30-07-2013 12:14 PM
بقلم : ديما الرجبي
شارف شهر الرحمة والمغفرة على وداعنا , ونتهيء لإستقبال العيد ومن بعده فاتورة الكهرباء والمدارس !!
من المعروف أن شهر الخير لا نجدُ به سائلاً . وهذه رحمة من الله عز وجل وليس من العبد , ولكن مؤخراً ومن متابعة بعض القنوات المحلية والإذاعة نجد ان حالنا يتاخر ويحتضر ولم يعد الأمر يقتصر على ملء فجوة بالمعدة , بل الآن هناك امورٌ عدة تؤرق أيامنا وتجعلنا بإنفعالٍ وتوترٍ دائم .. من الطبيعي أن اقوم بواجبي إتجاه ابنائي , وأجعلهم يتذوقون فرحة العيد والا لما سمي " عيد " أي " فرحة"
ولا أشير هنا الى التبذير ولا الإسراف ولكن إن لم يكن احدً يعلم , هناك أناس ينتظرون العيد كي يرتدون ملابس جديدة , ولا يهم صناعتها أو جمالها , المهم انهم يكسون أطفالهم بذريعة تبرر الإنفاق وهو " العيد " , ومن الأطفال من ينتظر تذوق حلوى العيد بغض النظر إن كانت مليئة بالسكر أو قاسية كالحجر أو حتى تفتقد للنكهة , المهم هناك ما يكسر روتين الحياة الإعتيادية بإضافة طبق جديد الى السفرة !!
ومنهم من ينتظر العيد ليزور رحمه ويمد يده على جيبه الخاوية ولو ببعض الدنانير كي " يجبر الخاطر " لأم أو أخت أو عمة ......
وليس أن العيد هو السبب الوحيد لزيارة الأرحام مؤكداً لا , ولكن هذه هي العادات التي يترحم بها الناس على بعض بكثرة عن أي وقت مضى . رمضان ايضاً حمل اعباءً مالية على الجميع , وخصوصاً أن اسعار السلع تفاوتت بإرتفاعها وليس بإنخفاضها ؟؟
واليوم نعلم بأن سعر الكهرباء لم يعد كما مضى على إعتبار أن ما مضى افضل !! . وهذا أمرٌ يجعلنا نتفكر هل سيأتي بنا زمنٌ نرجِع لإستخدام الفوانيس , والدواب , والدراسة المنزلية لمجاراة ما يحدث اليوم , فهو امرٌ غير مستبعد بما اننا لا نجدُ حلاً مُنصفاً كي نقوى على تلبية متطلبات الحياة البسيطة (( مأكل . مشرب , تعليم , ثياب ))!!
إذا ما خرجنا من مصاريف ونفقات شهر الرحمة لنستعد للعيد ومُتطلباته , ونبدء للتحضير لفاتورة الكهرباء بنهاية الشهر , والمدارس والقرطاسية وخلافها من الإلتزامات الجامعية والتسجيل , وطبعاً الأقساط تحاكي دخول جامعة هارفرد أو إكسفورد , وهناك من يحصل على قرض طالب أو منحة دراسية أو منحة من الديوان , وبالطرف الآخر من لا يجد شيئاً البتة !!
ومن المؤسف بأن " التكافل الإجتماعي " يندثر شيئاً فشيئاً , الا من رحم ربي من العباد الصالحين , ولكن لنكن واقعيين اليوم . إذا كانت الحكومة تضغط بهذه الطريقة على جيب المواطن وإستنزفته بكل ما فيه , لأسباب أو لعدة اسباب المهم لم يكن منذ البداية لنا شأنناً بها .
ماذا عن الطبقة الغنية اليوم ؟
ماذا عن دعم من لا يملك قوت يومه , أين الزكاة والصدقات , واين قانون ما تقدمه يدك اليمنى لا تراه اليسرى !!
إن بقي الأمر على ما هو اليوم وغدٍ وكل يوم , وإنعدم التكافل الإجتماعي لا قدر الله !! . ماذا سننتظر أن نشهد , سأقول لكم " الجوع "
اليوم نشهد على حالات عنف اسري عديدة وجرائم بشعة وحالات طلاق كثيرة , وعنوسة متأزمة , وبطالة خانقة , وزيادة بالغلاء !!
وليس هنالك منفذ أو حل أو طريقة تجعلنا نرفع رؤوسنا ولو لوهلة من متطلبات الحياة ومسؤولياتها . ما الحل ؟ بالله عليكم ما الحل ؟
لا أدري ولا اعلم ما سيخطه الغد لنا ؟
اعاننا الله على ما نحن به , وكفانا الله شر الأيام القادمة لا محالة
والله المستعان