05-08-2013 11:13 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
ليبيا دولة تقع في شمال أفريقيا على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. يحدها من الشرق مصر، ومن الجنوب الشرقي السودان، ومن الجنوب تشاد والنيجر، ومن الغرب الجزائر ومن الشمال الغربي تونس .
كافحت ليبيا الاستعمار الايطالي لفترات ليست قصيرة بقيادة شيخ المجاهدين عمر المختار وهو قائد ادوار السنوسية ومنها كان الملك ادريس السنوسي اول ملك بعد الاستقلال واخر ملك من العائلة السنوسية وكان الملك السنوسي أقرب لله وعمل الخير ففي 24 ديسمبر 1951م، أعلن الأمير محمّد إدريس السنوسي من شرفة قصر المنار في مدينة بنغازي الاستقلال وميلاد الدولة الليبيّة كنتيجة لجهاد الشعب الليبي، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة، وبناءاً على قرار الجمعيّة الوطنيّة الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 1950م. وأعلن أنّ ليبيا أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة، وأنّه اتخذ لنفسه لقب ملك المملكة الليبية المتحدة، وأنّه سيمارس سلطاته وفقاً لأحكام الدستور نتيجة لمطالبة الليبيين بضرورة الاحتفاظ بوحدة الأقاليم الثلاثة (برقة- طرابلس- فزان)
وأسس ادريس السنوسي أول جمعية وطنية تمثل جميع الولايات الليبية في (1950)، وقد أخذت هذه الجمعية عدة قرارات في اتجاه قيام دولة ليبية دستورية، منها أن "تكون ليبيا دولة ديمقراطية اتحادية مستقلة ذات سيادة ، وفي الستِّينات من القرن الماضي كان هذا الملك يبكي خشوعا لله وهو يتشرّف بغسيل الكعبة المشرّفة ويطلب من الله السماح عن اي اخطاء ارتكبها .
ولم يدم الحكم طويلا اذ بعد ثمانية عشر عاما ظهر في الصورة ضابط ليبي شاب ادّعى انه يمثِّل القومية العربية كما سماه جمال عبد الناصر بانه امين القومية العربيّة واتخذها قاعدة لتعميم جنونه وجشعه في سلب ثروات البلد وتجهيل العباد من خلال افكار اقل ما يُقال عنها انها خرافات ليس لها معنى وصب جام هبله في كتاب اخضر بلون اسود يتكلم عن التفاح وما ادراك وجعل اسم البلاد غريبا وطويلا كحبل الغسيل وبعد ان كبر ابنائه عمرا شاركوه الفسق والمجون وسلب خيرات البلاد والعباد حتى انه دفع من اموال ليبيا مبلغ مليارين وسبعمائة مليون دولار لقاء حادث اسقاط طائرة لوكربي ويكفي مصاريف تنقله بخيمته وجماله ومرافقاته عند زياراته خارج ليبيا او اقامته بالصحراء كالفاقد لعقله واستمرت ليبيا فاقدة لتوازنها مدّة اثنان واربعون عاما حيث صحى الليبيّون وخاصّة الشباب المتعلّم منهم في بلاد العالم في ربيع اخضر خال من اي كتب خضراء لطلب الحريّة والديموقراطيّة والذي كلّفهم ما يزيد عن الف شهيد مقابل كل سنة حكمها ذلك المجنون بالاضافة للدمار الذي حصل لمقدّرات البلد .
ولكن الوجع الاقسى ابتدأ بعد ذلك فالحكم الذي شرّش لما يزيد عن اثنين واربعون عام اوجد حلفاء يتبعوا منهجه ويريدون السلطة والجاه والثروة مهما كان الثمن وبدأ موال الرعب يالتلويح بالتقسيم للتراب الليبي والشعب الليبي وذلك بالاحتفاظ بالاسلحة الخفيفة والثقيلة والمليشيات المسلّحة والتي تمرنت من خلال المشاركة في حرب التحرير وقتال قوات العقيد واعوانه وافكاره السخيفة .
وقد تعمّق الخلاف بين القادة الليبيّين بعد إصدار قانون العزل الذي التزم به اولا رئيس المجلس الوطني واستقال من منصبه ولكن تكرار العمليات المسلّحة والتي ذهب السفير الامريكي ضحيّة في احداها جعل الموقف مشوّشا حتى الساعة ومع بداية عام 2012 بدأ تلمس خطوات البناء ووضع أسس الدولة ولكن بالتوازي مع ذلك بدأ التنافس على السلطة بين عدة تيارات وبدأ الحديث عن تنصل البعض من مبادئ ثورة 17 فبراير وصار الحديث عن تضخم حضور "المليشيات" التي حكمت ليبيا حسب رأي البعض من المتابعين في الداخل والخارج في الفترة الأولى التي تلت التحرير، و بدأت فلول الثورة المضادة في التحرك هنا وهناك وقد تكون بتناغم تام مع الثورة المضادة في كل من مصر وتونس أيضا وبإرادة بعض القوى الدولية الساعية لحرق ثورات الربيع العربيوعكس مردودها خاصّة في ليبيا البلد ذو الخيرات الوفيرة ومنها النفط .
المجلس الوطني الانتقالي المؤقت كان همه هو الوصول بالليبيين والليبيات إلى الانتخابات ولم يتدخل ويُغيّر الحكومة عندما شعروا في شهر مارس 2012، بأن الحكومة ضعيفة والشارع غير راض عليها وخاصة بعض الوزارات تحديدا كما لم تستطع الحكومة تلبية حاجيات المواطن من دواء وأمن واستقرار ومنع التعذيب والخطف والقتل ونهب أموال الدولة وحماية حدود الدولة الليبية وعدم القدرة في إيجاد وسيلة لجمع وضم السلاح من الناس ومن المقاتلين السابقين رغم الخطط والأوامر والتوافقات التي توصلت اليها .
نتمنى لليبيا الموحدة والتي تخلّصت من كتابها الاخضر وصاحبه ان تجد طريقها الذي يقودها لمستقبل وضّاء ابيض لصالح الشعب الليبي ووحدة اراضيه وصون ثرواته .