04-08-2013 11:36 PM
بقلم : ديما الرجبي
ما زلنا لهذه اللحظة نحلل ونتحرى ونتوقع ما سيحدث لاحقاً . لا زلنا لهذه الدقيقة من حياتنا نرمي السهام بقلب اهدافٍ مضادة ؟؟ ولا نزال ايضاً نقول مصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا والربيع العربي !!, من منا يملك الشجاعة ليقول هم وليس نحن ؟؟ من منا يملك القدرة على مواجهة البروتوكولات المصاغة والمدروسة مسبقاً لإجتياح الشرق الأوسط وإعياءه بهذه الطريقة ؟ لا احد . ولكن دعونا من الإجتهادات الباهتة والمكررة والتي امست حدوتة ساذجة لن تروي ظمأ طفلٍ متعطش لإحتواء مشهد خيالي . حتى لا نكون كما الأساطير البلهاء التي نسمعها ولا نصدقها !! فوضى وفوضى فقط . من اسنها ومن يضحك بفخرٍ على تطبيق الشرق الأوسط لها ؟؟ من ؟ ربما في زمنٍ بعيد يحكى أن المارد العملاق رواها فصفق له المشاهدين وقرر حينها أن تمسي هواءً نتنفسه لنتسممه فنخرج منه بعض الآفات ونحتفظ بما تبقى به لأنفسنا . اليست تلك الرواية ؟ المهم وليس الأهم , اننا وببساطة إبتلعنا الطعم بملء إرادتنا , وإشترينا لأنفسنا الصورة الملونة , وأحببناها بل توحدنا بها وأصبحت هوساً لا نستطيع العيش دونه !! واليوم نقول اقتل اخي وابي وابني وعمي وكل من يلمس تلك الشاشة الملعونة , كيف لا ونحن أدمناها !! أما بالطرف الآخر من المشاهدة , هنالك من يجتهد في صنع السيناريوهات وإثارة الحماسة ورفع الأدرينالين في عقولنا , ونحن نقول هل من مزيد !! وما زلنا نقول مصر تحتضر والعراق اتلفت وسوريا ستعاني من مجاعة إقتصادية . ونتناسى انه وراء كل هذا حكايةً سُردت وإنتهت منذ الآف القرون !! وما نحن الا معادن تُصهر وتُشكل من جديد على الهيئة الفكرية التي يردونها ((هم وليس نحن)) . بالنهاية الفائز من تلك التشوهات العربية الحاصلة هي اسرائيل واتباعها . وان اوحت لنا بالخوف لوهلة أو صرحت بالتخوف من صواريخٍ تهدد أمنها وإستقرارها , صدقاً هذه الأمور من ضمن اللعبة ليس الا !! وما زال الجميع ينادي بهيبة رؤساءهم المخلوعيين أو المعزوليين ولا يعلمون بأن الهيبة لا تتمثل بمن يقتل ابناءه واهله لحساب اجنداتٍ سامة ابت الا أن تفرض نفسها على حياتنا وتتسلل الى مناهجنا واطفالنا وكياننا . مرتدية ثوب العولمة والإنفتاح الحضاري السام المقيت المُعيَ.. تتفشى كالطاعون في مناماتنا ونحن ما لنا الا أن نتقبل وجودها ونحارب انفسنا وننكل بإنسانيتنا تحت ذريعةٍ خائبة تقول (( انا على حق , بل أنا المُحق )) . وهم ينتظرون إنتهاء تلك الفوضى لتحقيق امنياتهم وآمالهم الملعونة . ولكن إن لم نُسعف انفسنا اليوم , سيُخرج الله لنا من هذه الأمة من يُسعف احوالنا والله على كل شيءٍ قدير . لك الله ايتها المجرة والله المستعان