03-08-2013 11:45 AM
بقلم : د محمد الخطاطبة
منذ بدء الربيع العربي في الدول العربية والتي صاحبها احتجاجات كبيرة ,وخروج المسيرات المطالبة بالإصلاح, والمكونة من الشباب المثقف الواعي ,والذي يعرف أسباب الفساد والظلم الذي يفترس أوطانهم وهم من أشرف الناس وأكثرهم حرصا على الأمن والاستقرار وذلك بالمطالبة بالإصلاح السياسي الذي هو الأساس في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي .
أن هذه المطالبات ترفضها الأنظمة القائمة وتعتبرها خطرا ينذر بزوالها و تعتبر هذه الأنظمة الحراكات الشعبية والاحتجاجات التي تقوم بها خطرا عليها و على الطبقة الفاسدة التي تكون النظام والدولة العميقة, لذا قامت هذه الأنظمة بقمع هذه المسيرات والاحتجاجات, لكن بطرق مضللة للرأي العام وللإعلام المحلي والدولي .
إذا كيف يتم إيقاف و قمع هذه المسيرات دون إثارة الرأي العام ومنظمات حقوق الإنسان ؟؟ هناك جهاز المخابرات وهو الذي يشرف على إعداد الخطط و مواجهة هذه المسيرات بالتعاون مع أجهزة الأمن الأخرى ,ولذلك يتم تقسيم القوه التي تقمع المتظاهرين إلى ثلاثة أقسام هي: قسم البلطجية وهو مؤلف من مدنيين من العاطلين عن العمل و أصحاب السوابق وذلك من خلال جمعهم و إعطائهم مكافئات وفي الحالات التي يكون عدد البلطجية غير كاف في المنطقة التي تحدث فيها الاحتجاجات يتم جلب إعداد من مناطق أخرى مجاورة, وفي حالة استمرار النقص يتم استخدام جزء من قوات الأمن أو الدرك وغيرها بلباس مدني.
تنظم القوة المخصصة لقمع المسيرات من ثلاث أقسام, قسم البلطجية وهو مكون كما ذكرنا من المدنيين بشكل عام, أما القسمان الآخرين فيتكونان من قوات الأمن على اختلاف مسمياتها من دولة لأخرى. ويتألفان من:1. قسم الإسناد الأول وهو مكون من مجموعة قواذف الغاز ومجموعة العصي وفي حالات تكون عصي كهربائية وتحمل هذه المجموعة الدروع وتلبس أيضا في بعض الحالات أقنعة, 2. قسم الإسناد الثاني وهو مؤلف من حملة الخرطوش والقناصة.
تعمل هذه القوة تحت إمرة أعلى رتبة في المنطقة وتكون مرتبطة بغرفة العمليات التي تكون لها السيطرة على مسرح العمليات الذي يحدد مكانه من قبلها ( نقطة مهاجمة المسيرة وفضها), حيث يتم البدء بمهاجمة المسيرة عندها وعند أخذ الإشارة من القائد , تبدأ المرحلة الأولى حيث ينقض البلطجية على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسيوف وغيرها من الأدوات بينما يكون القسم الثاني في مكان قريب يكون ظاهرا للعيان أو مختفيا. في حالة نجاح البلطجية في فض الجمهور تأتي الشرطة العادية بعد إخلاء المسرح لفرض النظام واعتقال بعض المحتجين رغم اصاباتهم والآمهم, أما إذا حدث مقاومة واشتباك ولم يتمكن البلطجية من إنهاء المهمة فيتم زج قسم الإسناد الأول طبعا بدعوى الفصل بين الطرفين ( الموالاة والمعارضة) ويكون التدخل بالغاز أولا أو العصي وهذا يقرره القائد حسب متطلبات الموقف. ويتم تفريق الجمهور بدعوى الفصل بين الطرفين. في الحالات التي تكون فيها الاحتجاجات شديدة والجمهور كبير ولا يستطيع القسم الثاني الحسم يتم استخدام قسم الإسناد الثاني والذي يأخذ مواقعه في أماكن مسيطرة وقد تكون سطوح المنازل والبنايات العالية ويتكون من القناصة الذين يتم السيطرة عليهم من ضابط برتبة عليا ويطلب منهم قنص الأشخاص المؤثرين وقادة الجمهور ومحاولة إرهابهم وإجبارهم على الفرار. وهناك مجموعة تعمل متخفية لخطف قادة المحتجين واعتقالهم.
هناك قسم إسناد رابع مكون من سيارات ضد الشعب و سيارات سجن الاعتقال المتظاهرين و قسم القناصة وهذا يستخدم فقط في المظاهرات العنيفة و التي تضم أعداد كبيره لقتل قادة المسيرات و إرهاب الناس لإجبارهم على الفرار و التفرق .