17-08-2013 09:48 AM
بقلم : محمد بوعلام عصامي
إن ما وقع في مصر والكثير من الدول العربية من انتهاك للحرمات، بأبشع صورها، وجلد الإنسان لأخيه الإنسان من نفس الجلدة والوطن بأبشع الصور، وما تراكم لدينا سابقا من معلومات باتت معروفة للجميع عن دهاليز التنكيل والتعذيب، مما قد لا يتخيله عقل إنسان طبيعي، وما لا يتحمله قلب انسان على الفطرة السليمة، جعلني أفهم أن أنذل البشر وأحقرهم، ها هنا لا هناك.
وجهوا أصابعكم الى أنفسكم لأن بيوتكم لم تعد تُحتمل من شذة ما تقترفون من قذارات في حق كرامة الإنسان كإنسان..لاأقل ولاأكثر..
قذارتكم الأنانية والهمجية المتسلطة، جعلتني أحترم بعض أشد أعداء الوطن ضراوة، وبما اقترفوه من حروب شرسة في هذا العالم العربي الذي عانى شرفاءه من الأمرين، سجن وحصار واستفراد همجي من الرعاع داخليا، وخارجيا حروب واستحكام للأوضاع بأحجار شطرنج ملكية التموقع، يزكيها تضارب المصالح وسيادة انعدام الثقة، وتباعد الرؤى واختلاف الإرثين الثقافي والتاريخي بين الضفتين، في هذا العالم الذي يخشى الإختلاف.
زاد أوضاع هذه الأوطان بلة، استغلال وتكريس احتلال جديد "بالريموت كنترول" خارجيا مسايرةً لصارع قديم، ولكنه أضحى في مسار مختلف. لأن العالم يتغير نحو وضعية "الكل في البيت الصغير".. والصغير جدا (قريبا).
للأسف الشديد.. الأرض عالمنا وبيتنا الذي ندمر مستقبله، وونزيد ضبابية السقف الذي يجمعنا بأيدينا المتعفنة. تماشيا مع ما يزكيه مصاصو الدماء.. الكبار وما يدور في حلقاتهم من أنذال. وبين البينين جاهل لا يفهم أو منتظر نهاية الحياة عندما يفقد الأمل بعالم أصفى وأطهر وأفضل..
تبا لكم أيها الأنذال لكم ولدباباتكم ولمخافركم ولمجالسكم القذرة على ربوع الوطن. أنتم الثقل الأكبر على صحة الوطن.. كالخفافيش السوداء التي تمتص من العروق دما أحمر، الفرق بينكما أنها تسعى ليلا، وأنتم في واضحة النهار!!
لا سلام عليكم.. أترككم ولم أجد لكم خاتمة غير هذا المقتبس لمظفر النواب:
اغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية، بعضكم سيقول بذيئة، لا بأس.. أروني موقفا أكثر بذاءة مما نحن فيه!!
عندما تسيطر البداءة فلا تنتظروا شيئا غير موت أنشودة الوطن!
عالم أصفى وأطهر هو حلم البعض الذي لم يتحقق على هذه الأرض، حيث يقتلون فينا وأنفسنا كل الأحلام الوردية، كما يقتلعون اللون الأخضر من شجر الفردوس وغابة حلم سماوي أزرق!
ولا يزالون يحلمون فوق ذلك جشعا، بألماس أبعد من المريخ وزحل..
فقط ألماس وبترول أسود، ولا أكثر..
إنّ أحلامهم عندنا لكابوس أورَق!!
السلام عليكم