24-07-2013 10:42 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
من أنتــــــم ؟؟!!! سؤال إستنكاري واستكباري نال شهرة” واسعة” في عالمنا العربي حين وجههه الرئيس الليبي معمر القذافي للجموع المطالبة بإسقاطه قبل ثلاث سنوات من الآن ... من أنتـــم ؟ سؤال الحاكم المستبد للذين تكلموا بعد طول صمت ونهضوا بعد طول نوم„ وسبات وقاموا بعد رقود„ لعقود ... ولكنهم فجأة” هتفوا وصرخوا ونادوا بعبارات„ ناقضت التفخيم وعاكست التمجيد والتبجيل والتعييش : الشعب يريد ... الشعب يريد ... ما هذا الهراء الذي نسمع وما هذه الهلوسة وما هذا الجنون الذي نرى !! نحن نملك القوة والسلطان والمال والجاه وكل شيء ... فماذا يملك الصارخون والمنادون في الطرقات ؟ هذا ما قاله الإستبداديون اتجاه ما شاهدوه وسمعوه ثم سألوا هذه الجموع بإستغراب وإستنكار : من أنتــــــــم ؟؟؟ وهذا السؤال لم يرتبط بشخص القذافي فقط ولكنه يمثل ردة الفعل الطبيعية للإستبداد عبر هذا العالم الواسع ... وسيسأله الإستبداديون كلما أفاق الراقدون من حولهم وكلما نطق الصامتون في وجههم وكلما عاد التائهون لرشدهم وأفتى العالمون بعلمهم .... في قواميس الاستبداد : يتكلم المستبد لينصت الجميع ويأمر المستبد ليطيع الجميع ... وفي ديوان الظلمة : أنت صامت إذا” أنت موجود ... وفي حضرة الإستكبار : أنت تنافق إذا” أنت موجود ... وعند المتغطرسين : أنت تؤيد إذا” أنت موجود ... وإلا فأنت مفقود ... عندما قرر المستكبر بوش غزو العراق العربي في عام ٢٠٠٣م تجاوز باستكباره وحقده قرارات مجلس الأمن الدولي الرافضة لذلك الغزو وأدار ظهره لجميع القيم والأعراف السماوية ولم يلتفت لقول الناصحين والعارفين ثم قال جملته الفرعونية الشهيرة : من ليس معي فهو ضدي ... إذا أردت كشف الإستكبار فواجهه ... وإذا أردت تعرية الإستبداد فعارضه ... علماؤنا الحقيقيون في السجون وتجار الباطل مقدمون وبارزون فإلى أين نمضي ونسير !!! إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ـ هذا ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة ـ فطوبى لمن حجم الظلم وقزمه وعراه ... وطوبى لمن نصر المظلوم وأيده وأوآه ... وطوبى لمن نطق بالحق حين صمت الناس وجاهد الباطل يوم خنع الناس... لم يرى الإستبداد : الضعفاء ولا الفقراء ولم يبالي لصرخة المحتاجين ولشكوى المظلومين ولكن رب هؤلاء يرآهم وسينصرهم ويستجيب لدعواهم وسيخزي الظالمين ويهزم المستكبرين وسيجعل من جهنم قرارهم ومأواهم ...