24-07-2013 10:40 AM
بقلم : الدكتور محمد عمر الفقيه
من إشكاليات الخطاب الإسلامي فيما يتعلق بالحوار مع الآخر الإسلامي
من أصحاب الجماعات والفرق الإسلامية الأخرى، ننطلق غالبا في حوارنا أننا وحدنا من يملك الحقيقة .
وأننا الوحيدون الذين نمتلك التفسير المطلق للدين وللتاريخ
وأن الآخر لا يملك شيئا من الحقيقة
وأنه هو وحزبه هم الضالون المكذبون
وأن مصادره لا يعتد بها
وبتالي يكون الحوار استعلائي بين الطرفين ،والحقيقة غير ذلك أبدا
فالدين الذي ارتضاه الله لنا هو الإسلام ... الإسلام فقط
ودون أي إضافة
وكل إضافة على الإسلام هي حادثة ومحدثة
وبتالي فكل الأوصاف التي أضيفك إلى مصطلح الإسلام هي طارئة عليه
فمصطلح سني وشيعي وأباظي وزيدي وغيرها من المسميات هي مصطلحات طارئة على الإسلام ، فكل هذه الفرق نشأت نتيجة ظروف سياسية معينة ومعقدة ، وأخذت تضع لها مصادرها الخاصة ، وفهمها الخاص للإسلام وفق رؤية المذهب وتصوره.
فأهل السنة والجماعة يفهمون الإسلام وفق مصادرهم ومراجعهم الخاصة ، إذا هم ليس الإسلام نفسه فهم يقدمون فهما وتصورا معينا عن الإسلام.
وكذلك الشيعة يفهمون الإسلام وفق مصادرهم ومراجعهم ويقدمون فهما وتصورا معينا عن الإسلام ولكنهم ليس الإسلام ولكنهم يقدمون تصورا وفهما معينا عن الإسلام .
وجميع الفرق والجماعات الإسلامية ينطبق عليها هذا الوصف، فلا يستطيع أحد أبدا أن يدعي أنه الإسلام .
ولا سبيل إلى الخروج من هذا المأزق إلا بالرجوع إلى الإسلام نفسه وهو كتاب الله ، وهو الوحيد الذي حفظه الله من التغيير والتبديل ، وأن يتم فهم السنة في ضوء القرآن لأن القرآن مهيمن على كل شيء ، والقرآن يفسر بعضه بعضا ، وأن نتحرر من الإرث التاريخي وما صاحبه من أحداث تشيب لها الرؤوس ، وأن نتحرر من المذهبية والحزبية المقيتة .
فلا بد من الانفتاح على الآخر بغض النظر من هو هذا الآخر وأن لا نتعامل معه على أنه هو الشيطان الرجيم ونحن الملائكة . فلنعلم جميعا بأن لا ملائكة بيننا ، وأنه آن الأوان أن نتبع الدين الذي ارتضاه الله لنا دون زيادة أو نقصان ألا وهو الإسلام دون أي وصف آخر.
يا الهي كم نحن بحاجة إلى إسلام بلا مذاهب .