03-08-2013 04:00 PM
بقلم : محمد ابراهيم الشقيرات
منذ أكثر من عامين والأزمة في سوريا الشقيقة تشتد يوما بعد يوم..يموت الآلاف ...ويلجأ آلاف آخرون نحو دول الجوار بحثا عن الأمان ...بيوت تهدم ... مساجد يذكر فيها اسم الله تتهاوى أمام القصف العنيف ...أطفال يعيشون حد الكفاف حتى في اطمئنانهم ..الشوارع والأزقة في معظم المدن تحولت إلى أوكار أشباح ...الموت لا زال يرسم ملامحه ليس فقط على أجساد البشر بل حتى على الحيوانات والشجر ...جمال الطبيعة التي تسحر الناظرين من القاشملي وبوكمال شرقا إلى حلب وحمص وحماة غربا تداعت خضرتها فأصبحت خريفا شاحب اللون ...رائحة الحزن في كل مكان ..لماذا؟؟ أليس ذلك من اجل الكرسي اللعين ؟..لأجله يا سادتي رائحة الموت تجدها في كل مكان .. لأجله يستشهد الأطفال الأبرياء الصغار، وطنا عربيا جميلا وادعا رائعا يباع لمليشيات حزب الله وللحرس الثوري الإيراني من اجل كرسي لعين بأبخس الأثمان !...
يا سادتي...دعوني أقول :
سحقا إليك أيها الكرسي اللعين كم أنت غاليا في عيون الصغار!، كم أنت بنظر أصحابك أغلى من وطن ! كم أنت مثلهم جامد لا تعي الإحساس أمام ضوضاء الدمار !، كم أنت مثلهم لا تهوى ملامح الربيع بل انك تعشق كل صيف حار ! ، سحقا إليك فعلى وقع هواك دمروا كل شئ حتى أحلام الصغار، لكنك أيها الكرسي اللعين زرعت فيهم كيف يغدو الموت رخيصا من اجل الحرية الحمراء ! (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق)
إلى متى يظلون أسير عشقك وهواك ؟ إلى متى يظلون من أجلك عتقاء من رحمة الأديان ..غبراء غابرين ..لا يعرفون إن الموت بلا محال مدركهم ولو بعد حين ...وهل لا يعرفون أن الثائرين الباحثين عن حرية وطنهم في صلابتهم يرددون قول الشاعر :
إِذا قَنِعَ الفَتى بِذَميمِ عَيشٍ
وَكانَ وَراءَ سَجفٍ كَالبَناتِ
وَلَم يَهجِم عَلى أُسدِ المَنايا
وَلَم يَطعَن صُدورَ الصافِناتِ
وَلَم يَقرِ الضُيوفَ إِذا أَتَوهُ
وَلَم يُروِ السُيوفَ مِنَ الكُماةِ
وَلَم يَبلُغ بِضَربِ الهامِ مَجداً
وَلَم يَكُ صابِراً في النائِباتِ
فَقُل لِلناعِياتِ إِذا نَعَتهُ
أَلا فَاِقصِرنَ نَدبَ النادِباتِ
وَلا تَندُبنَ إِلّا لَيثَ غابٍ
شُجاعاً في الحُروبِ الثائِراتِ
دَعوني في القِتالِ أَمُت عَزيزاً
فَمَوتُ العِزِّ خَيرٌ مِن حَياةِ
لَعَمري ما الفَخارُ بِكَسبِ مالٍ
وَلا يُدعى الغَنِيُّ مِنَ السَراةِ
سَتَذكُرُني المَعامِعُ كُلَّ وَقتٍ
عَلى طولِ الحَياةِ إِلى المَماتِ
فَذاكَ الذِكرُ يَبقى لَيسَ يَفنى
مَدى الأَيّامِ في ماضٍ وَآتي
هم يقتلون ويبطشون من أجلك أيها الكرسي اللعين ...أما الثائرون الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، يقاتلون من اجل وطن استباحته أيادي الخيانة والغدر ... إنهم لا يستكينون إذا استكانت الريح ....إيمانهم وطن ..وحبهم وطن ...وزهدهم وطن ..واستشهادهم مشروع وطن ...أفلا تدرك أيها الكرسي اللعين إنهم يرددون في رمضانياتهم قول الله تعالى ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) وقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم .
وانتم أيها المتربعون على عروش الكراسي أيها (الراقصون على جثث الموتى وأجساد الجياع) ، أيها المتنعمون المتبغددون ، الناظرين لأنفسهم على إنهم من يملأون الأرض قسطا وعدلا ...أي هذا الهراء...؟ أي هذا الجور في هذا الزمن العجيب ..؟ أبت المؤمنات المسلمات أن يلدن إلا الأسود ؟؟؟ وأي أسود تلك التي تقتل أبنائها وتتركهم جيفا في السراة وفي الفلاة ...وتترك من تبقى في عوزة الحرمان .... حتى في رمضان ؟
وانتم أيها القادمون من الشرق....تدعون أن بأيديكم خلاص الأمة !...ونشر العدل ...! ومحاربة أعداء الدين ....! هل تنكرون أنكم قادمون لا من أجل ذلك بل من اجل تكريس سلطتكم السياسية و الدينية، ومنل اجل توسيع خيوط عناكبكم الفارسية ؟ كيف لنا أن نصدق أنكم قادمون لمحاربة أعداء الأمة وانتم تتبرأون من الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم جميعاً وتنعتوهم بأقبح الصفات لأنهم - كما تزعمون - اغتصبوا الخلافة دون علي الذي هو أحق منهم بها...
سوريا ....كنائسأ ومساجدأ ومقامات وأديرة تئن الجراح ....وعلى وقع القنابل والموت والدمار يتذكر العاشقون لك أيتها العروس العربية الجميلة المفجوعة عبقات الروح في المسجد الأموي والسيدة زينب ومقام النبي هابيل وجامع خالد بن الوليد ومزار الحجاج ابن عامر ومزار أبو موسى الأشعري وكنائس يسوع الناصرية والكلداني والقديس حنانيا والقديس بولص الرسول ومعلولا وجبعدين، وصيدنايا .
سوريا ....أيتها الجميلة المستباح جمالها ..عافاك الله من التكفيريين والباحثين عن مصالحهم على أرضك العربية الطاهرة ..ومن عاشقين الكراسي الخشبية الزائلة ...ومن القارعون على طبول الفرح حين يشاهدون دمارك ؟....وطوبى لأبنائك الثائرون الثابتون الذين يجمعهم حب الوطن لا شئ سوى حب الوطن وحرية الشعب الأبي التي تحولت أرضه إلى ميدانا للبحث عن المصالح...
حماك الله يا سوريا ....