17-08-2013 09:35 AM
بقلم : إياس المطارنة
دجلتان و فراتان ونيلان فيك يا وطن العروبة أحدهما ماء والآخر دماء ، أقصى مستباح تملؤه الجراح و لا تزال المفاوضات منذ عقود يعنونها النباح ، تونس الخضراء كان لها من لون رايتها نصيب وافر وليبيا و اليمن و السودان خرجت من العهد الظالم إلى العهد القاهر .
كل ما سبق هو نتاج سياسة غربية مدروسة جيدا استغلت نفوذ حلفائها وسيطرتها على الإعلام لتضع العرب أمام خيارين لا ثالث لهما : الأول خاطيء و الآخر مخطيء ! و بالتالي فإن الخائض في أحد هذين الخيارين لا يعتريه الصواب أبداً ، وبالفعل كان لهم ما أرادوا - مع وافر الأسف - .
تلك السياسة الغربية تهدف إلى تعزيز حالة الضعف التي تعتري الدول العربية و خاصةً تلك المحيطة في الكيان الصهيوني ليصبح ذلك الكيان في مأمن لعقود قادمة أكثر مما هو فيه الآن ، فضربت التماسك الداخلي للشعوب العربية بشكل عام و أبناء الدولة الواحدة بشكل خاص و وضعتها في تناحر لا حل له ، أما الرسم البياني لاقتصاد هذه الدول فقد بدا الهبوط فيه واضحا جليا للناظر المتأمل ، و جيوش كانت عقيدتها حماية الأرض و تحرير فلسطين اعترت بنادقها دماء أبناء جلدتها لتفقد فيما بينها الكثير من الولاء و الانتماء و السخط على أسمى و أنبل معاني الشرف و هو حراسة الوطن .
الانفلات الحاصل في الوطن العربي سواء في الناحية السياسية أو الأمنية و حتى العقائدية يضع اللبيب وصاحب العقل الراجح أمام صخرةٍ كبيرة يكتفي بالذهول لما يجري مكتوف الأيدي لا يستطيع التقدم أو التراجع ، فالتطرف غدا عنواناً للوسطية في نظر الشعوب العربية !
عناوين كان لها الأثر الواضح في اللعبة الغربية هي : الديمقراطية ، الشرعية ، الإسلام السياسي ، القومية ، الطائفية ، الثورة ، الحرية ، البطولة ، و جميع تلك العناوين تم تدريسها بالمفهوم الذي يخدم السياسات الغربية و يهدم الدول العربية لنمارسها نحن كما يشتهون !
كنت أتمنى أن أكتب خاتمةً لمقالي و هذا ولكن ....... ! للأسف ما باليد حيلة ، وسأكتفي بالدعاء من الخالق عز و جل أن يتولى شأننا برحمته و يهدينا إلى سبل الرشاد ويعيننا على تغيير أنفسنا لتتغير أحوالنا إنه على ما يشاء قدير .