12-08-2013 09:46 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لم يكتمل اليوم الاول من عيد الفطر السعيد المبارك إلاّ وحمل خبرا غير سعيد بوفاة النسيب والصديق العزيز الغالي وليد محمد مرجان ذلك الشخص الذي كان يحلو لك الجلوس اليه والاستماع لما يقول من تحاليل عن الاوضاع الاقتصاديّة خاصّة في الوطن الحبيب وكنت ترى الالم في عينيه وهو يسرد بعض قصص الفساد التي كانت تؤثّر على الاقتصاد الاردني وحالة المواطن المعيشيّة كيف لا وهو الذي عمل في مؤسسة استثماريّة في البلد وفي دائرة هي الاهم فيما يتعلّق بالإستثمار في بلد يضع الاستثمار ومنافعه من اولويّات الاقتصاد الاردني .
وليد انا اعلم انه قد اتتك عروض كثيرة وبرواتب مجزية في غير الوطن الذي احببت ولكنّك ابيت الإغتراب من اجل المال ما دام الوطن بحاجة الى حرفيّتك وصدقك وامانتك في العمل في وقت عزّ فيه تجمّع تلك الصفات في الكثيرين من ابناء الوطن ممن استفادوا من خيراته .
وليد انك كنت خير من كان يُقدّر الفرق بين المُتاح والممكن والتمنّي والاحلام الورديّة لانك كنت واقعيّا بطبعك وتفكيرك وسلوكيّاتك وكنت تؤدّي واجباتك الدينيّة والاجتماعيّة بعفوية بعيدة عن مصلحة الذات وبقناعة بعيدة عن التملّق والنفاق حيث اصبحت الارض خصبة بالنفاق والكذب .
وليد انا اعلم ان الوقت لم يكن كافيا لإصلاح الخلل الذي كنت تراه في الوطن من خلال عملك القديم والجديد وانك ذهبت للباري عزّ وجل على عجل في ريعان شبابك وقمّة نشاطك وعطائك لأنها إرادة الله في الاعمار فكلّنا مشاريع امانات يستردّها الخالق المودع لها حين يشاء وقد شاء المولى ان تكون ساعتك حال انتهاء افضل الشهور عند الله وفي يوم هو من اكثر الايام بركة لكي تلاقي وجه ربِّك في هذه الايام المباركة ويغفر لك بإذن الله ويُسكنك جنّات يحلم بها كل صادق امين انه سميع مجيب .
اخي وليد وانا اودّعك عن بعد لعدم إستطاعتي ان اكون بقربك في لحظة وداع جسدك الطاهر لهذه الدنيا الفانية لظروف ليس لي فيها حيلة فانني اترحّم عليك وادعوا لك بالرحمة والغفران وان يكون الله معك في لحظات هي الاصعب على كل مسلم ولكنّك ستجتازها بما عملت من طيبات وحسنات في حياتك ومن خصال كنت تحملها ومن رضاء والدك ووالدتك الصابرين وقناعة زوجك التي عمِلت من اجلها الكثير ووهبتها ما تستطيع من محبّة ومساعدة في وضعها الصحي الصعب ذلك الامتحان الالهي الذي تتعرض له والذي سيزداد الما بفراقك صبّرها الله وابناؤك لمى ومحمد وهم الاعزّ لقلوبنا وسيبقون كذلك في كنف جدّهم وعمّهم الكريمين .
في الختام يا أخي وصديقي ونسيبي أطلب لك الرحمة من رب العباد وان تنال من كرمه ماتريد وان يُسكنك الجنّات العلى انه سميع مجيب وإنّا لله وإنّا اليه راجعون .