31-07-2013 10:13 PM
أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالتساؤل، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، تعالوا لنعرب ونفسر معا معنى: (مشروع الاخوان في الاردن)، قبل الحديث في أي شيء.
المشروع: هو تنفيذ لتوجه معين، وله عوائد معينة، وله خطة عمل ومنهجية، ويتم على مراحل زمنية، ويكون لتحقيق رسالة وهدف ورؤية، وجاء اسمه من الشرعية، فأصبح مشروع، ويديره أشخاص ذوي خبرة، وينفذه كادر متمرس.
الاخوان: هم رابطة الاشقاء من الام والأب بالمعنى، وبالاصطلاح فهم جماعة ترتبط مع بعضها البعض في رابطة الدين الاسلامي، وللأمانة فلم يسبق وأن انخرطوا في المملكة الاردنية الهاشمية بأعمال سياسية ولا ادارية، وانبثق عنهم جمعيات خيرية وغيرها من الأعمال التطوعية التي يشكرون عليها، وغالبا ما تبنوا اصول الدعوة والهداية، وعملهم مع قاعدة الهرم؛ الناس والعامة، ولا يناجزون رأس الهرم، وكانوا وما زالوا تحت عدسة دائرة المخابرات الاردنية –وهذا جزء من واجبها-، حالهم حال أي تنظيم أو عمل منظم، أو حتى حزب، وعلاقتهم بالحكومة حدودها الودية مع الحذر.
في: حرف جر فقط لا غير، ويفيد داخل الشيء.
الأردن: بلدنا العزيز الغالي الذي بناه الاجداد والآباء مع الهاشميين الذين أسسوا الدولة وارسوا قواعد مؤسساتها، ودعموا النهضة التي سارت بالبلد من منطقة فقيرة بلا دولة ترعاها، وعانت آثار بقايا الدولة العثمانية المريضة، الى دولة القانون والمؤسسات خلال قرن من الزمان، رغم التحديات المالية والسياسية وغيرها. ونضيف على ذلك بان دين الدولة الأردنية الاسلام الحنيف، ويؤدي الشعب الاردني ويمارس طقوسه الدينية بكل يسر، فيصلي في المساجد، ويزكي ويتصدق، ويحج ويعتمر البيت الحرام، ويصوم رمضان، ويشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله. ذلك وبالرغم من وجود بعض التشوهات والظواهر هنا وهناك، والتي تحتاج العلاج بالتوعية والارشاد، وتحديث بعض التشريعات، كموضوع وجود وارتياد النوادي الليلية والخمارات وغيرها.
الاقليم العربي ومنذ بضع سنوات مضطرب، ويعاني ثورات شعبية وحالة من الغليان، ويحاول الاردن الصمود والبقاء، والتغلب على التحديات الاقتصادية والسياسية المحيطة، ويتحمل تبعات حالة الغليان العربي، ويستقبل اللاجئيين السوريين، ويعاني امداده من الغاز المصري كل اسبوع من انفجار في الخطوط، وهنالك تصعيد داخلي هنا وهناك باسم المطالبة بالاصلاح والعدالة، فالأمر أشبه ما يكون بقارب فيه عائلة متحابة تريد أن تنجو من وسط عاصفة وامواج عاتية وسط المحيط، لتصل الى بر الامان.
السؤال هو، هل الأردن بحاجة لمشروع، أو بمعنى آخر: هل قاربنا بحاجة لمشروع لينجو، وان كان كذلك، فما هو هذا المشروع، وما هي رسالته ورؤيته وخطته ومراحله، وما هي عوائده ولمن؟، ولماذا يطل علينا قيادات الاخوان بمشروع غير معروف الملامح، واطاره الوصول للحكم وباسم الاسلام، وهل نحن لسنا مسلمين؟ هل هذا تكفير صريح للشعب والقيادة ونظام الحكم؟، وفي هذه المرحلة التي تحتاج تكاتف الجميع لنعدي المرحلة لبر الأمان في وطننا، لماذا ما أشاروا علينا بمشروعهم قبل الربيع العربي؟ هل كانوا مكممين الافواه بسبب دائرة المخابرات والاجهزة الامنية؟ فلنفترض الاجابة بنعم، وأن مشروعهم ينبثق من قوله تعالى :"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" فقط، وأن الدولة علمانية وتفصل بين الدين والحكومة، وأن دفة القيادة بحاجة الى تصحيح المسار، وانهم يريدون الحكم اسلامي، السؤال هو: هل قدسية هكذا هدف سامي تستطيع منعها دائرة مخابرات عن الشعب، وهل شعبنا يسكت أمام أية اساءة للدين الحنيف لا سمح الله تعالى، هل تذكرون وقفة هذا الشعب الكريم في حملة نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل تذكرون عطاءه وخيره وتضحياته الاسلامية على مر التاريخ؟ وبالمقابل، فهل تذكرون يا أخواني الكرام وقفتكم المناصرة للفنانين الاردنيين في خيمتهم، ومنذ متى تناصرون الفن، وهل تركبون أية موجة؟ أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالسؤال، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، الجواب: أيها الاخوان طبتم صباحا، الشعب الاردني بكل فئاته وأطيافه مشكلته ليست أزمة حكم، وليست حريات وليست غير ذلك من مسميات سميتموها على يافطات الجمع امام المسجد الحسيني، مشكلة الشعب اقتصادية بحتة، نعم اقتصادية بحتة، فهل لديكم حلول، قدموها وسنكون لكم من الشاكرين، أو بادروا بفتح باب التبرعات الشعبية لدعم الخزينة، أو تبنوا ازمة العاطلين عن العمل، أو تبنوا مشروع العفاف لتزويج من لا يستطيعوا، أو تبنوا دعم صناديق التكافل والايتام والارامل. ولكن سؤال آخر: ما هي عوائد مشاريعكم في افغانستان وسوريا ومصر وغيرها؟ أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالسؤال، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، بالحقيقة ما أتت على الشعوب الا بالموت والقتل المفجع، ودمرت الاقتصاد، وجائت لتحكي قصة خلاف فوق خلاف، ومغزاها: هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة، فصار في ظلها المسلم يقاتل المسلم، ويدورون في حلقة مفرغة لغاية اليوم، فبالحقيقة نحن مسلمون ولا نحتاج لمن يملي علينا ديننا، وفينا الطيب والكرم، ونصلي ونصوم ونزكي ونحج ونشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، وأما دفة الحكم، أو النظام كما تنادون في مسيراتكم، فالنظام هو نظام وهو قانون ومؤسسات تعمل، ولا نريد أن تلهبونا، ويطل علينا أحدهم ويطالب بجيش حر في مصر، ويحتسبها زلة لسان، فمثله لا يخطيء. قد يعود مرسي للحكم، وقد تتغير موازين الامور، ولكن أرجوكم يا اخواني الاخوان أن تساعدونا بتقديم الحلول لا الهجوم، فهنالك نزيف، وهنالك من يضمد الجرح، وهنالك من ينعق، ولا يستقيمان، فضمدوا الجراح أسألكم بالله الواحد الأحد، فوالله لن يرحمكم الزمان ان كان مشروعكم أزمة حكم، فهذا ليس خالص لوجه الله تعالى، تعالوا قولوا لنا ماذا قدمتم في رمضان؟ ولماذا توقف عطائكم الخير (بتشديد الياء وكسرها) ولماذا أوقفتم العمل التطوعي؟ ولماذا بعدتم عن الدعوة والارشاد والهداية؟ هداكم الله، عودوا كما كنتم، فوالله أن الناس اليوم احوج ما يكونوا لمن يقدم العظة والنفحات الطيبة من ديننا الحنيف، وليسوا بحاجة لمن ينعق. أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالتساؤل، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، فأنا شخصيا أميل لتقديم كلمة طيبة، أميل لتقديم شق تمرة أتقي بها الله تعالى، أميل الى الدعوة لله بالموعظة الحسنة، أميل الى حفظ وتحفيظ كتاب الله تعالى، أميل الى سرد القصص والعبر من القرآن والسنة وسيرة الصحابة، أميل الى الزهد في دنيا فانية لا تساوي عند الله جناح بعوضة، واميل الى "اخوان" وجماعة يذكرون الله تعالى في مجالسهم، فتتنزل عليهم الملائكة ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده ويفاخر بهم، ولكن ليس الى اخوان مشروع ازمة حكم أنطقهم الربيع العربي الذي فرض الأمن الناعم، ويخافون المخابرات قبل ذلك، والله أحق ان يخشوه لو كانوا يعلمون.
ذكر شيخنا الجليل أحد قيادات الاخوان قبل اسبوع بأنه ماض قدما في تحقيق الدولة الاسلامية، وأنه سيقدم الروح رخيصة أمام هذا المشروع، هذا مشروع نجله ونحترمه، ونقف معه في خندق واحد لتحقيق الدولة الاسلامية، ولكن أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالسؤال، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، لماذا أوقفك الأمن الخشن قبل الربيع العربي عن هذا المشروع، وجئت في الأمن الناعم اليوم وفي أزمة الربيع العربي تعلن عن مشروعك، أليس هكذا مشروع تقدم له الروح رخيصة وحتى من قبل؟، أم أن روحك عزيزة عليك، فتعلن عن المشروع اليوم فقط لأنك تعلم بأن الأمن سيحيط بك ليحميك وليس لغرض آخر، وأنك مطمئن بأنك لن تموت دون هذا المشروع؟ بالحقيقة مشروعك سامي ونجله وكلنا معه، ولكن ليس لما تعلن عنه أنت، فروحك عزيزة عليك، وتخشى الموت، والله أحق أن تخشاه يا شيخنا الجليل، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون يا شيخنا الجليل. لكم أتوق الى النظر في ملفات المخابرات الاردنية، فهل نطق أخ من الجماعة قبل الربيع العربي بكلمة نظام أو اصلاح أو ما ينطقون به اليوم، ولكم أتوق الى معرفة كم منهم عيون لدائرة المخابرات ذاتها في داخل الجماعة وحتى لو كانوا قيادات، (عذرا يا دائرة المخابرات العامة، قرة عين الوطن حماكم الله تعالى)، وهل تعلم الجماعة ام لا تعلم؟. أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالسؤال، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، هل الجماعة في الأردن جماعة أم أخوان أم حزب؟ أخال قياداتهم بحاجة لتوجيه ودورات في حسن ادارة وتنفيذ المشاريع، فمشروع أزمة الحكم لديهم مشروع عاطفي وزلات لسان، وان حققوه فسيدمروا دولة المؤسسات التي بنيت على مدى قرن في يوم وليلة. ما يبدو أنها أزمة أشخاص يريدون الحكم فقط وليست مشروع اصلاح. أنا مواطن خرج عن صمته ولي الحق بالتساؤل، فبالله عليكم لا تسيئوا فهمي، ملاحظة، لا أعني أي من القيادات الاخوانية بعينه، وأعني وطنا يزج به الكثيرون ليشردوا أبنائه ليصفوا لاجئين على حدود الدول المحيطة، ولكي نصبح مسلم يقاتل مسلم، ونضيع بزلة لسان، انتهت الرسالة، وبالله المستعان.