بقلم : د.عبدالله عامر البركات
كلكم تعرفون الرئيس المصري المنتخب المخلوع المختطف محمد مرسي ولكن الكثيرين من الجيل الجديد لا يعرف مردخاي فعنانو الخبير النووي الاسرائيلي الذي كان له الفضل بكشف الترسانة النووية الاسرائيلية المنتجة في مفاعل ديمونة . قام فعنانو بتقديم معلوماته الى الصندي تايمز وهو في لندن ثم احتالت عليه عميلة الموساد ساندي واستدرجته الى روما ومن ثم تم القاء القبض عليه من قبل عملاء الموساد وتخديره ونقله الى اسرائيل سنة 1986 . بقي فعنانو مختفيا اربعين يوما لا يعلم احد انه مختطف ومحتجز في اسرائيل او كيف وصل الى هناك. اضطرت السلطات الاسرائيلية الى الاعلان عن وجوده في اسرائيل وتمديد اعتقاله ومحاكمته . اصدرت المحكمة الاسرائيلية حكما بالسجن على فعنانو لمدة 18 سنة منها 11 سنة بالحبس الانفرادي بأعتباره خائنا. اطلق سراحة سنة 2004 ومنع من الحديث الى وسائل الاعلام او اي شخص غير يهودي.
أظن ان هناك اوجه شبه واوجه اختلاف بين حالة مرسي وحالة فعنانو. فقد اختطف مرسي من كرسي الرئاسة ولا يعلم احد اين هو وكيف يعامل – انا اشك بالمعلومات التي نقلتها اشتون عن وضع مرسي خاصة انها تحججت انها لا تستطيع الافصاح بشيء لأن مرسي لا يستطيع الرد عليها اذا كذبت-وكذلك كان فعنانو مختطفا ثم مسجونا انفراديا. تهمة مرسي هي التخابر مع جهة اجنبية وفي هذه التهمة تلميح بالخيانة العظمى كما اتهم فعنانو.
لم تتآمر على مرسي عميلة موساد – حاشا وكلا- ولكن تآمر علية الموساد الاسرائيلي والمصري والعربي وحرم من حقوقه القانونية. استطاع فعنانو ان يهرب المعلومات عن خطفه بكتابة تاريخ الخطف ورقم الرحلة التي قدم فيها الى روما – كتابة كل ذلك على كفه والتلويح بها لوسائل الاعلام التي التقطت المعلومات بكميراتها ساعة نقله الى المحكمة ,ولم يستطع مرسي ان يوصل للناس اي شيء بعد اعتقاله مما يدل على ان الترتيبات الاحترازية كانت وما زالت اشد مما تعرض له فعنانو.
الخلاصة اننا يمكن توقع مصير مرسي قياسا على مصير فعنانو , خاصة ان المختطفين هم انفسهم ,وهو السجن الانفرادي الطويل وربما نحره والادعاء بانتحاره .ولكننا نقول بقول الله تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم.