05-08-2013 10:49 AM
بقلم : زكي أحمد أبو ضلع
قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا )) الكهف 29 ))
وقال سبحانه وتعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [ الشعراء 227 ] )
وقال ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ القصص 50 ]
* وقال عز وجل ( إنه لا يفلح الظالمون ) [ الأنعام 21 ]
* وقال تبارك وتعالى ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ الشورى 42 ]
* وقال( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [ ابراهيم 42 ]
* وعن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا …الحديث
قصة واقعية تعايشها الكثير من النساء المبتليات بأزواج لا يخافون الله همهم في الدنيا الأكل والشرب ، وخاصة في بداية شهر رمضان من كل عام . شهر الرحمة والمغفرة .
قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
عندما تبتلى زوجه بزوج لا يخاف الله ، يحرم زوجته من ابسط الحقوق وهي التواصل مع أهلها ، جيرانها ، وأقربائها ، ويحجر عليها فقد التعامل مع دائرته الضيقة . يحرمها من التواصل مع أهلها ومعارفها بشيء بسيط تافه بالهاتف ، حيث يحجر عليها ان تحمل تلفون يرسل مكالمة او يرسل رسالة ، بل يمنن عليها بتلفون يستقبل مكالماته فقط . من أجل مزيدا من التحكم والتجبر بها . وعندما تحصل مناقشة ، يكون الجواب منه بأن الثلاجة مليئة باللحوم والدجاج والمعلبات ، وكأن الحياة هي فقط الأكل والشرب ، ولا يعرف بأن الكلاب ( شبعانة ) تجد قوت يومها ، ولكن تجدها بكرامة وكبرياء . والحياة ليست بالشقة أو بالأكل والشرب والجبصين والرخام والبلاط . بل بالكرامة وراحة البال والطمأنينة والاستقرار والحب والتعامل بالاحترام وبما يرضي الله .
ما رأي المجتمع بمن يعامل زوجته وكأنها جارية ، تطبخ وتغسل ، ويصل به التمادي الى تهديدها في كل وقت ، ويقول لها لولا كوم هاللحم ، يا بنت الناس ديري بالك على بناتك . وباقي الحقوق التي فرضها الله عليه ليس لها حق فيها . والزوج الذي يخاف الله والذي لا تعجبه زوجته ، يجب عليه تطبيق قولة تعالى : الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ .
ولكن هذا الزوج ألا يعلم أن بنات الناس لها كرامة ومن لم يحافظ على كرامة بنات الناس فليس له كرامة ، لأن كرامة الزوجة من كرامة زوجها الذي يخاف الله , وإذا كان لا يخاف الله ؟ يعمل ما يريد ، وعندما يقوم الزوج بسلب كرامة زوجته ، فلن يكون له كرامة . فهل يقبل هذا الزوج أن تعامل أخواته من ازواجهن كما يعامل زوجته . عندما تقبل الزوجة الإهانة والاحتقار من بعض المتجردين من الإنسانية ، وتصبر وتحتسب لله من أجل أطفالها ، يتخيل لهم بأنها ستبقى خادمة له وبدون كرامة طول العمر ، ولكن أمثال هذه الزوجة سيأتيها اليوم وتثأر لكرامتها التي حرمها لها هذا الزوج المتجرد من الأخلاق والرحمة ، الذي لا يعرف بالدنيا إلا الأكل والشرب والبرستيج الكاذب ، وهذه الزوجة سيأتي اليوم وتطبق المثل القائل ( إذا القرد ما عزني ما بعزني ابنه ) ونصيحتي إلى كل فتاة أن لا تقبل ولا تصبر على الظلم والظالمين ، لأن أمثال هؤلاء الأزواج لن يصلح أبدا ( لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ) . تمتع أيها الظالم بظلمك لزوجتك وتكبر وتعالى على العباد واجرح واقتل قلوب البشر الضعاف . وسيأتي أن شاء الله يومك ودورك .
تمعن أيها الظالم جيداً في هذا القول
واحذر من المظلوم سهما صائبا ، واعلم بأن دعاءه لا يحجب
فاتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينهما وبين الله حجاب، يرفعها الله فوق الغمام ويقول (( وعزتي وجلالي لأنصرنك ، ولو بعد حين ))
والله من وراء القصد