07-08-2013 09:52 AM
بقلم : محمود العايد
ربما سيكون هذا آخر مقال سأكتبه في السياسية ، وما تحويه بين دفاتها من تياسه ، لربما سهرت ليال طوال على شاشات التلفاز ، وبين أورقة الجرائد ، وخلف شاشة لاب توب على الفيس بوك ، ومتابعة الصحف الالكترونية لأقرأ كل جديد في السياسة ، لربما قضيت من عمري شوط ليس بالقليل ، وأنا مشغول في السياسة ، حتى جاء الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم فازداد اهتمامي بالسياسة ، لم أدع مقابلة أو برنامجا أو نشرة أخبار أو خطاب أو مظاهرة أو حراك إلا واستمعت إليه بقوة .. لا ضير وسأقول رأيي في هذا المقال بعد أن قرأت وسمعت وتابعت ... واهمون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى من يظن أن فلسطين سيحررها طغاة القرن الحادي والعشرون ، واهمون من يظنون أن أمريكيا تسعى لتحقيق الديمقراطية في الدول النامية المتخلفة أو حتى الدول المجاورة لها ، واهمون من يظنون أن أمريكيا وحلفاؤها يبحثون عن حرية لشعوب الأرض ، واهمون من يتوقعون من الأنظمة العربية المتهرئة أن تحق لشعوبها خيرا ، واهمون من يراهنون على الأسد بأنه سيحرر القدس ويعيد فلسطين ، واهمون من فرحوا بسقوط الرئيس محمد مرسي لأنه مستقيم ويبحث عن لقمة عيش لشعب كريم ، واهمون من أيدوا السيسي في الانقلاب على الشرعية كي يصلوا إلى السلطة ، واهمون من يراهنون على الغرب وحلفائه وعلى أمريكيا ورجالها ، ما يجري هنا وهناك في سوريا ومصر وغيرها هي حرب على أهل السنة والتوحيد ، وليس على الإسلام ، ما يجري حرب على المسلمين الموحدين ، وليس على المسلمين المداهنين ، هناك وهنا أنظمة تنطق بالعربية ، وتشرب القهوة ، وتهاجم العدو الصهيوني ، ولباسها عربي أصيل ، لكنها في الحقيقية عبرية وتخدم الدول الغربية وجيوشها وداخليتها تقتل شعوبها إذا طلبت الحرية ، مساكين أولئك المحللين الذين يجدون في أمريكيا متنفسا لحريتهم ، مساطيل أولئك الذين يراهنون على هذه الأنظمة ، كيف ؟ وماذا يعني ؟ ولماذا ؟ وما السبب ؟ وهل حقا ذلك ؟ ومن المسؤول ؟ وهل يعقل أن نفتخر ؟ كيف نفتخر بجيوشنا أنها قوية ونتغنى بها وهي لا تصنع سلاحها ، ولا تدرب نفسها بنفسها ؟ ماذا يعني أن تقدم أمريكيا وحلفائها لهذه الجيوش عُدة وعتاد ؟ ولماذا تقدم أمريكيا ومن معها لهذه الجيوش معونات ومساعدات ؟ وما السبب في تقديم هذه المعونات ؟ وهل حقا تقدم أمريكيا لهذه الجيوش عُدة وعتاد ومعونات ومساعدات لتحرر القدس والأقصى وتعيد فلسطين والجولان ؟ ومن المسؤول عن هذه الجيوش حتى وصلت إلى ذروتها من النذالة والخسة ؟ وهل يعقل أن نفتخر بجيوش تقتل أبنائها وتحمي العدو وتساند أنظمة عميلة ولا تصنع سلاحها ؟ لكل الفخورين بأمتهم وجيوشهم لا تفتخروا بأمة لاتمتلك دوائها وغذائها وسلاحها ، لا تفتخروا بجيوش هُزمت في كل معاركها ...؟ لا تصدقوا كل ما يقال لكم ، ولا تفرحوا بكل ما هو معكم ، ولا تحزنوا على ما فاتكم ، ولا تبكوا على من مات منكم ، انظروا إلى هناك إلى أمريكيا ودول الغرب ، ثم أنظروا إلى هنا ... هناك دول ديمقراطية تحترم إرادة شعوبها ، وهنا دول ديكتاتورية تدعس على إرادة شعوبها خدمه لامريكيا ومن معها ، لا تفرحوا كثيرا أمتكم ما زال فيها خيرا ، لكنها بحاجة إلى زلزال يطهرها من رجس الشيطان وإتباعه ، وعملاء الغرب وحلفائه ، ويقلب الموازين ، وداعا والى اللقاء وعن نفسي سأعتزل الكتابة في السياسة ، لأنها هراء في هراء ، ونفاق وتدليس ومداهنه ، أنظمة عميلة ، وإعلام منافق ، وكُتاب مدلسين ، ومحللين مداهنين ، وأحزاب فكرها ضيق ، وشعارات تكتب ولا تطبق ، وفلوس تغير النفوس ، وجيوش لا تملك قوة ، ألا تكفي هذه الأدلة على أن أعتزل السياسة وما فيها من نجاسة ، ولكن لا تنسوا أن الأمة بحاجة لقيادة وريادة كي تصل إلى القمة ........!!!