حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24232

اعتني بذاتك ولا تحلمي بالكمال .. !!

اعتني بذاتك ولا تحلمي بالكمال .. !!

 اعتني بذاتك ولا تحلمي بالكمال .. !!

06-06-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 

 

سرايا - حتى لا تصبحي أنانية.. ومخذولة يحق لك سيدتي أن تحلمي, ولكن عليك أن تبقي على تواصل مع الواقع لئلا تصطدمين بنتيجة قد تُجْهِز على نفسيتك. من أنتِ؟ وماذا تريدين أن تصحبي؟ وكيف تنظرين إلى نفسك من خلال المحيطين بك؟ وهل أنت مستعدّة لتقبّل الحقيقة كما هي, أو بمعنى أدق: هل تستطيعين تقبّل نفسك كما هي؟

 

 

 

بين الأنانية والشغف بالذات خيط رفيع قد لا تشعرين بوجوده في غمرة محاولاتك إبعاد الصفة الأولى عنك, وتوقك للوصول إلى الثانية. هل يعني أنك حين تنشدين السعادة والتفرّد بشخصيتك تكونين أنانية؟ وهل بالإمكان تحقيق حالة التوازن بين ما تطمحين إليه وما تستطيعين القيام به على أرض الواقع؟ وبلوغ حالة من الكمال في إنجاز جميع مسؤولياتك أليس ضرباً من الوهم؟

 

 

 

يؤكّد علماء النفس أن الشغف بالذات شعور طبيعي وينتاب كل فرد منا على اختلاف جنسه وميوله, لكنه مع ذلك قد يؤدي إلى منزلقات خطرة ليس أقلها الأنانية والوهم وخداع الذات.

 

 

 

عموماً, عليك أن تعلمي أنكِ - كما تشير أستاذة علم النفس الأمريكية سوزان نولين هوكسيمان - أكثر ميلاً إلى الهوس بذاتك للارتقاء بها إلى درجة الكمال, ممّا يجعلك تعيشين في دوامة من جَلد الذات.

 

 

 

خلاصة القول (والكلام لعلماء النفس) كفّي عن محاولاتك الوصول إلى (( الأنا )) فوق طاقتك, فالسعي نحو حياة أفضل لا يمر عبر الكمال مهما كلف الثمن.

 

 

 

إذا كنت من نوعية النساء اللائى يسعين للشهرة والظهور مهما كلّفهنّ ذلك, فأنتِ ممن يمتلكن ذاتاً متضخمة, وعلى وشك الوقوع في فخ إبراز الشخصية الكاذبة على حساب شخصيتك الحقيقية. والأسوأ حين يتاح لك تحقيق ذلك لفترة مؤقتة, حيث سرعان ما ستفقدين الإحساس بالنشوة لتقعي في حالة من الإحباط والخواء.

 

 

 

يؤكد عالم النفس جان بيير وينيتر أن (( محاولة التعبير عن الذات غير الحقيقية بأي شكل من الأشكال هو نوع من النرجسية القاتلة, لأنها تعكس تعلّقاً مرضياً بالصورة وليس بالجوهر )).

 

 

 

ولكن ليس معنى ذلك أن تتجاهلي ذاتك ولا تسعين للارتقاء بها, فالشغف بالذات قد لا يتجلى بالضرورة في الرغبة الجامحة بالشهرة, أو الحظوة الاجتماعية, فهو شعور طبيعي ومشروع ومطلوب أيضاً. ومن هذا المنطلق تبنّى المصمم العالمي الشهير كال ين كلاين شعار (( Be Yourself )), والذي أراد من خلاله إيصال فكرة مفادها أن الإحساس ب (( الأنا )) واكتشاف بواطنها كفيل بتحقيق السعادة لكل فرد مدى الحياة.

 

 

 

مسيّرة أم مخيّرة؟

 

ولكن هل القدرة على اكتشاف الذات وابتكارها على نحو كلي أمر بمتناولنا؟

 

يقول عالم الاجتماع المعروف جان كلود كوفمان: (( حرية الفرد ليست مطلقة, على عكس ما يسعى الخطاب الإعلامي الحالي إلى إقناعنا به.. فمن غير الممكن أن يقوم كل شخص ببناء حياته كما يحلم, في الواقع ليس بمقدورنا سوى تحقيق التوازن بين الممكنات المختلفة واختيار واحد منها, وهذه هي القدرة الحاسمة على التوازن, ويضيف: (( ليس فقط العمل على بناء حياتنا بشكل كامل هو محض وهم, بل إن الشغف به يمكن أن يشكّل أيضاً خطراً حقيقياً.. فمن المآزق الأكثر شيوعاً بين الناس في سعيهم لبناء ذواتهم هو التسرّع والفوضى في خوض مشاريع لن تتحقق أبداً.. لهذا يجب أن نعرف كيف نحلم, وكيف نندفع نحو أحلامنا دون أن نفقد التواصل مع الواقع, ومع لحظات السعادة الآنية التي يمكن أن نشعر بها من وقت لآخر )).

 

 

 

(( آفة )) نسائية

 

في سعيهنّ إلى اكتشاف قدراتهنّ الكامنة, وتجاوز نقاط ضعفهن, رغبة منهن في الوصول إلى حد الكمال, لا تدرك كثير من النساء أنهن يجهدن أنفسهن عبثاً, وسرعان ما يفقدن عفويتهنّ, وغالباً ما ينتهين إلى حقيقة أنه ليس بمقدورهن السيطرة على كل شيء, فيرخين قبضاتهنّ الممسكة بزمام الأمور, ثم يتمركزن حول خيار معيّن دون اكتراث.

 

 

 

عليكِ إذن التوقف عن الرغبة في الوصول إلى الكمال.. تقول عالمة النفس الأمريكية سوزان نولين هوكسيما في كتابها (( لماذا تجهد النساء أنفسهن في التفكير )):(( الآفة الجديدة التي تصيب النساء اليوم هي L ص over thinking (التفكير الزائد), وبمعنى آخر اجترار الذهن دون توقف )).

 

 

 

وقد توصلت الدكتورة هوكسيما إلى نتيجة مفادها أن (( النساء يقضين ساعات وساعات في غربلة وتكرار الأفكار والعواطف السلبية )), وتؤكد أن (( المرأة تعيش هاجس الارتقاء بحياتها المهنية والأسرية على نحو أكثر حساسية من الرجل على المستوى النفسي. كما أنها أكثر قدرة على إعادة نفسها إلى موضع التساؤل, وأكثر استعداداً لتهيئة بيئة مواتية للشعور بالذنب, وبأن كل ما تقوم به ليس صحيحاً )).

 

 

 

الأنانية المترفة

 

يؤكد المحلل النفسي جاك أرنيس أنه حين نسعى إلى إخفاء معاناتنا, وإلى بناء ذواتنا بمفردنا دون مساعدة الآخرين يعتبر نوع من الأنانية المترفة إلى حد ما, خصوصاً إذا ما ترافقت مع العناية بسعادتنا وكأنها نبتة نادرة وثمينة. ويقول: (( على كل فرد منا أن يجد مكانته في المجتمع, ولكن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نظرة الآخر.. اليوم الجميع يريد أن يبني ذاته دون أن يدين لأحد بشيء, وإذا كان أراد أحدنا أن يعتمد على شخص آخر فلكي يبدو بنظره ضحية.

 

 

 

فإذا كانت علاقتكِ بزوجك سيئة فالسبب يعود إليه, وإذا جاءت نتائج ابنك الدراسية على غير ما تتمنين فهي غلطة المدرسة.

 

وهكذا أصبح (( الآخر )) في ثقافتنا المعاصرة بمثابة كبش فداء للمشكلات الشخصية.

 

 

 

الهاجس السليم بالذات

 

للتخلص من هذه العقدة يرى أرنيس أنه بإمكاننا العناية بذواتنا دون أن نقصي الآخر, ويقول: (( يكفي أن نندمج في تفكير الآخرين, بمعنى الاقتراب من ذهنيتهم وعدم تجاهل نصائحهم, كي لا ننحو باتجاه الأنانية.

 

أما الدكتورة إيزابيل كوروليسكي, فتؤكد أن (( الهاجس بالذات لا يؤدي بالضرورة إلى الأنانية )), وتقول: (( إذا تقبلتِ الجانب المجهول من ذاتك, وأخذتِ وقتك في طرح الأسئلة على نفسك أكثر من تطبيق وصفات جاهزة.. وإذا لم تسعي إلى إخفاء جميع نقاط ضعفك, ففي هذه الحالة فقط تستطيعين أن تشعري بشخصيتك المتفردة, وتنسجين علاقاتك مع الآخرين.

 

عليكِ أن تصغي إلى نفسك جيداً كي تتمكّني من سماع الآخر باختلافه وغناه, وحينئذ فقط ستتوصلين إلى الهاجس الصحي والسليم بذاتك )).

 








طباعة
  • المشاهدات: 24232
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-06-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم