23-07-2013 10:49 AM
بقلم : فيصل تايه
اعتقد أننا ما زلنا أمام تحديات جسيمة متمثلة بعقليات متجذرة الخنوع للأنانية وإبراز الذات اللوامة والأمارة بالسوء وتنحية المخلصين الشرفاء الذين حملوا ويحملوا هموم الأردن في خلجات صدورهم .. للأسف مازالت هناك عقول عقيمة لا تفكّر إلا في نزواتها.. والسعي وراء تحقيق مصالحها الذاتية.. هذه النخب المؤدلجة بثقافة الإقصاء والتهميش والتمييز واغتيال الشخصية .. محاولةً الالتفات إلى نفسها وكأن المناصب مرهونة برغباتها ومحتكرة على من ترضى عنهم ومجيّرة على أساس مناطقي او عشائري او حتى عائلي وأقاربي ذلك ما يدفع باستمرار إلى تازيم المواقف وتشوية الواقع وخلق حالة من الفوضى الإدارية والاعدالة والاختلال في التكوين البنيوي للمجتمع الأردني .. ما يمثل ابرز التحديات التي تواجه الكيانات الحكومية المتعاقبة أياً كانت نظرتها للإصلاح .. فرواسب أعوام خلت من ثقافة الواسطة والمحسوبية لا يمكن التصدي لها بصورة عاجلة أو القفز عنها بشكل سريع وذلك ليست بالأمر اليسير .. فالكثير من هؤلاء يختبئ بعباءة العشيرة ضمن مفهومهم الضيق للعشيرة والتي عرفناها عبر التاريخ بأنها حاملة لواء العدل والانتصار للحق والمساواة والرجولة والشهامة والمروءة.. وليس من خلائقها نصرة الفساد أو التجني على الحقوق والتطبع بأطباع ليست من قيمنا أو سلوكنا .. ولكن في ظل التجاوزات، وتقاسم المناصب التي أصبحت علامةً بارزةً في السياسات المنتهجة.. إضافة إلى تعزيز ثقافة المحاصصة التي أدت إلى خلخلة منظومتنا التكوينية ، وتقييس الوظائف وخاصة العليا منها حسب مقياس الواسطة والمعرفة والأبعاد التي سبق وذكرتها .. على حساب الكفاءات المؤهلة ذلك ما انعكست آثاره على مجمل قضايانا الوطنية .. وأفرزت لنا عقولاً تؤمن بتنحية الكفاءات وتصفية الخبرات.. وإقصاء الآخر.. ذلك ما اسمية إساءة للوطن ارضاً وانساناً ووحدةً ومنجزات .
نتساءل عن شرفاء وأحرار الأردن .. دعاة الإصلاح ليروا بأنفسهم ويكشفوا سوء نوايا فئة فاسدة تتحكم بالمناصب والوظائف وتنظر إلى من يطمح في تولى منصب ليخدم من خلاله الأردن وأبناء الأردن نظرة الطامع في كنز سليمان خاصة إن لم يكن من معارفهم وأزلامهم معبرين في ذلك عن خواء وطنيتهم.. وحساباتهم الخاطئة في حق وطنهم وشعبهم.. فالأردن اليوم بحاجة ماسة وملحة لقرار حاسم وعاجل لمواجهة و مقاومة تلك الفئة التي تهدد أمننا الاجتماعي.. فمواقف أولئك هي مواقف فوضوية تسير إلى إدامة العبثية لوقت طويل "لتبقى الطاسة ضايعة " وتبقى حقيقتهم غير مكشوفة ذلك من اجل عيون شرذمة من الفاسدين واسترضاء أصحاب المحسوبية .
نعم علينا نكشف حقيقة ثلة من المتنفذين الذين يسعون إلى هلاك بنيتنا وكياننا برموز عديمة الخبرة والكفاءة ليكون الخاسر اولاً واخيراً هو الوطن، ارضاً وانساناً ونسيجا .. بعيدا عن النظرة الضيقة القائمة على المنبت أو الأصل أو المنبع فكلنا عشيرة واحدة هي الأردن .. ماضياً وحاضراً ومستقبلا فالوطن وطن الجميع.. وأي ضرر يلحقه الفاسدون من هنا أو هناك يحيق بنا جميعاً.. والتاريخ يشهد دائماً: أن الوطن هو الدائم شئنا أم أبينا..
ومن هذا المنطلق يجب رفض أي منطق يهدف إلى إقصاء مكون من مكونات مجتمعنا الأردني الواحد و لا بد من رفض أي ثقافة تستقطب التفرد و الاستحواذ ومحاولة تهميش و تقزيم الآخر و السيطرة عليه وإلغائه.
لذا علينا أن نكون حكماء وعقلاء نفرق بين المصالح الآنية الذاتية ومصلحة الوطن العليا.. فالوطنية ليست صكوك غفران توزّع على من تشاء.. على جماعة دون أخرى.. أو عشيرة كبيرة وعشيرة صغيرة .. بل الوطنية مواقف ورجولة وشهامة وذود عن حياض الوطن ومنجزاته وحرص على وحدة الوطن وأمنه واستقراره.. ولنعلم جميعا أن الذين يسعون إلى المساس بالوطن ووحدته، ويفرقون بين أبناء الوطن الواحد لا يحصدون إلا الحسرة والندم والألم.. عليهم أن يفيقوا من سباتهم العميق وقبل أن ينبذهم الأردنيون الشرفاء ويلقوا بهم إلى الهامش الأسود للتاريخ
وليحمي الله هذا البلد الأبي اليعربي الأشم.
ودمتم سالمين