حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 46431

طموح حمار

طموح حمار

طموح حمار

07-08-2013 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف ابو شعيب
كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ...جلسوا حوله ينظروا إليه ...لقد كان مختلفاً تماماً عن أبناء جنسه ورغم كل المحاولات إلا أن ذلك لم يغير في قدره شيء....فهو ومنذ الولادة الأولى قرر أن يكون شيء آخر..لكن ها هي حياته تقارب على نهايتها ولم يكن إلا...حمار....

بدأت قصته عندما رفض حمل الحطب أسوة بوالده وجده....إنه يذكر جيدا ذلك اليوم فلقد كان من أصعب أيام حياته وأشدها قسوة.....ولا ننسى العقاب المرير ......؟؟؟ لكنه تقبل الأمر على مضض قائلا في نفسه (لا ضير من ذلك فالحصان أيضا يحمل فوق ظهره الأثقال).

وفي ليلة ما تولدت في رأسه فكرة أخرى..... -لا تضحكوا فلقد قرر حمارنا الالتحاق بالمدرسة-...وفي الصباح خرج مبكرا واتجه صوب المدرسة وهو يحمل حقيبة كبيرة....كان باب المدرسة مفتوحا ....فدخل ووقف وسط الساحة وبدأ بالنهيق .....خرج إليه المدرسون والتلاميذ وانهالواعليه بالضرب والضحك... لكنه حاول جاهدا أن يقول أريد أن أتعلم ولكن دون جدوى...وفي محاولة أخرى انتزع كتابا من يد أحد المدرسين وفر هاربا إلى خارج الأسوار.

ومع كل ما حدث الا أنه كان في قمة السعادة فهو الآن يمتلك كتابا قد يوصله إلى كل ما يتمناه....نظر إليه أحد المدرسين من بعيد وصرخ قائلا حاول أن تقرأ الكتاب إن شاء الله تصبح مهند......ها ها ها ضحك بصوت عال واختفى داخل المدرسة.

عاد الحمار إلى داخل الحظيرة وهو يقلب الكتاب كي يراه الجميع....جلس محاولا فهم تلك الكلمات التي تملأ صفحات الكتاب دون جدوى لكنه لم يتوقف عن المحاولة حتى بدا عليه التعب وغط في نوم عميق حتى الصباح.

استيقظ من نومه والكتاب لا يزال مفتوحا وكان عقله على عكس الكتاب تماماً و لم يستوعب حتى حرف واحد منه أشتد غضبه وكان جوعه أشد فبدأ بأكل الكتاب صفحة صفحة حتى النهاية حينها شعر أنه مختلف وأنه أصبح مثقفا وربما تتحققت نبوءة الأستاذ في أن يصبح مهندسا أيضا .....

بعد أكل الكتاب أعتبر نفسه قد أنهى الدراسة وأنه قد حان الوقت ليتوجه إلى عمل آخر ...ترى ماذا سيعمل وتدارك نفسه سريعاً وأجاب كل شيء ما عدا حمل الحطب ...فكر طويلا وفجأة وبدون تردد قرر القفز عن الحواجز وربما المشاركة في سباقات الخيول صحيح أن أرجله قصيرة وأنه لا يستطيع أن يصهل كالخيول لكن لا بد من المحاولة ....اتجه فورا إلى خطيرة الخيول وبدأ بالعدو محاولا القفز عن أحد الحواجز لكن الأمر هذه المرة لم يكن كسابقتها فبينما هو يحاول القفز سقط أرضا ويبدو أن ساقيه قد كسرتا عدى عن كسر في رقبته ...حمله أصحاب المزرعة إلى الحَضيرة وألقوه بالقرب من أكوام الحطب ...لقد بدا صاحب المزرعة مسرورا لما حدث ....وتمنى أن يتخلص منه في أقرب وقت تجمعت الحيوانات حوله وبدأت هي الأخرى تنتظر......تعلقت عيناه بأكوام الحطب ....حتى النفس الأخير ....ثم ودع هذه الدنيا ....وهو يتمنى أن يعيش يوما آخر لكن هذه المرة ربما حاول الطيران.








طباعة
  • المشاهدات: 46431
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم