12-08-2013 11:38 AM
بقلم : إياس المطارنة
الجميع يتحدث عن الفساد و الإفساد و سرقة الوطن من شعبه ولم نلتفت للقضية الأهم التي ولدت تلك المآسي التي يعاني منها الوطن و هي سرقة الشعب من وطنهم و سلبه أسمى حقوقه علينا و هو الانتماء الحقيقي له بكافة أشكاله و أطيافه .
تاريخنا يتحدث عن العائلة الحاكمة ولا يتطرق لدور المواطن الأردني الذي قدم الغالي و النفيس فداءا لوطنهم لتبقى أسماؤهم تحت عنوان ( الجندي المجهول ) !
مناهجنا الدراسية متخمة بالحديث عنهم أيضا و كأننا لم نكن حينها ، لست أعترض على الحديث عنهم بفصلٍ من فصول التاريخ الأردني ولكن يجب التركيز على دور الشعب في صنع تاريخه و أمجاده لا تهميشهم ، و نجد أيضا في مناهجنا الدراسية و برامجنا الإعلامية الكثير الكثير عن التاريخ الفلسطيني و القضية الفلسطينية بقدر يطغى على الموضوع الأهم الذي يجب أن تركز عليه مناهجنا الدراسية و هو الأردن و التراب الأردني .
سياسات مدروسة أنجبت ضعفا في مشاعر الانتماء للوطن لدى المواطن الأردني ، وباتت ثمار هذه السياسات واضحة جلية لغير المتأثر بها ، فأصبحنا نسمع شتم الوطن و الحقد على العيش فيه كمظهر اعتيادي لا نشعر بحرمته على المواطن الأردني ، و الانتماء للحزب و الجماعة و الشخوص الرأسمالية على حساب الوطن بات سجية و سبيلا للكثير من أبناء الوطن ، تحييد المصلحة العامة و الانحياز للمصالح الشخصية هو أيضا ناجم عن ضعفٍ في الانتماء للوطن ، حتى أن كثيرا منا لا يجد تعريفا واضحا للهوية الأردنية .
كل ما سبق أنجب أجيالا أباحت لنفسها سرقة أموال الوطن و مقدراته ، و عاثت فيه فسادا و خرابا ، و أجيالٌ لم تجد داخلها ذلك الدافع الذي يدفعها للدفاع عن الوطن من شرور الفساد ، فاختلط عليها مفهوم الولاء للحاكم على مفهوم الانتماء للوطن ، و حقيقة الأحزاب الوطنية التي يجب أن يكون انتماءنا لها بدافع وطني حزبي لا حزبي حزبي .
علينا أن نعي ما يدور حولنا من اختلاق الفتن للعبث بورقة التماسك الداخلي للشعب ، فأمامنا سبب وجيه لجمعنا و هو الأردن .