03-08-2013 11:16 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
وأعتذر لكي يا سيدة حوران إن المروءه ماتت
لملمت ما أستطيع من صبر وتحمل وعيون غارقة بالمصير المجهول لتلك العيون الدامعه التي تستبق السؤال والحديث إن لنا الله في هذه الدنيا بعدما أبعدتنا البندقيه والدمار خارج أسوار مدينتنا , تهمس لطفلتيها الغارقتان بطفوله شقيه وهمسات أين القلم والممحاه والمرسم والحلم للصف والساريه والنشيد الوطني كل تلك ضاعت وأصبحت في طور النسيان ...
رأيت بعيونهما دمعه لا تنتهي بعدما انعتقوا من سفر الأيام يجلسون في ضيافة قريه قابعه في ظلال الفقر.. وإن كانت بلا حروب
حاولت أن أضحك تلك الطفلات ولو بكلمه لكنني لم أعرف إن الضحكه قتلوها منذ أن غزوا المدن بطائرات تقتل الدم واللحم والرجوله وتقتل المروءه في خاصرة هذه الطفوله الشقيه ...
التي ألملم ما في نفسي من شجاعة الصبر وأضمه لهم لعلهم لا يرون دمعتي التي أستفاقت هذا الصباح وهم يسألون الطريق والماره عن وجبة إفطار لهذا المساء ...
فأي عروبه نعيشها وأي زمن للكراسي نود الحفاظ عليه
بئست الكراسي والرايات والأماني التي لا تعرف للطفوله من معنى ..ولا لهذه الأم الصابره وقد غشاها حزن المصير لثله من أبناء هناك في بلاد الشام يلملمون ذاكرتهم الشجيه لحقوق وطن ومواطن انتهكته البنادق والحروب التي بلا معنى ولا نصر فيها على عدوا غاشم جاثم على كبرياء الجولان منذ السبعه وستون !!
لمن البنادق اليوم يا سوريا !!
لمن الرحيل للزعتري وغيره من مخيمات
يا سوريا اليوم !!
أعتذر لكي يا سيدة حوران إن المروءه ماتت
وأعتذر لكما يا ليلى وهند عن هذا الوجع الذي آلمني كثيراً
وعن ضحكه حاولت أن ارسمها وفشلت !!
أعتذر يا سيدة حوران
منكٍ فالمعذره فقد مللنا الهزائم وانتم ملئتم الدنيا نصر ولو بالفقر والحرمان والغربه !!