بقلم : ديما الرجبي

الرئيس المعزول إرتكب من الأخطاء الكثير بسبب إنعدام خبرته السياسية وبسبب بعض التشوهات التي ظهرت على سطح الدعوة مما أضعف موقفه، و أدى الى عزله !! تم تجريم حركة الإخوان المسلمين , وتم التلاعب بالدستور والشرعية !!

واليوم الفريق عبد الفتاح السيسي أجرم بحق شعبه وتمادى بتصرفاته ودفع ثمن هذا الإستهتار كمٌ هائل من المواطنيين . مما أدى إلى تحشيد المظاهرات ضده وبيان ماهيته لمن كان يعتبره رجل بحق!!

ونسمع الآن قرار محكمة جنايات القاهرة بإخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك لماذا الآن ؟ وفي هذا التوقيت الحرج , وفي ظل هذه الأزمة المُشتعلة ؟ وكيف حصل على تلك البراءة ؟ على أي اسس وعلى أي إعتبارات ؟

ما الذي يجري في دار الكنانة اليوم ؟ هل سيتم البدء في تحريك تلك الأحجار دون دراسة أم بدراسة ؟ هل كان منذ البداية متوقع أن تصل الأمور الى ما هي عليه اليوم , ليتم إسترجاع أحد الجنود للعودة الى ساحة القتال من جديد ؟

وبما أنه على حين الصدفة تم إصدار هذا القرار الصادم بإخلاء سبيله , ماذا عن نجليه ؟ هل هذا تمهيد لخطوات مدرسة مسبقاً لتبرءة العائلة ؟

سبحان الله . يظهر جلياً تقلبات الأحوال بشرقنا الأوسط بأنها تحت إمرةِ أحدٍ ما , وليس من الصعب ان نعلم كيف يتم الترتيب والتنفيذ من قبلهم .

لكن ماذا لو خرج احد نجلي الرئيس المخلوع مسبقاً , وتم تبرئته هو ايضاً ؟؟ بضياع الشرعية والدستور وتقلب مزاج الجيش والقوى الداخلية اليوم . وغليان الشارع المصري والحقد الذي خلفته وتخلفه مجازر السيسي لهذه اللحظة , ماذا سيترتب على تلك الخطوات المتتابعة ؟
هذه الإشارات تحذيرية . وهذه التتابعات تدل على أن المسار يتجه نحو تدمير شامل لأي قوى معارضة .

نطرح سؤال . حول كيف يتم تبرءة رئيس مخلوع ومتهم بقضايا عظمة , وبالمقابل ما زال الرئيس المعزول قيد التحقيقات وتجديد فترة الحكم ؟ علماً انه وفي فترة حكم مرسي لم تراق نقطة دمٍ واحدة ولم يتم سرقة خزائن ولا سراديب ؟؟؟

اليس تلك إشارة واضحة تدل على نظام جديد يستوطن حكم العرب ويفرض إمكانياته بالقوة ؟؟
لا تغيب عنا احداث سوريا ولبنان , والشبهات المحيطة بدول الخليج ما بين من معهم ومن يعمل خلف الستار ضدهم . وهذا المد والجزر لن ينتج عنه الا سفك دماء جديدة . وغليان سيصلنا منه بعض بخاره الحارق .

اذا ما حدثت النبوءة واستلم احد نجلي حسني مبارك الرئاسة من جديد بطريقة أو اخرى . سنلقي كلمة الوداع على روح دار الكنانة وسنصنع تابوتاً عربياً . بشاهدٍ نضعه فوق رؤوسنا نكتب عليه
هذا ما صنعته ايادينا !!

والله المستعان