18-08-2013 09:35 AM
بقلم : د.م عبدالحفيظ الهروط
الحمد ثم الحمد ثم الحمد، الحمد لله الذي هدانا لكي نحمده على نعمه وآلاءه، الحمد لله الذي سخر لنا كل شئ ، الحمد لله الذي أصبغ علينا نعمة وجود الأردن منذ الأزل في بلاد الشام لكي تكون أرض المنشر والمحشر بنهاية الدنيا الفانية ليعود الأسلام الوسطي على منهاج النبوة المحمدية الوسطية ذات العدل والمساواة والتسامح من خلال ترابط سور القرآن العظيم: العنكبوت والروم، والأسراء والكهف على أرض بلاد الشام. والصلاة والسلام على سيد الخلق وبوابة الله في الهداية سبحانه وتعالى لكي عنبده كثيراً ونسبحه كثيراً محمد صلَى الله عليه وسلم. والشكر الموصول إلى هذه الوجوه الطيبة التي أستضافتنا في هذه الأمسية الرمضانية التي نطلب من المولى عزوجل أن تكون ليلة القدر على اردننا الغالي بجمعية المتقاعدين العسكرين/ فرع لب الغالية على قلوبنا جمعياً.
أما بعد:
لقد خلق الله البشرية كآخر الكائنات الحية خلقاً ضمن أركان الخلق الاربعة: من تراب كآدم، ومن ذكر كحواء، ومن أنثى كعيسى، ومن ذكر وأنثى كباقي البشر، من أجل عبادتة وعدم الاشراك به وأرسل اليهم 104 كتاب أوجزها في أربع كتب بثلاث ديانات سماوية أنزلها حسب ترتيبها الزمني: التوراة على اليهود حمل تبليغها موسى، والزبور حمل تبليغها داود لليهود، الانجيل لليهود وللمسيحية حمل تبليغها عيسى، وأخيراً بخاتم الانبياء والمرسلين محمد صلَى الله عليهم وسلم برسالة الاسلام الخالدة لتبليغها للعالمين من الانس والجن بكتاب القرآن الكريم. ثم أوجز الهدف الاسمى من خلق البشرية في سورة فاتحة القرآن: " إياك نعبد وإياك نستعين" أي : نظرية الوجود البشري بقانون الكينونة الالهية. تقوم هذه النظرية على العبادة بمعنى الطاعة لا نخضع إلا لله ولا نتذلل إلا له، وبمعنى الدعاء: أي لا ندعو أحداً سواء الله، ثم معنى التوحيد: الاقرار بكمال الالوهية والربوبية والتوحيد للواحد الاحد الفرد الصمد، وهو أيضاً التبرؤ من الشرك. أما الاستعانة: فهي طلب المعونة والمساعدة من الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة المطلقة به في تحصيل ذلك. لذا قدمت العبادة على الاستعانة لأنها وسيلة الاستجابة المقصودة، وتقديمها قبل طلب الحاجة أقرب وأدعى إلى الإجابة لتقديم العام على الخاص وحق الله تعالى على حق عبده لكي نخصه بكمال الاستعانة على العبادة والطاعة في جميع أمورنا: فلا نعبد سواه ولا نستعين بغيره؛ وهو التبرؤ من التحوقل إلاَ بالله والتفويض به. من هنا أتى تقسييم البشرية على الانواع التالية:
1- أُناس لا عباده ولا استعانة كالامم الغابرة التي لم تؤمن بالانبياء ولا برسالاتهم وكذلك شياطين الانس.
2- أُناس عبادة واستعانة كالعهد الاسلامي المتمثل منذ بزوغ فجر الاسلام وإمتداد الخلافة الاسلامية وكذلك كل حكم قائم على الاسلام الوسطي ذو التطبيق العملي الحقيقي الملموس من خلال الترغيب والإقناع.
3- أُناس لا عباده ولكن باستعانة العلم والمعرفة الذي سخره الله للناس: فالله يكرم الامة صاحبة القراءة كأول أمر رباني نزل إلى الارض لقوله تعالى:" إقرأ وربك الاكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم". وخير مثال على ذلك: اليابانين والهنود والغرب وكل حكم قائم على تسخير الاستعانة العلمية في شؤون حياته.
4- أُناس عباده ولا استعانة مثل التطرف والتعصب والعنصرية والمصالح الخاصة والانانية سواء كانت دينيية او دنيوية أو إقتصادية وهم كثر في كافة المجتمعات.
وبناءً عليه؛ فطلب الاستزاده بالهداية من الله الوحيد في صناعة خلقنا أن يرشدنا إلى الاستقامة للأمتثال لاوامره واجتناب نواهيه وبيان طريق الحق الهادي والمرشد الواضح السوي القصد والهدف الذي لا اعوجاج فيه لنيل رضى الله لمن أنعم عليه من عباده من قول وعمل بالعلم الحق والعمل بموجبه. ثم جاء الصراط في قوله تعالى :" صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" على ثلاث أصناف:
الاول: صراط المنعم عليهم؛ وهم أهل الهداية والاستقامة وأصحاب العلم بالحق والعمل به كالمؤمنين العاملين بإتباع قاعدة العبادة والاستعانة في نظرية الوجود البشري.
أما الصنف الثاني: صراط المغضوب عليهم؛ هم الذين علموا الحق وعدلوا عنه ولم يعملوا به كإتباع قاعدة لا عبادة ولا استعانة في تطبيق نظرية ا الوجود البشري مثل اليهود والمنافقين والفاسدين والكافرين. وأخيراً فإن صراط الضالين: هم الذين جهلوا الحق وفقدوا العلم وعموا عنه فضلَوا وضلَوا بإتباع قاعدة تارة عبادة وأخرى استعانة في تطبيق نظرية الوجود البشري كالنصارى والمتطرفين والمتعصبين واليابانيين.
في حين أن الله قد أزجى للبشرية نعماً لا تعد ولا تحصى ومنها وجود الأردن منذ الأزل على الخارطة العالمية بدليل وجود آثار 18 نبي ورسول عبروه أو إستقروا على أرضه بإعتباره من أوائل دول بلاد الشام في انتشار الإسلام بتوأمة سرمدية مع بيت المقدس بوابة السماء والأردن مفتاح بوابة حوار الأديان والحضارات مما أفرز إنساناً مميزاً في البذل والعطاء من شتى الأصول والمنابت بنى حكماً للهاشميين بعقد إجتماعي متين ما يقارب قرناً من الدهر وكما جاء في القرآن العظيم في سورة الأسراء بقوله تعالى :" ولقد كرمنا بني آدم وحملانهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلاً". [الأسراء: 70].
وبما انني صاحب التفائل الدائم بالإيمان المطلق بان الله الذي سيطبق قانونه الكينوني السرمدي النهائي في المعركة الفاصلة بين الحق الذي يمثله الصراط المستقيم، والباطل الذي يمثله صراط المغضوب عليهم؛ لقوله تعالى :" وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذاً لا يلبثون خلافك إلأ قليلاً. سُنة من قد أرسلنا قبلك من رُسُلنا ولا تجدُ لسُنتنا تحويلاً" . [الأسراء: 76-77]. وسوف يكون النصر المؤزر بإنسان بلاد الشام المميز وشعوبها هم نصرة الله على الأرض؛لقول رسول الله صلَى الله عليه وسلم :((أهل الشام سوط الله في الارض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء، وحرام على منافقيهم أن يظهروا مؤمنيهم ,ولن يموتوا إلا هما أو غيظا أو حزنا)). لذا تعد أرض بلاد الشام وفلسطين والأردن مباركة كونها أرض الأنبياء والمرسلين، وارض الأسراء والمعراج، وقبلة المسلمين الأولى وفيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين التي تشد إليها الرحال، وأرض الحشد والرباط، لقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله". وقال تعالى عن ابراهيم عليه السلام :"ونجيناه ولوطا إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين "وابراهيم ولوط عليهما السلام نجاهما الله وقدما من العراق الى فلسطين. وقول المصطفى صلَى الله عليه وسلم : عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشام أرض المحشر والمنشر)). ولذلك ربطت الاحاديث النبوية بين الطائفة المنصورة التي تظل متمسكة بالحق تدافع عنه، وبين أرض الشام وفلسطين .فقال صلى الله عليه وسلم :((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لاتزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرّهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)).
من أجل هذا اقتبسنا اسم الجمعية [الجمعية الأردنية للسياحة الإنسانية] للارتباط مع الإنسان الأردني المميز حيث قامت بمسح إحصائي لجميع أنواع السياحة العالمية ومفاهيمها وتطبيقاتها العملية ومتطلباتها الإنسانية من خلال بحث تسويقي علمي ميداني موثق بالتعاون مع جامعات الزيتونة والهاشمية ومؤتة والشرق الاوسط وسميَة والعلوم الاسلامية العالمية وجامعة الحسين بن طلال وجمعيات الطاقة المتجددة والبيئة. علماً بان هذا البحث قد تمثل بالتطبيق العملي الممكن تنفيذه، وقد كانت خلاصة أنشطة الجمعية منذ تأسيسها مايلي:
1- معالجة تقافة العيب عند كافة فئات الأعاقة والمتقاعدين وكبار السن من خلال جلب 2500 سائح بتشجيع السياحة الداخلية والخارجية من أجل دمجهم في المجتمعات المحلية.
2- بيان أسباب المشاكل الأجتماعية من العنف والطلاق والفقر والبطالة من خلال الورش العملية والحلول الناجعة الملموسة بوضع التوصيات موضع التنفيذ.
3- تبني الأستراتيجية الوطنية في التوظيف [250-300 موظف] ضمن مناطق الفقر والأقل حظاً.
4- عمل أنشطة المجالس البرلمانية الشعبية الرمضانية الفاعلة في الثقافة الأنتاجية.