25-07-2013 07:00 PM
سرايا - سرايا - حرم الداعية القطري من اصل مصري يوسف القرضاوي استجابة المصريين لدعوة الفريق اول عبد الفتاح السيسي للتظاهر الجمعة لتفويضه بالتصدي "للارهاب".
واصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه القرضاوي نفسه من مقره في الدوحة بيانا في ساعة متاخرة الاربعاء اكد فيه على "حرمة الاستجابة لاي نداء يؤدي الى حرب اهلية، او لتغطية العنف ضد طرف ما، او لاثارة الفتنة".
وكان السيسي قال في كلمة الاربعاء "لا بد من نزول كل المصريين الشرفاء الامناء الجمعة ليعطوني تفويضا وامرا لمواجهة العنف والارهاب".
والتوتر على اوجه في مصر بعد ثلاثة اسابيع على قيام الجيش بعزل الرئيس المصري محمد مرسي، ويخشى ان تؤدي دعوة السيسي الى زيادة حدة التوتر والعنف.
وردت عليه جماعة الاخوان المسلمين في بيان دعت فيه ايضا الى التظاهر الجمعة واعتبرت الجماعة دعوة السيسي الى التظاهر بمثابة "اعلان حرب اهلية".
وطالب البيان الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "جميع المصريين (شعبا واحزابا وجيشا وشرطة) بالحفاظ على امن بلدهم العزيز على الجميع، ومنع كل ما يؤدي الى حرب اهلية يكون الجميع فيها خاسرا".
واستهل الاتحاد بيانه بالقول ان "العالم اجمع فوجىء ببيان الفريق اول عبد الفتاح السيسي بدعوة الشعب المصري للنزول الى الشارع لدعم الانقلاب والقضاء على العنف والارهاب، حيث فهم منه المحللون ان هذه الدعوة لتغطية العنف والتبرير للقضاء على المتظاهرين بالعنف".
واضاف ان هذه الدعوة "تؤدي الى حرب اهلية بعدما استطاع المتظاهرون ان يصمدوا على سلميتهم امام القتل والارهاب والتخويف طوال ما يقرب من شهر" بحسب نص البيان. ودعا "المصريين جميعا الى تجاوز هذه الازمة بالحكمة وتغليب المصالح العليا لمصر، وان يحافظوا على سلمية المظاهرات، والصبر والتحمل مهما كانت الظروف والاحوال".
وختم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانه ب"مطالبة بالحاح الدول العربية والاسلامية والدول والشخصيات المحبة للسلام والديمقراطية بالقيام بمبادرة عاجلة لحل هذه الازمة الخطيرة التي تهدد امن مصر بل امن الامة العربية الاسلامية بمخاطر وعواقب لا يعلم مداها". كما عبر الاتحاد عن "الاستغراب من ان يصدر هذا البيان من الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ولا يصدر من رئيس الجمهورية المؤقت، او من رئيس الوزراء، حتى يثبت للعالم اجمع بان الانقلاب متوافر فيه جميع اركانه وشروطه" بحسب النص.
ومطلع الشهر الحالي اصدر الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي فتوى بوجوب تأييد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
الاخوان يصعدون لهجتهم ضد السيسي عشية تظاهرات مؤيدة ومعارضة له
وصعد الاخوان المسلمون لهجتهم الخميس ضد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي غداة دعوته المصريين الى التظاهر الجمعة لدعمه في مواجهة الارهاب مشبهين عزله لمحمد مرسي ب"هدم الكعبة" وداعين الى تظاهرات مضادة ما يثير مخاوف من تجدد العنف الذي اوقع خلال الاسابيع الاخيرة اكثر من 200 قتيل.
وفي تطور مفاجئ، دعا الفريق اول السيسي الاربعاء المصريين الى النزول بكثافة الجمعة الى الشارع لتفويضه في مواجهة "العنف والارهاب المحتمل" بعد تظاهرات تخللتها اعمال عنف واشتباكات خلال الايام الاخيرة بين انصار الرئيس المعزول المنتمي الى جماعة الاخوان محمد مرسي ومعارضيه.
واتهم السيسي الاخوان بانهم يريدون اما "الحكم او تدمير الجيش والبلد".
واعتبرت جماعة الاخوان دعوة السيسي بمثابة "اعلان للحرب الاهلية" ودعت مع احزاب اسلامية حليفة لها الى تظاهرات تخرج عقب صلاة الجمعة من العديد من المساجد في العاصمة المصرية.
وصعد المرشد العام لجماعة المسلمين محمد بديع لهجته ضد السيسي معتبرا ان "ما فعله في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا".
وانتقد بديع السلطات السعودية متسائلا "فهل لو فعل السيسي هذا يا حماة الحرمين الشريفين هل كنتم ستؤيدونه فيما فعل، أعدوا جواباً على هذا السؤال عندما تعرضون على من لا تخفى عليه منكم خافية".
وفي رسالة اسبوعية يوجهها كل خميس لاعضاء الجماعة، قال المرشد الذي طلبت النيابة العامة القبض عليه ولكنه مختبئ في مكان غير معلوم، ان "الجماهير المصرية الأبية انتزعت حريتها من النظام البائد وستحافظ على حريتها بنفس السلمية".
واضاف "لا تستكثروا أن تنزلوا لتعلنوا وقفتكم مع الحرية والشرعية ورفض الانقلاب العسكري".
واضاف "نحن أمة العشر الأواخر التي إذا فترت همم الناس في آخر الايام لأي عمل نزيد الجهد ونتقن العمل في العشر الأواخر لأن الأعمال بخواتيمها" في اشارة على الارجح الى تصعيد محتمل خلال الايام العشرة الاخيرة من شهر رمضان التي تبدأ بعد اربعة ايام.
واستجابة لنداء السيسي، دعت جبهة 30 يونيو، وهي ائتلاف للاحزاب والحركات التي شاركت في تظاهرات حاشدة نهاية حزيران/يونيو طالبت برحيل مرسي ومن بينها حركة تمرد، "جموع الشعب المصري للخروج الى ميادين مصر وشوارعها الجمعة حتى نؤكد للعالم تمسكنا باستكمال الثورة وبخيار الحرية ورفضنا لمحاولة إرهابنا وارتهان حريتنا بسلامتنا وحتى نؤكد لكل العالم أن مصر لا تشهد حربا أهلية".
ودعت تمرد الخميس الي طرد السفيرة الاميركية ان باترسون من مصر. وقال محمد عبد العزيز مسؤول الاتصال السياسي بالحركة ان تمرد "تعتبر السفيرة الامريكية شخصا غير مرغوبا به على الاراضي المصرية"، مضيفا ان "باترسون تخطت حدود عملها الدبلوماسي وانها تدعم الارهاب". وكانت الولايات المتحدة اعربت الاربعاء عن القلق ازاء الدعوة الى التظاهر التي وجهها الفريق اول عبد الفتاح السيسي وتخوفت من ان تؤدي الى اعمال عنف جديدة في مصر.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي "نحن قلقون جدا" مضيفة "نخشى ان يؤدي ذلك الى اعمال عنف جديدة" مشيرة الى الخوف من "مواجهات تعرقل اي امكانية للمصالحة".
كما اعلنت وزارة الدافع الاميركية الاربعاء ان الولايات المتحدة قررت تعليق تسليم مصر اربع طائرات مقاتلة من نوع اف-16 بسبب الوضع غير المستقر في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل "نظرا للاوضاع في مصر نعتقد ان تسليم الطائرات اف-14 ليس مناسبا في الوقت الحالي".
وتسليم هذه المقاتلات اربع يندرج في اطار عقد يشمل تسليم 20 منها عقد عام 2010 بقيمة 2,5 مليار دولار. وقد تم تسليم اربع منها بالفعل في كانون الثاني/يناير الماضي.
في المقابل اكد جورج ليتل اجراء المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى كل عامين ويطلق عليها "برايت ستار" او "النجم الساطع" في موعدها المقرر في ايلول|سبتمبر المقبل.
وتتحفظ الولايات المتحدة منذ 3 تموز/يوليو الحالي عن وصف اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي بالانقلاب العسكري وهو توصيف قانوني يؤدي تلقائيا الى الغاء الدعم العسكري الاميركي لمصر.
واوضح ليتل ان قرار وقف الطائرات اف-16 الاربع لا يشكل تغييرا في موقف واشنطن.
وقال المتحدث باسم البنتاغون "مازلنا ملتزمين بشراكة الدفاع بين الولايات المتحدة ومصر التي تبقى عنصرا اساسيا في علاقتنا الاستراتيجية مع مصر وتشكل دعامة للاستقرار الاقليمي".
وذكر المتحدث بالموقف الاميركي المتمثل في الدعوة الى اعادة السلطة الى حكومة "منتخبة ديموقراطيا". ومنذ بداية الازمة تباحث وزير الدفاع الاميركي نحو عشر مرات هاتفيا مع وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
ودعا المعلق الاميركي النافذ توم فريدمان في افتتاحية الخميس الرئيس باراك اوباما الى "تجاهل الدعوات الى قطع المعونة الاقتصادية لمصر بحجة ان الثورة الاخيرة تشكل انقلابا عسكريا".
واضاف "ليس هذا الوقت المناسب لكي تعاقب اميركا المصريين او ان تطالب بانتخابات سريعة"، داعيا الى "مساعدة الحكومة الجديدة على اتخاذ القرارات الاقتصادية الصحيحة مع الضغط المتواصل لكي تصبح اكثر تمثيلا" لكل القوى السياسية.