03-08-2013 11:21 AM
بقلم : د. نزار شموط
بدأت الحملات الانتخابية للبلديات , وبدات المقار الانتخابية تستقبل الرواد من مؤيدي الذين حزموا أمتعتهم للترشيح تمهيداً لخوض المعركة الانتخابية بكل الإمكانات المتاحة والغير متاحة ، وظهرت اليافطات التي تحمل الصور والشعارات الانتخابية البراقة ، بهدف الحضوة بالاستباقية بطرح العبارات الرنانة والطنانة , والتي يعتقد هؤلاء إنه أصبحت ملكية احتكارية لهم ولا يحق لغيرهم طرحها لاحقاً كونهم السباقين بطرحها , وقياساً على هذه البدايات فاعتقد جازماً إن موسوعة جينس للارقام القياسية لا تضم شعارات عربية أو غربية تزهو بالوعود والأماني والتغيير والدعوة للإصلاح كما تحمله شعارات حملاتنا الانتخابية , والإشكالية إن الكل يعي أن جزء كبير من هذه الشعارات باتت مستهلكة فضلا عن التشابه الكبير بينها ، فكلفة هذه اليافطات بلغت أرقاماً فلكية في الحملات السابقة , حتى إن بعضهم ابلغني انه دفع للخطاط لوحده 10 ألاف دينار ثمناً ليافطات غطت أصقاع المعمورة لحملته الانتخابية السابقة , سعياً لاستلاب عقول ناخبيه بما يطرحه من طروحات وأفكار خلاقة وريادية تغير حال الأمة إلى أحسن حال , وكان يعتقد أنه السَباق , ولكن كان يفاجأ بأن عباراته المنتقاة كما أبلغه وأوهمه مؤازريه , هي نفسها من حيث المضمون لمرشحين آخرين ولكنها جاءت بإخراج جديد وألوان مختلفة.
الشاهد من كل هذا ، أن يعي كل مرشح نوعية الإستراتيجية الدعائية التي يمكن أن يحضى من خلالها باكتساب ناخبيه لصالحه ، فهو الأقدر على معرفة ألتركيبه الفكرية والثقافية والاجتماعية لقاعدته الشعبية التي يأمل أن تصوت له ، ويجب أن يراعى أن هذه القاعدة التي أنطلق منها متجشماً معاناة خوض المعركة الانتخابية تعرفه جيداً ، وتعرف إمكاناته وقدراته من خلال معرفتها السابقة لسيرته الذاتية ، فلا يعقل لرجل عُرف عنه في منطقته الإنطوائية وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية ان يكون شعاره (( أتمنى أن أنال شرف خدمتكم لأنها هدفي )) أو أن يقول (( أنا أسعى لكم وأسعى بكم ومن أجلكم )) وآخر عندما يحضر الصلاة على جنازة ينتظر خارج المسجد لأنه لا يصلي ويطرح شعار (( إن خير من استأجرت القوي الأمين)) أو ((هويتنا الإسلامية هي مفتاح نجاحنا )) وآخر الكل يعرف انه ادخل شقيقه السجن لخلاف ما حدث بينهما ، ويطرح شعار
(( رجل المبادئ والتطبيق العملي والذي سينهض بالبلدية بإذن الله )).
اما آن ان نتخطى ذاكرة الأمس وشواهد الماضي , ونلهث وراء شعارات لا تمت بصلة لحاملها ؟
وكل هذا يتطلب منا ان نقف أمام كل شعار انتخابي بذهنيه عالية ونسترجع سيرة المرشح وسلوكه وقدراته ومصداقيته وخلقه ، وهل يصلح ان يكون رئيساً للبلدية او عضواً فيها, ويكون مؤتمناً وقادراً على خدمتها والنهوض بها بأمانة واخلاص , وهل خبراته وقدراته الشخصية تؤهله للقيام بهذا الدور , ولنعي ان الصوت أمانة نحاسب عليها ويجب أن نضعه لمن يستحقه بعيداً عن البهرجة الإعلامية والشعارات البراقة , وان ننحي الفئوية والعشائرية والجهوية والمنفعية جانباً, وان يكون اختيارنا للشخص الانسب .
drnezar@yahoo.com