09-06-2008 04:00 PM
سرايا -
سرايا - شاكر الجوهري - المبادرة الأخيرة للرئيس الفلسطيني للحوار مع حركة "حماس" جادة وعلى حركة المقاومة الإسلامية أن تتعامل معها على هذا الأساس.
هذا مضمون رسالة أبلغت لأحد قادة "حماس" من قبل مسؤول فتحاوي عباس يبدو أنه يحظى بمصداقية لدى الجانبين.
ما الذي يدعو عباس لأن يكون جادا في هذه المرة، وكيف يمكن تصديق هذه الجدية، وقد تم الإعلان عن مبادرته بعد فقط أسبوع واحد من صدور قرارات سرية للمجلس الثوري لحركة "فتح"، نص البند الثالث منها على "تشكيل فريق عمل رفيع لوضع استراتيجية عملية لاستعادة قطاع غزة إلى الشرعية، وما يتطلبه ذلك من انهاء الإنقلاب وحالة الإنفصال الحاصلة بين جناحي الوطن الواحد"..؟
وتضيف المصادر إن غالبية اعضاء المجلس الثوري كانت مع الحوار، وضد اللجوء إلى العنف، بهدف إعادة وحدة جناحي الوطن الفلسطيني. وتكشف المصادر في هذا السياق عن أنه سبق لـ 43 عضوا في المجلس الثوري من أصل 120 عضوا، أن عقدوا اجتماعا غير رسمي ناقشوا فيه تطورات الخلاف المحتد مع "حماس"، وعبر 40 عضوا منهم عن توجه مرن في التعامل مع الأزمة التي نجمت عن الحسم العسكري في قطاع غزة، كرد فعل على استمرار تحرشات أنصار اربعة من ضباط الأجهزة الأمنية.
مبادرة الأحمد
وتكشف المصادر عن أن الأجواء التصالحية مع "حماس" عبّرت عن نفسها على نحو صارخ ظهر الإربعاء الماضي، وقبل فقط عدة ساعات من اعلان عباس مبادرته مساء ذلك اليوم. وتقول إنه في الوقت الذي كان عباس يبحث ويناقش فيه كيفية وتوقيت اعلان مبادرته، حضر عزام الأحمد، رئيس كتلة "فتح" في المجلس التشريعي إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث طرح صيغة مبادرة للحوار مع "حماس"، قال إنه يتبناها مع خالدة جرار رئيسة كتلة الجبهة الشعبية في المجلس، ويريد اعلانها.
فوجئ الأحمد بانفعال شديد من قبل ياسر عبد ربه، الذي لم يكتف برفض المبادرة، وإنما أتبع ذلك بهجوم على شخص الأحمد، قائلا له إن كل ما يهمه هو المصالحة بين الحركتين، كي يصبح نائبا لرئيس حكومة الوحدة الوطنية..!
الأحمد بدوره بادر إلى رد الصاع صاعين لعبد ربه، واصفا اياه بالـ "جاسوس"، موجها له شتائم من العيار الثقيل، ومن تحت الحزام.
رئيس كتلة "فتح" لم يفعل ذلك فقط من قبيل الدفاع عن النفس، وإنما هو كان مشحونا على أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي يوصف في الأوساط الفلسطينية بأنه لا يمثل غير نفسه، جراء العبارات التي تلفظ بها عبد ربه بحق المرحوم ياسر عرفات في اجتماع سابق للجنة التنفيذية، في معرض تهجمه على سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، حين رفض الإستجابة لطلبه الدعوة إلى عقد اجتماع غير قانوني للمجلس المركزي الفلسطيني.
كذلك، فإن الأحمد سبق أن شحن ضد عبد ربه بسبب دوره التخريبي لإعلان صنعاء، الذي وقعه الأحمد مع الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في 23 آذار/مارس الماضي.
اعلان مبادرة عباس
تضيف المصادر إن وصول الأمر إلى هذه الحالة من الشجار والتشنج، دفع بعباس للإستعجال بالإعلان عن مبادرته خشية حدوث المزيد من التشنجات على نحو قد يفسد الأجواء، بحيث يتم افشال المبادرة قبل اعلانها.
من فوره، كلف عباس ثلاثة من كبار مساعديه بصياغة نص المبادرة التي تم اعلانها في مساء ذات اليوم، وهم كل عبد الرحيم ملوح ممثل الجبهة الشعبية في اللجنة التنفيذية، الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، وأحمد عبد الرحمن، الناطق الرسمي باسم "فتح"..حيث صاغو نص المبادرة على نحو خلا من أية شروط، ورهن الموقف السياسي الموحد للحركتين بما ستفرزه صناديق الإقتراع، حيث لم تضع المبادرة شروطا للحوار، وقضت بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. والأهم من ذلك أن النص الذي صاغوه يتماهى تماما مع نص اعلان صنعاء، حيث وافقت الحركتان على تنفيذ المبادرة اليمنية، وانحصر اعتراص رئاسة السلطة يومها على رفض الحوار حول ذلك، لتجيئ مبادرة عباس تطلب الحوار على تنفيذ المبادرة اليمنية، والعودة إلى اعلان صنعاء كما هو دون تغيير أو تعديل.
أسباب المبادرة
وتورد المصادر أربعة أسباب لمبادرة عباس هي:
أولا: الإجماع الفتحاوي على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والخروج من المأزق الناجم عن الفرقة.
ثانيا: الإجماع الفلسطيني على ضرورة تقديم تنازلات متبادلة من أجل استعادة الوحدة الوطنية، ولا يقتصر هذا الإجماع على فصائل المقاومة الفلسطينية، لكنه يتجاوزها إلى مختلف قطاعات الشعب.
ثالثا: الإجماع الإقليمي على ذلك، وقد تجلى في قرارات القمة العربية في دمشق، التي اعتمدت المبادرة اليمنية كآليه للحوار والمصالحة، والقمة الإسلامية الذي يعمل رئيسها (الرئيس السنغالي) عبد الله واد، حاليا على تحقيق مصالحة بين "فتح" و"حماس".
رابعا: فشل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وتراخي موقف الإدارة الأميركية، وانحيازها الكامل إلى جانب اسرائيل.
إلى جانب ذلك، تبدي المصادر قناعتها الكاملة بعدم وجود امكانية أو استعداد لدى مقاتلي حركة "فتح" لمحاولة تجربة الحل العسكري. وتقول إن اعتماد ما يقال عن خطة اوروبية تقضي باقتحام معابر قطاع غزة، وتسليمها لحرس الرئيس، وتزويد هذه القوات بدبابات تكلف بالإندفاع لاقتحام واجتياح القطاع لا يلقى القبول لدى أي ضابط من ضباط "فتح" في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وذلك لسببين:
الأول: أن الجميع ضد الحل العسكري من حيث المبدأ.
الثاني: سقوط وعزل محمد دحلان وثلاثة ضباط من أنصاره كانوا يتبنون هذا الحل قبل الحسم العسكري، وظلوا يتحدثون به بعده.
وتعيد المصادر إلى الأذهان أن دحلان صدرت بحقه توصية من قبل لجنة التحقيق في أحداث غزة تقضي بفصله من الحركة، وأن توقيت صدور قرار الفصل رهن بالرئيس عباس.
المبادرة السنغالية
ومن بين ما يثير الشكوك لدى "حماس" بنوايا عباس عدم اعلان الرئيس، وكذلك حركة "فتح"، عن الحوار الجاري بين الحركتين حاليا في العاصمة السنغالية دكار، وعلى ذلك تعقب المصادر الفتحاوية مقللة من شأن هذا الحوار، وشارحة لخلفياته.
تقول المصادر إنها تقلل من شأن هذا الحوار ولا تتوقع له نتائج عملية في ضوء خلفياته، التي تتمثل في طلب تقدم به شيمون بيرس رئيس الدولة في اسرائيل للرئيس السنغالي عبد الله واد بأن يبذل جهوده لإنجاح المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وتضيف إن الرئيس واد وضع مبادرة لذلك من سبع نقاط تبدأ بالعمل على تحقيق مصالحة فلسطينية، ثم تفاوض وفد مشترك من حركتي "فتح" و"حماس" مع اسرائيل، والوصول في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية للصراع توافق عليها جميع الفصائل الفلسطينية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |