له مشاكله وعواقبه الهدامة لذلك من هنا ومن هذا المنطق أرفع لله شكري وحمدي على نعمة الأمان والأمن في الأردن بلد الهاشميين بلد المهاجرين والأنصار بلد الثبات بلد الهواشم الذين هم أساس الثبات والأمن والأمان في الوطن عامة هذا أن سمع لهم الوطن العربي ولكنه لسوء الحظ لم يسمعوا لهم فكان الهيجان وكان الاقتتال وكانت الفتنة وكان الفراغ السياسي والإداري وحروب أهلية والله يسترنا بستر خيمته من الباقي حيث أن تاريخ آل هاشم يثبت أنهم أنقياء رجال مجد وصناع حضارات وثبت أنهم مدافعون عن كرامة وحرية واستقلال الأمة العربية بأسرها والثورة العربية الكبرى تحكي هذه القصة وتشهد بذلك ولقد كانوا ولا زالوا انقياء ثورة قوية على الفساد والفاسدين ثورة على العبودية والقهر والاضطهاد فكان شغلهم الشاغل إيجاد مجتمع نقي قائم على العدل والمساواة والحرية والكرامة والاحترام ونبذل كل أنواع الاستغلال والوساطة والأنانية فكانت توجيهاتهم في احترام الأفراد والجماعات وتوفير الحياة الأفضل للجميع واحترام حقوق الإنسان وبالتساوي من جميع المنابت والأصول وضمان الحرية الفكرية والدينية ضمن أسس من الديمقراطية الحقيقية كيف لا وهم سليلي المصطفى النبي الهاشمي والحمد لله مرة ومرات عديدة أننا نعيش في بحبوحة العيش في استقرار سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي رغم قلة الموارد وتصحر معظم الأراضي لكنها غنية ومواردها كثيرة بوجود الهواشم في قيادة هذا البلد المعطاء الجميل الحبيب وهذا ما يؤرق أعداء الأمن والاستقرار أعداء الديمقراطية أعداء الاكتفاء الاقتصادي وهذا ما يجعلهم أن يعشقه الفتنة والاضطرابات والذين يقومون بها لأنهم أصحاب دمار وتخريب وأصحاب اضطرابات وقلاقل وليس أصحاب بناءٍ وأعمار وأصحاب تدمير وتفرقة ولا أدري ما هي الخدمة التي يريدونها في تدمير البلد وتحطيمه ووضعه في متاهات سياسية واقتصادية وبالتالي تجويع للمواطنين وفتح المجال لأعداء الأمة لنيل منها وخصوصاً أننا على أطول خط مواجهة مع العدو الصهيوني فالذي يستهدف الأردن هو عدو للأردن وشعب الأردن وملك الأردن وقيادته الحكيمة والذي يطعن ويحارب الجهات الأمنية هو عدو غاشم من أعداء الوطن والأمة وأن أدعو غير ذلك لأن الذي يبني ويعمر ويعمل ويخدم هو غير الذي يدمر ويخرب ويفتك ويحرق الأخضر واليابس ويقطف الورود غير الذي يزرعها لأن الله يريد أن يرى نعمته على شعبه والله مع المحبة والاعتصام بحبل الله وعدم التفرقة وزرع الأحقاد.
يا أيها المعتصمون لدمار الوطن والفتك بأبنائه وتدمير مقدراته وبث روح الفتنة أنصحكم وأرجو أن تعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم وكونوا رجال أعمال أصلاح رجال بناء يحبوا الوطن ويبذلوا الغالي والنفيس لأجله كونوا نقين كما أن قيادتنا ووطننا انقياء لأننا تلاميذ المدرسة النقية مدرسة الهاشميين التي تحارب الفساد وشعبٌ أصيل وبلد هو روح الثورة العربية الكبرى وشخصها.
أعزائي المعتصمون محبة الوطن والولاء للقائد وبذل النفس في سبيل الوطن والأهل هي من أسمى الفضائل التي يتحلى بها الإنسان، لما نعطي العدو مكاناً لقتل فينا ويفتك بنا وينتهك عرضنا وأرضنا ويستبيح حرمتنا ونتقاتل فيما بيننا لماذا لا نرجع لطريق الصواب والحق ولماذا ندمر ونحرق ونفجر ونقتل في بعضنا البعض لأن دمائنا واحدة تجري في كل أوردتنا وشراييننا لأننا شعب واحد وأمة واحدة متماسكة لأن تقهر ولا تهزم ولو كره الكافرون.
أعزائي المعتصمون فنحن تحت قيادة عبد الله الثاني المعظم نعيش في ظروف وحالة تعتبر في الأحلام وأمنية يصعب تحقيقها لجميع أبناء الوطن العربي ويتمنوا أن يصلوا إليه ويتحقق لهم هذا الحلم إلا وهو الأمن والأمان والاستقرار والهدوء وهذا الحلم بعيدٌ عن التحقيق بالنسبة إليهم إلا بقيادة هاشمية تشابه قيادتنا وتخطيط ومصداقية تشابه مصداقية هواشمنا ولا أنسى ما صرح به رجلٌ كبيراً يمني في موقع حساس في اليمن أنه يتمنى أن يعيش اليمن ظروف الحياة التي نعيشها في الأردن في ظل عبد الله الثاني المعظم.
أعزائي المعتصمون هل وحدكم الشرفاء والغيورين على مصلحة الوطن وهل في فكركم أنكم الوحيدين الذين يقاوموا الفساد وأنكم الذين عندهم وحدهم الولاء والانتماء للوطن ومصالحه. أن الذي يغار ويهوى بلده هو من يبني ويعمل بجد وإخلاص لأهله وبلده وقيادته فالولاء والانتماء يسيران جنباً إلى جنب مع البناء لا الهدم مع التضحية والبذل لا القتل والفتنة والتدمير وأنتم أيها الشعب الوفي كونوا دروعا ًبشرية لحماية الوطن والمليك لنحافظ على أمتنا وأماننا واستقرارنا واقتصادنا وحياتنا الرغيدة وقيادتنا الذكية الملهمة المعروفة بالعالم أجمع أننا نعيش في نعمة لا يراها إلا الذين يعشون الذل والتفرقة والفراغ والهيجان في أنحاء وطننا العربي الشعوب التي تعيش السراب وتحلم بالأمن والأمان والاستقرار.