07-08-2013 09:53 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
قرار العفو الملكي الذي صدر في المغرب وشمل المساجين الاسبان في السجون المغربية وعددهم خمسين سجينا” وكان قد جاء استجابة لطلب من الملك الاسباني خلال زيارته الأخيرة للمملكة المغربية في الشهر الماضي ... ويقول المسؤولون المغاربة بأن الهدف من قرار العفو هو الحفاظ على العلاقات القوية والمتبنة بين المغرب واسبانيا ناسين أو متناسين شريط سبته ومليلة على الساحل المغربي المغتصب من قبل الاسبان منذ زمن الاستعمار !!!... وكان يمكن للعفو الملكي بأن يمر بسهولة ودون ضجة لولا شموله للمجرم الاسباني الخطير ـ مغتصب الأطفال ـ وهو المجرم المحكوم بالسجن مدة ثلاثين عاما” بعد امتهانه إغتصاب الأطفال القاصرين وقيامه بهتك أعراض أطفال مغربيين خلال سياحته الجنسية في بلاد المغرب العربي وتصويره عمليات اغتصابه لأحد عشر طفلا” مغربيا” بهدف بيع هذه الافلام لمواقع الشذوذ والانحراف والاباحية في العالم وللترويج للرذيلة والشذوذ والانحراف ... وكان هذا المجرم قد غادر السجن بعفو ملكي بعد قضاءه لسنتين من محكوميته البالغة ثلاثون عاما” وهذا القرار كان قد أثار غضب الكثيرين من أحرار وشرفاء العالم ... كما واجه هذا القرار استهجانا” قويا” ومضاهرات كبيرة„ في المغرب وسبب صدمة” قوية” للعرب والمسلمين ... وبحسب تصريحات منسوبة„ للملك المغربي فإنه لم يكن على علم„ بحقيقة الجرائم البشعة لهذا المجرم الاسباني المدعو : دانييال غالفان فينا وتعهد بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤولين عن هذا الخطأ الفضيع والذي فتح المجال لهروب ذئب بشري شرير جدا” شكل ولا زال يشكل خطرا” داهما” على الطفولة البريئة وعلى القاصرين في هذا العالم ...
هذا ملخص بسيط للجرائم البشعة والتي قام بها الاسباني المجرم أما الضحايا فهم أطفال عرب من بلاد المغرب العربي وقد شعرت وشعر كل أحرار العرب معي بصدمة كبيرة ” كما أثارت هذه القصة موجات من العنف والغضب العارم لدى الشعب المغربي على وجه الخصوص ...
في الحقيقة وأنا أقرأ الخبر المتعلق بخروج هذا المجرم الخطير ومعه المجرمين الاسبان من السجون المغربية بعفو ملكي تذكرت على الفور مراسل قناة الجزيرة تيسير علوني والذي قضى في السجون الاسبانية سبع سنوات„ بتهمة التعاون مع القاعدة وهي التهمة التي نفاها مراسل الجزيرة وقال بأنها ملفقة وغير صحيحة ... ولم يتجاوب الملك الاسباني مع المناشدات المقدمة من ملوك وقادة ورؤساء العرب وكان يقول دوما” : القضاء الاسباني قضاء مستقل ونزيه ولا يمكن لأحد أن يتدخل في أحكامه وفي مجرياته ...
وتذكرت الاستهتار الامريكي بالمناشدات الدولية والحقوقية والتي كانت تطالب بتحرير مصور قناة الجزيرة سامي الحاج من معتقل غوانتنامو الامريكي بعد اقتياده لهذا المعتقل بتهمة دعم الارهاب والقاعدة ليقضي هناك خمس سنوات دون ذنب ...
كما ذكرتني هذه القصة بالممرضات البلغاريات اللواتي قمن بحقن الأطفال الليبيين بمرض الايدز وحينها قامت الدنيا ولم تقعد حيث تدخل أغلب قادة العالم الغربي وتدخلت الجمعيات الحقوقية والانسانية للافراج عن الممرضات البلغاريات وتم الافراج عنهن بقرار من الرئيس الليبي معمر القذافي ...
كما ذكرني هذا الحدث الجلل بمأساة الأسرى الفلسطينيين والاردنيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي والذين لم يلاقوا أدنى اهتمام من المنظمات الدولية والعربية ولم يجدوا اهتماما” من قادة الامة العربية ...
المطالب والمناشدات الغربية باتت مقدسة عند العرب لدرجة أربكت المسؤولين والقادة وأوقعتهم في الخطأ لدرجة يذالافراج عمن اغتصبوا وهتكوا أعرض أطفالنا ولوثوا دماء اطفالنا بمرض الايدز ... بينما نجد بأن المطالبات العربية لم ولن تلقى ولو استجابة واحدة من زعماء الغرب ولو كان الهدف هو الافراج عن صحفيين مظلومين بعد الصاق تهم كاذبة ومفبركة„ بحقهم ... وهي مناشدة مرفوضة من الغرب ولو كانت بقصد الافراج عن أسرى تم اقتيادهم للسجون لعشرات السنين بعد سرقة أوطانهم ومصادرة أراضيهم ...