حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30213

تداعيات الربيع العربي في الشرق الاوسط

تداعيات الربيع العربي في الشرق الاوسط

تداعيات الربيع العربي في الشرق الاوسط

31-07-2013 10:33 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يحيى المومني
تمر امتنا العربية اليوم في فتره حرجة لا نعلم اين ستقودها في ظل ما اسماه البعض الربيع العربي الذي يعتقد انه سيقود شعوب الامة الى التحرر من الانظمة التي اتهمت بالاستبداد وقمع الحريات آملة الوصول الى الحرية التي كانت مسلوبة في السابق .
الان وبعد ثورات عديدة قامت بالدول العربية وتكلل بعضها بالنجاح في الاطاحة بأنظمة الحكم التي كانت قائمة اعتقادا بان هذه الثورات ستحقق الغرض المطلوب وهو الارتقاء والنهوض بدول اكثر حرية وديمقراطية وذلك لغياب الوعي لدى الشعوب وافتقارها لادنى مقومات التفكير بما يجرى وما جرى سابقا بأن هذه المرحلة ما هي الا مؤامرة لتنفيذ مخطط اميركي صهيوني غايته تغيير شكل وملامح الانظمة العربية بما بتناسب مع المرحلة الجديدة والهدف منها تعزيز دور الطائفة الشيعية ومنحهم مساحة اوسع في الاراضي العربية ،لتكون الدول العربية مهيئة في اية لحظة لصراع مذهبي وذلك لتحقيق الامن لاسرائيل والحفاظ على كيانها وايضا الحفاظ على المصالح الامريكية والاروبية في المنطقة العربية ويأتي تنفيذ هذا السيناريو بعد الفشل بجعل الاردن الوطن البديل للفلسطنيين .
فقد بدأت الدول الغربية بتنفيذ مخططها ضمن السيناريو المحدد وكانت المحطة الاولى هي الدولة التونسية ويدعي البعض بان الثورة التي قامت في تونس نابعة من ارادة الشعب التونسي الذي علم بانه يتعرض لظلم وقهر بعد اربعة وعشرون عاما فكانت الشرارة الاولى لبداية الثورة على الاستبداد اضرام مواطن تونسي النار بنفسه وحرق جسده كاملا ليستفيق الشعب التونسي معلنا ثورة تحقق له الحرية وتخلصه من الظلم ايا لها من فرصة ثمينة أتت لكي يتحرر الشعب من ظلم وقهر دام سنين . وقد حققت الثورة غايتها ليصار الى ايصال الاسلاميين الى الحكم .
فقصة ما يسمى بالربيع العربي وما تخلله من ثورات منذ ما يقارب ثلاثة اعوام خلت وما زالت قائمة الى يومنا هذا وما زالت الشعوب تؤمن بضرورة تغيير الانظمة والوضع القائم عن طريق الثورات الدموية لا عن طريق الحوار والطرق السلمية وقد رسخ هذا الايمان في عقول الشعوب من خلال وسائل الاعلام المسيسة والتي لا تمت للحقيقة بأية صله بل هي موجهة نحو دعم المؤامرة .
ولننظر ونفكر بعمق اكبر لما جرى بمصر وما يجري في سوريا فمصر اليوم اتجهت بالعفل نحو ثورة ضد الاشخاص التي صنعتهم المؤامرة الغربية وكانت نابعه من ارادة الشعب المصري بعدما نجحت المؤامرة في وقت سابق بايصال الاسلاميين الى الحكم ليكونوا ذراع متين للدول الغربية قادر على تنفيد ما يوجه له من اوامر وقد تنبه الشعب المصري مبكرا لما يجري في دولته وذلك بعدما رأى الشعب المصري ان الاجراءات والقرارات التي اتخذها الاسلاميين بمجرد وصولهم الى الحكم والنتائج التي آلت اليها هذه القرارات لا تعبر عن اشخاص يسعون الى الاصلاح والتقدم والنهوض بالدولة بل على العكس يسعون الى جعل مصر دولة ضعيفة ترضخ لاوامر الدول الغربية التي صنعتهم .
فالاخوان المسلمون لا يسعون الى اصلاح الامة ونهوضها بل الى اضعاف الامة لانهم هيؤا لكي يكونوا اداة يستعملها الغرب في ظل تنفيذ مخططاته ومؤامراته في الدول العربية ولو نظرنا الى دولة بريطانيا التي تعتبر من الدول الكبرى والتي كانت مستعمرة لبعض الدول العربية قبل ما يقارب قرن من الزمن وهي دولة تعتنق الديانة المسيحية وتحاول جاهدة الى اضعاف الاسلام والمسلمون وفي نفس الوقت تعطي لجماعة الاخوان المسلمون الحرية للعمل بدولتهم فمن المستغرب ان دولة مسيحية تفرد مساحة من الحرية لجماعة الاخوان المسلمون وهي بالاصل تحارب العقيدة الاسلامية فالتسامح وكرم الاخلاق الغربي لايأتي الا اذا كان من وراء ذلك العمل مصلحة للغرب وتحقيق هدف معين مقابل هذه الحرية او ان جماعة الاخوان المسلمون اقوى من الدولة البريطانيا والدول الغربية بشكل عام ولكن للاسف هذا الاحتمال اقرب الى المستحيل والشئ المحتمل هو ان جماعة الاخوان المسلمون هي جماعة منقادة لخدمة السياسة الغربية وفي هذه الحالة تكون الجماعات الاخوانية بالدول العربية عبارة عن اداة تحرك لتنفيذ ما يطمح اليه الغرب في الدول العربية .
وعندما نعمق النظر اكثر في الازمة السورية والى اين ستؤول هذه الازمة اجزم قطعا بان الوضع في سوريا سينتهي عندما يكتمل الهدف التي تسعى اليه الدول العظمى والكبرى من تلك الثورة التي نشبت في سوريا فالولايات المتحدة الامريكية الى هذه اللحظة لم تحبذ التدخل العسكري بحجة ان الضربة العسكرية التي سوف توجه الى سوريا تلقى فيتو من بعض الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن وهما (روسيا والصين ) فهذا ليس بالمبرر المقنع للتدخل في سوريا وانما حالة من الانتظار لتصل تلك الدول الى ما تصبوا اليه في سوريا وتحقق الهدف فالولايات المتحدة الامريكية لاتجد صعوبة اذا ما قررت التدخل في سوريا بإيجاد مبرر قوي يجمع عليه كافة اعضاء مجلس الامن وتعتبر الولايات المتحدة الامريكية بمثابة المحرك للمجلس الامن وما يصدر عنه من قرارات ازاء القضايا الدولية فأكبر مثال احتلال اميركا للعراق في 2003 عندما كانت العراق حليفة للروسيا وروسيا عضو دائم في مجلس الامن ومن حقها استخدام الفيتو ضد الحرب على العراق ولكن قوة اميركا وتشابك المصالح يفرض عليها الرضوخ للرؤية الامريكية عدا عن المبرر المقنع الذي قدم انذاك لاجتياح العراق وهذا دليل على قدرة الولايات المتحدة على التأثير على الامم المتحدة بما يتماشى مع سياستها التوسعيه .
فالهدف من عدم تحرك الولايات المتحدة نحو التدخل العسكري بسوريا هو انتظار الولايات المتحدة الامريكية القوة الايرانية لتفرض سيطرتها بالشكل الاكبر على سوريا وبالتالي يكون الهدف تحقق وقضية التدخل عسكري ما هي الا مجرد وهم لكسب الراي العام العالمي ومنظمات حقوق الانسان لان الدولة الايرانية شريكة بتنفيذ المخطط الامريكي وهي بذلك تصبح مسيطرة على العراق ومن ثم سوريا وتسعى لضم البحرين ايضا ، لتصبح المعادلة السياسية قد اتضحت فأصبحت الدول العربية المحيطة باسرائيل تنقسم الى مذهب شيعي واخر سني وبالتالي عندما تواجه اسرائيل اي خطر توجه الموقف نحو صراع ما بين الشيعة والسنه في الدول العربية وبالتالي تبعد عنها الخطر الموجه نحوها ويتبع ذلك حماية امريكية من داخل قطر والسعودية للحفاط على امن اسرائيل وبهذا تصبح ايران الزعيم الاقليمي التابع للولايات المتحدة في المنطقة ضمن دائرة الدول العربية كما ان ايران ستعمل على اضعاف الدوله التركية لتحافظ على قوتها في الاقليم .
وبهذا السيناريو ستكون امريكا حققت مرادها وحافظت على مصالحها في الدول العربية وعززت من تواجدها في المنطقة كما انها حافظت على التزامها بحفظ الامن لسرائيل .
ولكن المؤاشرات الجديدة في مصر تقودنا الى ان سيناريو المؤامرة قد يحتمل الفشل الذريع وذلك نتيجة لصحوة الشعب المصري وعقيدة جيشه الثابتة واستدراكه للامر وتفاديه للرضوخ لهذه المؤامرة كما فشل المخطط الامريكي الصهيوني في الدولة الاردنية وعجز عن الوصول الى هدفه في الاردن نظرا لوعي شعبه وتماسك جميع اطيافه الوطنية وايمان الشعب المطلق بقيادته .
وبعد هذا التحليل المتواضع الذي فند في المقال لابد لنا كشعوب عربية التفكير مليا بما جرى ويجري حتى لا نكون ايدي في مؤامرة حقيرة تستهدف امننا وامتنا وان نتحلى بالوعي الكافي الذي يصب في مصلحة اوطاننا وامتنا وان نجعل الحوار هو الوسيلة الامثل للتغيير وان لا تكون دمائنا رخيصة علينا من اجل الدول الطامعة التي تهئ لنا باننا ندافع عن اوطاننا وتزرع في عقولنا باننا نقدم ارواحنا فداء للوطن للتخلص من العملاء والظلمة والمستبدين وعلى العكس نحن نعبد الطريق امامهم ليتربعوا على عروشنا في ظل مؤامراتهم فالدفاع عن الوطن واجب علينا ونقدم من اجله ارواحنا رخيصة ونبذل الغالي والنفيس من اجله لنزيل الخائن ونسحق كل من يحاول او يفكر ان يعبث بمقدرات اوطاننا ونأتي بمن هو خير لنا يتمع بوطنية حقيقة هذه هي التضحية من اجل الوطن لا ان نزيل العميل ونأتي بعميل متمرس اكثر من الذي سبقه.








طباعة
  • المشاهدات: 30213
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم