حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30045

عمرو خالد اذ يتفلسف

عمرو خالد اذ يتفلسف

عمرو خالد اذ يتفلسف

05-08-2013 10:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.عبدالله عامر البركات
الداعية عمرو خالد من اكثر الدعاة شعبية وجاذبية وقبولا لدى فئة كبيرة من الناس بمختلف الاعمار. وقد كان دأبي ان أدافع عنه ضد هجمات النقد التي تعرض اليها. وما زلت ارى انه يكسب للتدين قطاعا لا بأس به من المسلمين . وقد كففت لساني وقلمي عن الدعاة رغم ألاخطاء التي يقع بها بعضهم لكي لا اشجع على أكل لحوم العلماء. الا ان بعض الاخطاء المنهجية لا يمكن السكوت عليها , فهي تشوش المتلقي وتنطلي على العامة وتسيء للدين.
فالرجل الذي احترم حاول فلسفة الوضع السياسي في مصر فقال ان في مصر اربع الوان لا يمكن تجاهل أحدها ويمكن تكوين خلطة رائعة منها تصلح للتعايش. هذه الالوان هي العربي والاسلامي والقبطي والفرعوني.
يا سلام يا سي عمرو. اربع الوان اساسية للتعايش؟ نحن لسنا ضد التعايش ولكن ضد الخلط الفكري والسياسي العجيب. خلطتك هذه كمن يقول ان العناصر الاساسية في طبخة الكشري هي العدس والصحن والطاولة والقرسون.
اي كشري سيخرج من تحت يديك يا أخي. اين الطماطم واين
سأبحث هذه الالوان واحدا واحدا. ولنبدأ بالفرعونية. ما هي العناصر السياسية والعقائدية والحياتية التي ما زالت الفرعونية تؤثر بها في المجتمع؟ هل هناك من يعبد توت عانخ امون او تحتمس او منقرع؟ هل هناك في مصر من يصحو صباحا ليقول سأفتح حساب في البنك الفرعوني لان البنك الاسلامي والبنك الربوي لا يتفقان مع عقيدتي او مصلحتي؟ وما هي تعليمات منقرع في ما هو جائز وليس جائز في المأكل والمشرب والملبس؟ و كيف اذبح ذبيحتي على الطريقة التحتمسية؟ وهل تطلق زوجتي اذا قلت لها كذا وكذا في شرع توت عانخ امون؟ وما هو نصاب الزكاة في مذهب رعمسيس؟
اذن ليس للفرعونية اثر في الحياة المصرية اكثر من جلب السياح الى المناطق الاثرية الفرعونية أو تسمية بعض المواسم الزراعية باسماء فرعونية كما تكرم الداعية بتقديم هذا المثل.
اما القبطية فهي ليست عرقا مستقلا عن باقي مكونات المجتمع المصري . فأغلبهم اقباط فراعنة من الناحية العرقية وهو ما يتجلى في السحنة المصرية المميزة من سمات الوجه والجسم.
اما العنصر الثاني في الفبطية وهو الدين المسيحي على مذهب الكنيسة الشرقية. وهنا يحق للاستاذ عمرو خالد اعتبار القبطية مكون رئيس في تركيبة المجتمع المصري. إلا انه جانب الصواب في عدة نقاط في هذا الشأن. فأولا المسيحية القبطية شأنها شأن المذاهب المسيحية كلها ومنذ عصر النهضة الاوروبية لم يكن لها دور رئيس في السياسة وتناقص دورها في المجتمع الى حدود دونيا. فقد أخذت المسيحة بغالب اشكالها بقول منسوب للسيد المسيح لا نعلم مدى صحته وهو العبارة الشهيرة " اعطِ ما لقصير لقيصر وما لله لله". بل ان المذاهب المسيحية اعطت ما ظنه لقصير لقيصر وما ظنه لله لقصير كذلك.فما كان لقصير فلا يصل الى الله وما كان لله فهو يصر قيصر بزعمهم ساء ما يحكمون. لقد اصبح الدين المسيحي بعد عصر النهضة مقصورا على مواعظ اخلاقية تتلى داخل الكنيسة, أما شئون السياسة والاقتصاد والمجتمع فهي محكومة بقرارات البرلمانات, تحل ما تشاء وتحرم ما تشاء دون اعتراض من الكنيسة . وللانصاف يمكن ان نقول ان البابا في روما ما زال بيده ورقتين يتكأ عليهما ويهش بهما على المؤمنين به هما الطلاق والاجهاض. بل وصل التنازل به انه لم يعد يعتبر المثلية الجنسية مخالفة لدينه. وهكذا يتجدد كل يوم صدق القران الكريم حينما قال "اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم". ويستغرب عدي بن حاتم الطائي هذا التعبير القراني يقول " يا رسول الله لم نكن نعبدهم"فيرد الصادق الامين بقوله " الم يكونوا يحلوا لكم ويحرموا ليكم؟"فيرد عدي بالايجاب و فيقول عليه الصلاة والسلام" فذلك عبادتهم".
اذن كل اسهام القبطية في المكون المصري هو ممارسات طقوسية محدودة لفئة لا تتجاوز 5-7 % من السكان.
أما المكون الثالث الذي اشار اليه الاستاذ عمرو خالد وهو العربية فعجيب غريب . فهذا المكون على اهميته ليس بذي بال في المجتمع المصري. وربما كان ذا معنى في المجتمع الجزائري حيث الامازيغ يكونون عنصارا مستقلا كليا من حيث اللغة وجزئيا من حيث الثقاف. أما في المجتمع المصري فليس هناك إلا العرب. فكيف تعتبر العربية أحد الالوان في المجتمع المصري.
واخير يتكلم الاستاذ عن المكون الاسلامي الذي همشه هذا الداعية الاسلامي ليكون بحجم الفرعونية فهو المكون الاعظم وليس هناك مكون اخر يقابله الامكون العلمانية والذي اغفل الحديث عنه دعايتنا المكرم.
لم اكن اظن اني بحاجة الى شرح البدهيات لمثل هذا المثقف. لا يجود في العالم إلا ثلاثة منظورات فكرية كبرى. المنظور الاول هو الاسلامي والثاني هو العلماني الديمقراطي الغربي المتوسع في كل الاتجاهات والمنظور الاشتراكي المنحسر في كل الاتجاهات. ليس من صراع في مصر اليوم إلا الصراع الاسلامي العلماني. ولو قال الاستاذ عمرو ان من مكونات المجتمع المصري العنصر الصعيدي والعنصر القبلي والعنصر البحري او حتى مكون العمال ومكون الفلاحين لكان اقرب الى الصواب على بعده عنه من طبخته العجيبة تلك.
سامحك الله استاذ عمرو خالد.








طباعة
  • المشاهدات: 30045
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم