12-08-2013 09:50 AM
بقلم : محمد صادق البواليز
مؤتة تحديدا تأتي أهمية المكان ودلالاته ؛ أما الزمان فهو حزيران الذي يحاول طمسه بعض "علوج" الوطن وأما المخاطبين فهم فرسان الجيش العربي وارث ثورة العرب الكبرى وحامل رسالتها الخالدة .
عندما يخرج علينا بعض الانقلابيين بشعارات هجينة ؛ وإساءات لتاريخ الأمة فإن ذلك يفسر بواحد من أمرين لا ثالث لهما ؛ الأول : الجهل التام بتاريخ الوطن ونظالات قيادته التاريخية ، أما الثاني فهو الاختراق الخارجي متعدد الأطراف الهادف إلى زعزعت الجبهة الداخلية من خلال التشكيك بالثوابت الوطنية للدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية.
ومن هنا يأتي الخطاب الملكي الشامل ليحمل في طياته خارطة طريق لمستقبل الوطن ، الأردن الديمقراطي المعاصر المرتكز على أصالته العربية الاسلامية والتي من أهم معالمها:
اولا : دين الدولة الاسلام ، والإسلام لا يقبل التطرف والعصبية فهو دين التسامح والاعتدال وقبول الآخر ، وهذا يعني أن الدولة لن تسمح لفئة او حزب أن يخرجها عن مسارها الفكري المعتدل سواء باستخدام الترهيب او الترغيب المبني على شراء الذمم واستغلال حاجة المواطن !!!.
ثانيا : الثورة العربية الكبرى انطلقت من اجل حرية العرب وحماية دينهم من ظلم الطورانيين الانقلابيين على دولة الخلافة وقد فجرها احرار الأمة تحت قيادة الهاشميين من أجل الوحدة والحرية والحياة الفضلى ، والدولة الأردنية ؛ ماهي إلا ثمرة من ثمارها والجيش العربي الأردني يشكل الامتداد التاريخي لهذه الثورة ؛ وعليه ؛ فالإساءة لمبادئ الثورة ماهو إلا خروج على ثوابت الوطن وانحياز سافر للقوى العابثة بأمنه الاجتماعي والسياسي .
ثالثا : أن الأردن لا يقبل التدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة عربية إلا من خلال مظلة عربية لتحقيق مصلحة عربية للأرض وللإنسان العربي ؛ وهذا يعني بإن المملكة لن تدخل بأي حرب ضد سوريا الشقية ، سواء لصالح النظام أو معارضيه ؛ كون المصلحة الأردنية تكمن في الحفاظ على وحدة وعروبة سوريا والمحافظة على حماية جميع مواطنيها.
رابعا : من حق المملكة الطبيعي أن تعمل على اتخاذ كافة التدابير للدفاع عن كيانها وحماية ارضها ومواطنيها من أي اعتداء داخلي او خارجي ؛ وهي تتطلع الى وقوف جميع ابنائها صفا واحدا خلف قيادتهم الشرعية.
خامسا : الأردن لن يتوانى في تقديم الدعم الإنساني لأشقائه السوريين ؛ كما قدمه من قبل للأشقاء الفلسطينيين والعراقيين وهذا الدعم يأتي تجسيدا لرسالته العربية الأصيلة ؛ إلا أنه بحاجة الى وقوف الأصدقاء والأشقاء العرب الى جانبه لتمكينه من مواصلة تقديم هذا الدعم خصوصا في ظل تعرض الدولة لضائقة مالية باتت تشكل فرصة لأعدائه للعبث بأمنه الوطني والتلاعب بمكوناته الداخلية لتحقيق مآرب لتنظيمات وكيانات اقليمية ودولية.
نتطلع الى استراتيجية وطنية شاملة تحدد مسار الدولة في المرحلة القادمة على الصعيد الداخلي والخارجي وتضع كل جهة امام مسؤولياتها الوطنية ، فكلنا شركاء في الدفاع عن الدولة وضمان منعتها وحمايتها ؛ نختلف او نتفق مع الحكومة ، فهذا أمر طبيعي ، أما أن نختلف على الثوابت الوطنية ، فهذا الخطر بعينه ، وعلينا جميعا ألا نسمح بذلك.