حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26762

خبيصة

خبيصة

خبيصة

19-08-2013 10:11 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي عبدالله القضاه
ما أن تتوقف بسيارتك على إحدى الإشارات الضوئية إلا وانهال عليك أو داهمك عن اليمين وعن الشمال أطفال ونِساء طالبين الخدمة لزُجاج سيارتك المصون ويبدأ هذا الطفل أو تلك الفتاه ومن غير استئذآن بالعمل بشكل سريع قبل أن تفتح الإشارة بتحريك الفوطة يميناً وشمالاً أدنى وأعلى على الزجاج الأمامي وبعد انتهاء العمل بتوسخ الزجاج من الفوطة المتسخة أصلاً يرجع هذا الطفل أو الشاب الى الخلف ليقف بجانبك لتناوله أُجرته بالرغم انك نبهته لالا أبتعد لو سمحت ثم أغلقت نوافذ السيارة من البداية وأذا اعطيته شلم أو عشرة قروش نظر إليك يسخط وكأنه يقول لك هذا لا يكفي يا عزيزي لقد ارتفع سعر كل شيء ، واذا هربت منه بعد أن تفتح الإشارة لطمك بالفوطة على نافذتك مع ركلة سريعة برجله اليمين على مؤخرة السيارة مع ولك يا نصاب .

حقيقة أصبحت هذه الظاهرة تؤرّق الكثيرين وتحرجهم ومنهم من يُغير مساره ليبتعد عن هذه الشارة أو تلك .

ظاهرة قديمة جديدة وغير حضارية زادت بشكل ملحوظ هذه الأيام خاصة مع تدفق اللاجئين من دول الجوار ، حيث أصبحت مهنة لبعض أصحاب النفوس المريضة ، لن نعمم هنالك فعلاً عائلات بحاجة للمساعدة وهي تستجدي الناس للحاجة ولا يوجد لديها مئوى أو مسكن أو رغيف من الخبز فهؤلا يجب أن نقدم لهم يد العون والمساعدة طلباً للأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وأيماناً منا بأهمية الترابط والتكافل الأجتماعي في المجتمع المسلم ، لكن المحزن أنك لا تعرفهم إلا إذا تعايشت معهم وتلمّست حاجاتهم ، والمُقلق ايضاً أنك تحُبذ أن تساعد شخصاً أستجداك تكتشف أنه ليس بحاجة وأنه فضَل هذه الطريقة أو المهنة التي لا تكلفه سوا تقديم يدة اليمين وأذا تعِبت قدّم يده الشمال ليُنهي شفتهُ الصباحي بعِشرين أو خمسينَ ديناراً على الأقل.

أصبح الأمر فعلاً لهؤلا الفئة مُجدياً فلا يوجد رأس مال أو مدخلات للأنتاج سوا "الفوطة " المهترئة على أغلب الأحيان مع قميص مخزوق وبنطال محروّق من اعقاب السجائر وشبشب أو حَفاية (شحاطة) مقطوعة من النصف وأظافر يدين ورجلين طويلة يكسوها السواد من الداخل ، هذه هي شروط هذه الوظيفة التي تندرج تحت بند أعمال حرة.

بالتأكيد لا تستطيع وزارة التنمية الإجتماعية وبالتنسيق مع الأمن العام تنظيم أو مراقبة هذا القطاع بشكل فعّال هذه الأيام للزيادة الواضحة في أعدآد الأعضاء أو المنتسبين الجدد ، نعم يجب أن نسميه قطاع ؟؟؟؟؟؟؟ ، لأنه يوفر فرص عمل للمواطنين حيث أصبح هذا القطاع يُدار من خلال شبكات منظمة يقودها اشخاص لهم باع طويل وخبرات واسعة بهذا المجال ، وليس بالغريب أن يُطالب هؤلا بنقابة في المستقبل أسوة بالمهن الأخرى ، حكوماتنا الرشيدة المتعاقبة بالتأكيد لها دور فاعل في زيادة اعدآد المنتسبين لهذا القطاع من خلال زيادة نسبة البطالة وأرتفاع أسعار كل شيء على هذه الأرض بالذات ، حيث تعمل حكوماتنا عكس الحكومات الأخرى في العالم فهي تخفّض نسبة النمو وتزيد من نسبة البطالة وتفتح المجال امام المواطنين للدخول في العمل الحر : كحرامي أو سرسري ، شحّاد أو متسوّل ، نصّاب ....الخ

زائرانا أو ضيفنا الذي يدخل هذا البلد للمرة الأولى ومن خلال المشاهدات الأولية له على الإشارات الضوئية وفي الأحياء السكنية للمتسولين ثم منظر آخر لطفلين داخل حاوية من القمامة ممتلئة وقد تكدست على جوانبها اكوآم من النفايات يقومان بفرز علب الكولا ويضعانها بداخل كيس اسود كبير ، بأئع متجول على عرباية يقطع الشارع من بين السيارات ، باص كوستر عمومي يدخل فجأة الى اليمين من امام سيارة هذا الزائر ليلتقط الكنترول ثلاثة ركاب ويدفشهم دفش داخل الباص ويضرب على باب الباص ليُشعر السائق كمشتهم اطلع بسرعة قبل ما يطلع عنا باص ابراهيم ، استغلال وابتزاز من مات ضميره وأصبح (يوك) وهي بالتركي ما فيش أو لا يوجد من قبل السائق ومن قبل صاحب المطعم والفندق ووووووووووووووووو الخ لهذا الضيف أو الزائر وغيره وكل من له علاقة بالسياحة لزائري الأردن فيعودون لبلادهم من غير رجعة ، كل هذه المؤشرات تجعل هذا الزائر يتأكد أن كل شيء هنا عبارة عن موضوع لا يتعدى الخبيصة أو الشوربة .

والخبيصة مع انها نوع من انوآع الحلوى لمن لا يعلم التي يتم تصنيعها من شجرة العنب الناتج عن مرمطة قطوف العنب حيث تجمع وتوضع داخل قدرأو طنجرة كبيرة ويتم تخبيصها مع بعضها البعض اي خلط وقلب ما بداخل القدر راس على عقب ويتم تصفيتها ويضاف لها السمسم وحبة البركة لتقدم على شكل حلوى بعد أن تنضج على نار هادئة ، لكن تعريفها على المستويات المختلفة في الحياه العامة فهي تعني خروج الأمور عن نصابها إلى حدود الفلتان ، واذا قلنا لشخص ماذا خبّصت فهذا يعني ماذا خرّبت فالتخبيص يعني تخريب ، وكل ما يحدث من هذه المظاهر في هذا الوطن للأسف فهو تخريب وتكسير للوجه المشرق لهذا البلد .

ويحضرني هنا حقيقة أن اسرُد قصة سمعتها بأكثر من مناسبة الرجل العربي المسلم الذي قدِم إلى بريطانيا للدراسة أو العمل وحاول سائق الميترو أو الباص او القطارلا اعرف بالتحديد ماذا كان يستقل أن يختبر امانة هذا المسلم كونه كان يركب معه في الصباح وفي والمساء حيث كان هذا السائق البريطاني يسخر من هذا المسلم وينظر له نظرة ازدراء كونه مسلم ( ايش يعني اسلام ) فعندما اعطاه الرجل المسلم الأجرة اعاد له هذا السائق الباقي من الباوند او الجنية استرليني مع زيادة عشرة سنتات ورجع هذا الراكب وجلس على مقعده واخذ يعّد النقود لإكثر من مرة فوجد فيها زيادة عشرة سنتات واخذ يفكر هل اخذهم ام اعيدهم إلى السائق ، لكن هذا الرجل فكر بداخله وقال لن ابيع الأسلام بعشرة سنتات وفي هذه الأثناء كان السائق ينظر في المرأة على هذا الراكب ليعرف مدى امانته ، وعندما توقف الباص نزل راكبنا وقال للسائق تفضل هذه عشرة سنتات زيادة اعدتها لي بالخطاء وديني يأمرني أن أعيدها اليك لأنها ليست من حقي ، وفي هذه المواقف حقيقة تكمُن المسؤوليه الكبُرى من شخص بسيط اتجاه الأمة والحضارة والدين بأكمله في بلاد الغرب أو في بلادنا العربية والأسلامية ، وهنا نقول لسائقينا ولِمواطنينا ولكل من هو بموقع المسؤوليه انت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قِبلك أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

وبالعودة إلى زائرنا أو ضيفنا الكريم وعندما قرر العودة للمطار: سأل الضيف السائق ما هي أفضل طبخة وطبق حلوى مشهور عندكم في الأردن ؟ فقال له السائق المنسف والكنافة النابلسية سيدي فضحك هذا الضيف و قال بالنسبة للطبخة أنني أنصحكم بالتوجه للشوربات ( الشوربة ) ، لكن بالنسبة للحلوى فيسرني أن اقدم لكم الخبيصة الخبيصة الخبيصة ........ .














طباعة
  • المشاهدات: 26762
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم