حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21341

كُل فَردة شكل

كُل فَردة شكل

كُل فَردة شكل

22-07-2013 10:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف ابو شعيب
كان من الصعب عليه أن يدرك قبل اليوم معنى التعدد و الاختلاف في وجهات النظر....
ربما سمع كثيرا بهذه الكلمات لكنه لم يدرك معناها إلا اليوم...

لم تطرق العصافير زجاج نافذته هذا الصباح...ولم تعبث الشمس بوجهه كما تفعل كل يوم ....
وباختصار (راحت عليه نومه..).

استيقظ متأخراً على غير عادته... مسح النوم عن وجهه الحزين وارتدى ملابسه وغادر مسرعا
كان صوتَ كلمات التوبيخ والاستهزاء يعلو مثل الطنين في أذنيه...أنه غالبا ما يسمعها في منامه ...
فهي بمثابة المنبه الذي يرن في رأسه طوال الليل ....ويفتح أجفانه...

لم يستطع ركوب الحافلة ...فتش في جيبه ...ولم يتبقى معه سوى دينارين فقط....ركب سيارة أجرة...كي لا يصل متأخرا....خرج من السيارة وهولا يدري هل يبتسم لأنه لم يتأخر...أم يبكي على الدينارين...وقد غادرتاه إلى الأبد


(المهم في الموضوع أنني لم أتأخر)... ردد في نفسه هذه الكلمات وبدأ بالعمل....بعد ساعة جلس إلى أحد
أصدقاءه وبدأ ياحتساء القهوة...لكنه تفاجأ بصديقه ينفرج ضاحكا....تجمد مثل الجليد أمام
تلك الضحكات المجلجلة...لا بد أن هناك شيئا ما قد أضحكه....بدأ يتفقد نفسه ويمسح وجه وأنفه
ولكن لا جديد... ضحكات صديقه تشتد وتملأ المكان ....طأطأ رأسه خجلا وحيرة وهنا كانت المفاجأة ...
لقد أدرك سبب تلك الضحكات....فقد كان يرتدي جورب أحمر في قدمه اليسرى ...و آخر أسود في قدمه اليمنى....
غيّر جلسته وأكمل شرب القهوة كأن شيئاً لم يكن ...وبدأ يعد اللحظات كي ينهي عمله ويعود إلى المنزل ليتخلص جواربه في أقرب وقت...لقد أدرك الآن معنى الاختلاف في وجهات النظر....وأدرك شعور من له قدمين إحداهما تسير بإتجاه معاكس للقدم الأخرى .....سار نحو منزله بصمت وهو لا يعلم هل هو عائد الى المنزل أم ذاهب إلى العمل .....








طباعة
  • المشاهدات: 21341
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم