03-08-2013 10:37 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
بعد عقود„ من الخداع والمكر والتآمر الدولي والاستعماري تمكن اليهود من اغتصاب فلسطين في العام ١٩٤٨ م وعقب الاحتلال جرت عملية تهجير واسعة لسكانها الاصليين وفي المقابل تم جلب قطعان من المستوطنين اليهود اليها في محاولة„ لخلق واقع جديد„ ومختلف„ على الأرض ... وعندما طالب الفلسطينيون المجتمع الدولي واليهود بأرضهم المسلوبة وحقوهم قالوا : عليكم أن تتعاملوا مع واقعكم الجديد ... وتذكروا بأن عقارب الساعة لن تعود الى الخلف ... فإما أن تقبلوا بالفتات المقدم أو سيفوتكم القطار !!!
ورضي القادة الفلسطينيون بالفتات وجلسوا مع اليهود في مفاوضات سلام عقيمة مورست أثنائها أقوى الضغوطات المالية والنفسية على الفلسطينيين لمحاولة فرض سياسة الأمر الواقع عليهم ولإقناعهم بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف ولجرهم لقبول الفتات المعروض عليهم قبل أن يفوتهم القطار !!! ومن سيبرم معاهدات السلام مع اليهود فسوف يحظى بالتكريم الدولي والتقدير العالمي لنظرته الواقعية للأمور ولايمانه بأن عقارب الساعة لن تعود الى الخلف ولصناعته سلام الأبطال والشجعان مع غاصبيه !!!
وفي هذه الأيام استخدم الانقلابيون في مصر الأسلوب اليهودي نفسه يوم مكروا للشرعية الوليدة في مصر وخدعوا شعببهم المسكين وتآمروا على رئيسهم المنتخب وقاموا بانقلابهم المشؤوم الذي أتبعوه بخرائط طريق للحل على شاكلة خرائط السلام اليهودية المقدمة للفلسطينين ثم أطلق الانقلابيون أبواقهم الاعلامية لتردد نفس العبارات اليهودية في الفضائيات : (عليكم بالرضوخ للأمر الواقع الجديد على الأرض ... واعلموا بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف ... إقبلوا بما نطرحه اليوم أو سيفوتكم القطار ) !!!
عقـــــــارب الســـــاعة لــــن تعــــــود الى الـــــخلف ... عليكــــم القبــــول بالأمــــــر الــــــواقع ... تنازلـــــــوا اليــــوم أو سيفـــــوتكم القطـــــار ... وغيرها الكثير الكثير من العبارات التي تسوق للظلم وتمهد للباطل وهي العبارات التي تتجاهل حقوق الضعيف وتفرض منطق القوة وشريعة الغاب ... ولأجل تثبيت الانقلاب العسكري في مصر استنفر الانقلابيون كل قواهم ثم عملوا لتمريره ولتسويقه هناك ولجعله حقيقة” واقعة” أمام الشعب المصري والعالم مستخدمين لهذا الغرض نفس العناوين اليهودية وهي : ( عقارب الساعة ... واقع جديد ... سيفوت القطار ) . وهي عبارات اليهود الرامية لتطويع الفلسطينيين ولسلبهم حقوقهم ولمحاولة تسويق وتمرير الاحتلال عبر خطط السلام الوهمية وعبر متاهات خرائط الطريق الملتوية ...
وتمت المؤامرات برعاية استعمارية وليتراجع الاهتمام العالمي بحقوق الفلسطينيين ولتنحرف القضية القضية الفلسطينية عن مسارها الصحيح لتصبح في هذه الأيام (قرارا” مجمدا” ... جدارا” عازلا” ... تجميد مفاوضات ... اطلاق مفاوضات ... الافراج عن مجموعة أسرى ... إلخ ) .
وهذا السيناريو الهادف لتفزيم القضية الفلسطينية ولحرف مسارها للمضي في خطط وهمية وطرق ملتوية ومتاهات ... حاول الانقلابيون المصريون تكراره اليوم في مصر محاولين تصوير المشكلة هناك كما يلي ( الافراج عن مرسي أو عدم الافراج عنه ... خروج آمن لقيادات الاسلامين أو عدم خروجهم ... حرية الاعتصام والتضاهر أو قمع هذه الاعتصامات ... الخ ) .
لو رضخ الناس لواقع القوة بظلمه وظلامه ولو أنساق الناس لمفاهيم : ابتلاع الواقع بمرارته ... عقارب الساعة لن تعود الى الخلف ... قبول الفتات أو يفوت القطار ... . فما من سبب وجيه„ لوجود المحاكم في مجتمعاتنا ... وما من سبب„ وجيه„ لوجود قضاء„ بين الناس ... ولماذا سيسمع القضاة للذين تمردوا على واقعهم وقدرهم وحاضرهم ؟!!! ولماذا ستصغي المحاكم للذين تجمدت عقولهم ولم تستوعب أن عقارب الساعة لن تعود الى الخلف ؟!
لن ينجح الخداع مع الشعوب العربية التي تأبى الضيم والظلم وترفض الاستبداد وقامت عبر تاريخها بتحطيم كل أركان الظلم والطغيان ... ولن نرضى أبدا” بذلكم مهما حاولتم ولن نركب في قطار العار وسينتصر الحق في نهاية الأمر وسيضبط أحرار هذه الأمة الساعات المختلة بفعل الظلم والظلام لتبض بالحق من جديد ولتمضي عقاربها للحق ولتصدح أجراسها بالحق ...