15-08-2013 10:04 AM
بقلم : نعمة عياد
وما الحياة إذا أظمأت العيش منقلب، ترامت على النفوس سيوفا تلتهب ... هبَ السبيل فيه الردى يتصبب ..صواعق ملأت خلفها جوانح فكان الوجع يتلولب ...حل الدجى في خمرة العينين خلسة حين قام البين فوق الارض ينعق...وردد الرعد للبرق صداه يصحب ... نداء جن في جولة بها التتار تتذأب .
أمي شيدي فوق قامتي خيلا بالحق يصهل...أمي جلليني بأنفاس الوطن، واجعليني للعروبة مناديا ...فقد خلعت عن وجهتي فزعي ، وركلت في المغر آهاتي ..ثم أتيتك والقناطر عصباء.
أبي رتل فوق المآذن صلاة الوجود فأرض الكنانة والسوسنة سمعتها تصيح
والفرات ألقى في جبته شهيقا ونواحا .. والشام شاحت نصفها خجلة، وأبقت نصفها ذبيحا... حتى قدموا أهل الخليج والكويت شدت رباطها فشيدت بين زوايا العبور خياما ينام في حضنها الهجير المتعب .
في كل أسبوع تأتي القوافقل من دولة الكويت يوزعون المهام فيأتي على ظهر القوافقل الأطباء والصيادلة يداوون المصابون الذين طالهم القصف ولم يرحم كبيرهم ولا صغيرهم ، يجرون العمليات ليسكتو جراحهم .
وأمهات كويتيات أصبح همهمن المجيئ إلى الاردن لزيارة مخيم الزعتري وتفقد أحوال أخواتهن السوريات وزيارة للعديد من الأسر السورية التي تقطن خارج المخيم وامدادهم الشهري المتواصل .
مشهد قادني لأخط سطوري فأكشف عن رجل وضع فوق رأسة عمامة يتخفى وراح بين الأجئين يتفقدهم ، يربت فوق يد رجل عجوز خطت عقود الزمان وجهه.. شباب والجروح تشهد على أجسادهم مرارة القصف ...وصبي يكور في راحة كفيه قافلة العمر ... كل يوم يزورهم يجلس معهم يشاركهم همومهم وكأنه يقول لهم لستم وحدكم أنا وأهل الكويت معكم نشاطركم مصابكم .
هو سفير الكويت في الاردن سفير الانسانية ، الدكتور حمد الدعيج الذي تعجز اللغات والكلمات لوصف أعماله التي غمرت بيوت الاردنيين خيرا من قبل ،ليستقر الحال به في مخيم الزعتري ليصبح برنامجه اليومي زيارة هذا المخيم وتفقده والاشراف على المساعدات التي تصل من دولة الكويت ليطمئن ان كل لاجئ أخذ حقة ووصلت المساعدات كل فرد منهم .لو لم ترى أعيننا لما صدقنا فالمسؤولون في هذا الزمان يحاولون الافلات عن مسؤولياتهم وأتمنى أن يقتدي المسؤول بهذا السفير الشهم الذي يواصل الليل مع النهار لخدمة بلدة ولتيأدية رسالته بأمانه .
جميل هذه الوحدة واللحمة العربية هذا ما نريدة لأمتنا أن ننهض بفكر يرتقي لكل معاني الانسانة ،نعم تواصلنا ووقوفنا مع بعضنا البعض يثبتنا ويزيد من قوتنا كم كنا بجاجة لتلك الوقفة الايمانية الانسانية لنسد رمق بعضنا ونعيد المجد لأمتنا ولكي ترتفع هاماتنا برجال أشاوس .