29-07-2013 11:58 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لا شك ان العزيزة المبروكة ام الدنيا مصر تمر بأصعب مراحل وجودها في العصر الحديث هذه الايام والتي سيُبان فيها الغثُّ من السمين حيث ان من له عقل وقلب وارجل بات في الشوارع وبات العقل مشوّش من اكاذيب السيسي والسلطة والاخوان وقلبه ولهان في حب ميِّة النيل والترعة وبرج القاهرة والاهرامات وغيرها بينما ارجله تحاول الصبر على المشي ووقاية صاحبها من الموت والاذى.
وكأن المصريّين في مرحلة ضياع بل توهان كذلك التوهان الذي ذاقه اليهود في سيناء لمدة اربعون عاما لانهم لم يصدقوا مع سيدنا موسى عليه السلام وكثرة اكاذيبهم ومماطلاتهم .
ولكن ما يجري الان في مصر هو حوار القتل بين الحكومة ممثلة بالجيش والشرطة من جهة وبين حزب إسلامي وانصاره يحوي الصادقين والمصلحجيين على حد سواء فمنهم من يُقبل على الموت ايمانا واحتسابا للشهادة ومنهم يسجّل مواقف وإن مات فهو قتيل فداء مصالح شخصيّة وفي كلتا الحالتين فمن يموت هو من ابناء مصر .
والمستقبل في مصر لا يعطي إشارات الخير على البلد العربي الاكثر سكّانا بلد إقتُطع منه السودان في بداية الخمسينات ذلك السودان الذي اصبح سودانيّين بعد حوالي ستون عاما فماذا بعد يخبأ الزمن للعزيزة مصر هل يسلبون منها نيلها الفرعوني ؟؟؟؟؟
والغريب ان الاخوان ارتكبوا الخطأ القاتل عندما طمعوا في ترشيح الرئيس محمد مرسي لرئاسة الجمهوريّة وكذلك السيسي وقيادة العسكر اخطئوا عندما صعدوا الموقف واعتقلوا مرسي ولفّقوا له التهم لمحاكمته وهكذا اخطأ المصريّون في الحالين وتكبّدوا الخسائر في الجانبين وطبعا الخسائر يتكبدها الشعب .
ؤالوضع في العموم يكاد ينقلب الى مآساة للمصريّين قيما اذا ظلّ العناد سيّد الموقف وستكون هي الضربة القاضية للعالم العربي دولا وشعوبا واحزابا ومثقّفين وجيشا بل ومُعتقدا ...
فها هو السيسي يطلب من الشعب منحه الثقة والتفويض لقتل المتظاهرين والمجتمعين في ميدان النهضة ورابعة العدويّ وغيرها من الاماكن الاخرى في مختلف محافظات مصر وهذه لأول مرّة تمنح الثقة عن طريق نزول الشعب الى الشارع بطلب من قائد الجيش رغم مخاطر الاحتكاك بين الطرفين لا سمح الله .
وطبعا ليس من الحكمة إستخدام الشعب طريقا لاثبات الولاء لاي طرف خاصّة الجيش والشرطة بما تملكانه من معدات واسلحة لان الجيش ليس منتخبا ليدخل استفتاء شعبي او انتخابي .
ان المشاهد العربي الغيور على عروبته سيكفر في تلك الشخصيّات القياديّة في المؤسسة العسكرية او في الاحزاب المتنوّعة ومنها جماعة الاخوان المسلمين حتّى شيخ الازهر وبابا االفاتيكان اللذان اوقدا شعلة المجازر مع السيسي والبرادعي وجعلوا الموت اسهل من الحياة للمصريّين في ذكرى معركة بدر وفي الشهر الكريم .
والمحنة التي تمرُّبها مصر العزيزة هي الاقصى في حياتنا ولكنها ستتجاوزها بإذن الله وبرجوع الاخوان لدينهم والسيسي لرشده سيعبر المصريون العاصفة ويخلّفون االمحنة خلفهم بإذن الله .
لا شكّ ان الإعلام والقنوات الفضائيّة تلعب دورا مهما في تهدئة الخواطر او تصعيدها وقد تحيّزت قنوات فضائية لاحدى الفرق المختلفة وقنوات اخرى للفريق الاخر مما يسعّر النار المتأجّجة بين المتخاصمين الذين نسيوا ان الله يعتبر من قتل نفس بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا وكذلك من احيا نفسا فكأنما احيى الناس جميعا .
اللهمّ ألهِم كافّة المصريّين وخاصّة الزعماء والقادة والمشايخ والبطاركة والعلماء وقادة الاحزاب الرشاد وحسن التصرّف والحكمة في القول والعمل وان يجعلوا المواطن المصري اهم من مرسي والكرسي وان لايسمعوا او يتبعوا ما تخطّط له امريكا واسرائيل والفاسدين ممن يضمرون الشر لمصر واهلها لتنجح مصر في امتحانها الصعب.