03-08-2013 11:08 AM
بقلم : د.الشريف محمد خليل الشريف
لا يستطيع أي عربي مؤمن بعروبته ان ينكر ان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك كان صهيونياً اكثر من الصهاينة انفسهم كما قال زعماء الكيان الصهيوني انفسهم وان نظامه كان الحريص والحارس على أمن اسرائيل ورغم ذلك كان له ولنظامه الأتصالات المكثفة مع حركة حماس ولكن مما لاشك فيه بأن هذه الأتصالات كانت لصالح اسرائيل وحفاظاً على امنها وهذا ما يبرر اعلان ليفني وزيرة خارجية اسرائيل حرب الأبادة على غزه من القاهرة وهي بجانب وزير خارجيتها في ديسمبر 2008 وكذلك ما يبرر عدم إتمام ملف المصالحة الفلسطينية بين حركة حماس وحركة فتح التي كانت رمزاً للنضال الفلسطيني ممثلة في السلطة الفلسطينيه ، ولا يستطيع أحد من الخبراء والدارسين والمحللين ان ينفي بأن حماس والشعب الفلسطيني في غزه العزه قد خاضت حرباً قاسية إباديه نيابة ودفاعاً عن الأمة العربية كلها واستطاعت ان تلحق بجيش اسرائيل وقادتها رغم استعمال اسرائيل جميع انواع الأسلحة والمعدات العسكرية بما فيها المحرمة دولياً هزيمة نكراء لم تستطيع الجيوش العربية مجتمعة تحقيقها ، ولايستطيع أي متابع للأحداث وخاصة في المنطقة العربية بأن حماس أثبتت وجودها وقوتها وحرصها الشديد على مصلحة الشعب الفلسطيني وتمسكها بثوابته الوطنية وبالحلول العادلة لقضيته التي تعيد له حقوقه المشروعة بالعودة الى تراب وطنه بعد ان اصبحت الأنظمة العربية تتبارى للتخلص من قضيته بتقديم الحلول الأنهزامية .
من خلال هذه الأساسيات إستطاعت حماس ان تثبت وجودها على الساحة الفلسطينية والعربية والدوليه وأجبرت العالم كله بشعوبه وأنظمته وزعاماته الأعتراف بها والتعامل معها كقوة لها دورها القوي والفعال في القضية الفلسطينيه فتعامل معها الغالبية العظمى من زعماء العالم وبطرق كثيره إما على المستوى الشخصي أو الرسمي وكان على رأسهم الرئيس الأمريكي ومبعوثيه وكذلك الروسي والصيني والأيراني والتركي والماليزي وغيرهم الكثير بل والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، فلا يوجد قانون في أي دولة في العالم يحرم أو يجرم التعامل مع حماس إلا في الكيان الأسرائيلي ، ومما يثير الوجدان المصري والفلسطيني خاصة والوجدان العربي عامة هو أن يتم حبس الرئيس المصري المدني والنتخب ديمقراطياً محمد مرسي بعد الأنقلاب العسكري الدموي الذي قاده الفريق عبد الفتاح السيسي لمدة 15 يوم على ذمة التحقيق بتهمة التخابر مع حماس ...؟
ان هذا القانون الذي يحرم التعامل والتخابر مع حماس لايعمل به إلا في اسرائيل فهل أصبح القضاء المصري في ظل الحكم العسكري الأنقلابي يعمل بالقانون الأسرائيلي ...؟ إن هذه التهمة هي إهانة للشعب المصري ووصمة عار للقضاء المصري في ظل الحكم العسكري قبل أن تكون تهمة للرئيس المحبوس ظلماً بحقه وبحق الملايين من الشعب المصري الحر التي تطالب بعودته وعودة الشرعية ، وهذه التهمة ماهي إلا وسيلة لتضليل الشعب المصري ولتحويل الثورة وتصويرها للشعب على انها ثورة أسلامية حمساوية وليست ثورة شعب ضد الظلم والأستبداد ، لقد عمل السيسي لمدة عام كامل مع الرئيس محمد مرسي كرئيس لجهاز المخابرات ووزيراً للحربية وتعامل هو شخصياً مع حماس ولكن لصالح اسرائيل وتعطيل المصالحة الفلسطينية أثناء عمله كرئيس للمخابرات العامة اثناء حكم الرئيس المخلوغ مبارك ، فإذا كان التخابر والتعامل مع حماس خيانة في القانون المصري الجديد في ظل حكم العسكر فالسيسي أيضاً خائن لمصر ويستحق ان توجه له هذه التهمة بل ويجب ان توجه أيضاً الى الرئيس المخلوع حسني مبارك وجميع رجال نظامه وجميع رجال الفلول فكلهم تعاملوا مع حماس وقياداتها ولكن للضغط عليها لصالح اسرائيل ، إذا كان التخابر مع حماس تهمة يحاسب عليها القانون المصري في ظل حكم الأنقلاب العسكري وفي ظل حكم السيسي فيجب على السيسي إدراك الخطأ الذي وقع فيه وعليه ان يصحح التهمة لتصبح التخابر مع حماس ضد اسرائيل وبهذا يصبح الرئيس محمد مرسي متهم ويبرئ السيسي نفسه واعوانه ونظام حكم مبارك المخلوع ورجاله من هذه التهمة ، ولم يكتفي السيسي ورجال حكمه بأخذ هذا الأتهام من القانون الأسرائيلي بل أضاف عليه بأن وصف الأبرياء الذين سقطوا شهداء برصاص قناصته وجيشه وشرطته بالأرهابيين وهم الذين يدافعون عن حقوقهم والشرعية ومصر الكنانة باعتصامات مسالمية ومنهم من استشهد وهو رافعاً المصحف بيده تحية لأخوانه الجنود ابناء مصر المضللين وهذا الوصف تطلقه أيضاً اسرائيل على الشهداء من ابناء ابناء فلسطين الأبطال الذين يدافعون عن حقوقهم وحريتهم وبلادهم ، وعلى السيسي ان يعلن للشعب المصري الحر بكل وضوح ماذا كان يعني في كلمته ( وبكره حتشوفوا مصر ) هل كان يعني ان يغير القانون المصري لتكون فيه اسرائيل وهي العدو الحقيقي لمصر وعروبته وشعبها لتكون دولة صديقة وتصبح حماس والشعب الفلسطيني هو العدو الجديد لمصر وشعبها كما يروج الأعلام الرسمي المصري المسموح له ببث سموم الحكم العسكري بعد اغلاق جميع القنوات ووسائل الأعلام الحرة في مصر خوفاً من إظهار الحقيقه وهذا ما أثبته السيسي فكان أول عمل يقوم به تدمير الأنفاق بين الرفحين وإغلاق المعبر بين مصر وفلسطين وهو يعلم ان هذا المعبر هو المتنفس الوحيد وحلقة الوصل الوحيده بين أهل فلسطين من سكان غزه والعالم الخارجي وإغلاقه حلم يراود اسرائيل منذ إنسحابها من غزه ، فهل كان كل هذا بالأتفاق المسبق مع اسرائيل ؟؟
Email;shareefshareef433@yahoo.com