05-08-2013 10:40 AM
بقلم : د.الشريف محمد خليل الشريف
ثلاث سنوات توقفت فيها المفاوضات الفلسطينية الأسرائيلية بعد إدراك المفاوض الفلسطيني عبثيتها واعتراف محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بذلك مما جعله يعلن في كل مناسبة ومؤتمر وحديث بأنه لا عودة للمفاوضات إلا إذا وافقت اسرائيل على وقف بناء المستوطنات وتكون المفاوضات على اساس قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف ، هذه الفترة كانت مكسب كنير لأسرائيل إذ ضربت بقرارات الأمم المتحدة وكل المطالبات الدولية بوقف الأستيطان وعدم شرعيته وقامت ببناء آلاف الوحدات الأستيطانية على الأراضي الفلسطينية التي رحلت اهلها عنها بينما أكتسبت فلسطين صفة الدولة المنقوصة في الأمم المتحدة وكان هذا مكسباً كبيراً للسلطة الفلسطينية لو أستطاعت إستثماره في المنظمات والهيئات الدولية ضد اسرائيل ، إلا ان الدبلوماسية الأمريكية نجحت بكبح جماح السلطة باستثمار هذا المكتسب ضد اسرائيل وجرائمها بوعود طالما كانت كاذبه بالنسبة للفلسطينيين بالعودة للمفاوضات على إعتماد حدود ما قبل حرب 1967 كأساس لها .
أدركت الأدارة الأمريكية بموجب التقارير الواردة اليها بأن الفرصة أصبحت سانحة لأستئناف المفاوضات الميته سريرياً بعد ان اصبح الوضع في الأمة العربية مفرغاً من كل عوامل القوة والمساندة للشعب الفلسطيني حيث الخلافات الداخلية والأقتتال على السلطة والحروب الفتاكة وخاصة في الدول التي كانت تمثل القوة العربية من جهة ومن الجهة الأخرى الأنظمة العربية المتدثرة بالعلم الأمريكي والتي اصبحت لاتعمل إلا بالأمر الأمريكي لصالح اسرائيل والصهيونيه باشعال نار الفتنة وضرب البلاد العربية من الداخل وعلى قمة هذا الوضع سقوط سوريا من المعادلة الفلسطينية الأسرائيلية وهي الداعم الأقوى للمنظمات الفلسطينية الرافضة للمفاوضات بسبب الحرب الشرسة المفتعلة على ارضها لأستنزاف جيشها وقوتها وكذلك الوضع في مصر وخاصة بعد الأنقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الأسلاميين والشرعية وأعاد مصر الى عهد مبارك المخلوع كحارس أمين على اسرائيل وأمنها لفرض الحصار من جديد على قطاع غزه ، فكانت جولات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري المكوكية للمنطقة العربية وهو مدرك تماماً نجاح مهمته حيث وضع محمود عباس في وضع حرج أمام الأدارة الأمريكية فاما القبول بالعودة للمفاوضات أو أن يتحمل المسؤولية أمام العالم بفشل مهمة كيري برفضه العودة للمفاوضات ، وكانت النتيجة ان أعلن كيري على انه قد تم التوصل الى اتفاق يحدد قاعدة لأستئناف مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والأسرائيليين ، ولا شك ان كيري نجح في مهمته بعد تقديم وعود امريكية لمحمود عباس ولن تكون صادقة أو جادة مثلها مثل باقي الوعود الأمريكية من رؤسائها السابقين كلينتون وبوش بضمان امريكا إقامة الدولة الفلسطينية ، وكان الوعد الحقيقي إفراج اسرائيل عن 104 من الأسرى الفلسطينيين والذي كان بموافقة نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل على ان يتم الأفراج على دفعات مقابل ذلك إسقاط المطالبة بوقف الأستيطان .
وقد تم الجلوس فعلاً حول طاولة المفاوضات في واشنطن بعد ترحيب أمريكي بالحدث وترأس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات والذي أصبح الوفد الأسرائيلي يجيد قراءة كل مايرسم على وجهه من انطباعات وانفعالات ان لم يكن على كل جسده وخاصة ان من ترأس الوفد الأسرائيلي تسيبي ليفني والتي كانت قد اعلنت دون خجل سابقاً انها مارست الجنس مع بعض الشخصيات العربية لصالح اسرائيل ، وفي أثناء المباحثات جاء رد اسرائيل سريعاً بناء 1000 (ألف) وحده إستيطانية غلى أراضي رام الله وترحيل 1300 فلسطيني من 8 قرى بمدينة الخليل لأمن التدريبات العسكريه .
كان عباس يحلم وقد وعد شعبه وامته العربية وكل من كان يقف الى جانبه ويساعده أن لايعود للمفاوضات إلا بشروطه وقف الأستيطان ، الأفراج عن الأسرى ، الأعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف وها هو يعود للمفاوضات بعد توقف ثلاث سنوات ودون ارادة شعبه ومخالفاً لرأي جميع المعارضين ولم يجد على المائدة سوى الأفراج عن 104 من الأسرى ما قبل اتفاق أوسلو وهو مايشبه صائماً منى نفسه بأطايب الطعام للأفطار فلم يجد على مائدته إلا بصلة منزوعة الأوراق ، لقد صام غباس وأفطر على بصله .
Email;shareefshareef433@yahoo.com