21-08-2013 10:03 AM
بقلم : حذيفه احمد السالم
نتسآئل كثيرا عن أسباب ازدياد الطلاق في مجتمعاتنا العربية المسلمة , فنجد أن البعض يعزوها للبعد الديني , وآخرون يعزونها للزواج المبكر , وهناك من يجعل الفقر عائقا لتحقيق متطلبات الحياة الزوجية وخصوصا المعاصرة , وانا أتفق مع الذين قالوا البعد الديني , وأضيف لما سبق التسرع في اختيار الازواج .
وأشبه علاقتنا الزوجية في مجتمعاتنا العربية بعلاقات العناكب والتي وصفها الله بالوهن في قوله تعالى " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " صدق الله العظيم . حقيقة أن الضعف والوهن في بيوت العناكب ليس في خيوطها كما يعتقد الكثيرون بل يكمن في العلاقة القائمة بين الذكر والأنثى والتي تصل لدرجة القتل في أغلبها , حيث لا يفلت الذكر من قبضة الأنثى الإفتراسية والمميتة ـ التي تضاعف حجمه بثلاثة أضعاف ـ إلاالقليل أو من قدم لها هدية من الطعام . والعلماء أطلقوا على هذه العلاقة الزوجية بالزواج الإنتحاري كون الذكور على علم بقدرهم المحتوم بعد التزاوج , فتبذل كل ما بوسعها لإرضاء الأنثى ولكن هيهات تنجح تلك المحاولات والتي غالبا ما تبوء بالفشل .
وأثبتت كثير من الدراسات في الوطن العربي أن نسب حالات الطلاق مرتفعة جدا وفي ازدياد, حيث بغلت 47% في دول الخليج ومعظمها بين الشباب , و25% في دول المغرب العربي في أول عامين من الحياة الزوجية , والذي زاد الطين بلة لجوء كثير من السيدات في بلاد الشام إلى (الخلع ) كونه وسيلة سريعة جدا للتخلص من الازواج , فعلى سبيل المثال بلغت نسبة قضايا الخلع في المحاكم الاردنية 80% تقريبا في الآونة الخيرة , وبحكم عملي كمأذون ووالدي كمحام شرعي في المحاكم الشرعية الأردنية نجد أن أكثر هذه الدراسات صحيحة وشبة دقيقة , وأن الأرقام ستكون أكثر وسريعة الإرتفاع في الأعوام القادمة .
ومن هنا لابد من التصدي لهذه المعضلات والتي أصبحت تقلق الكثير , وذلك بالرجوع سريعا للقواعد الأساسية والتي وضعتها الشريعة الأسلامية لبناء الأســــر , وعدم التغافل عن توجيهاتها وإرشاداتها وأن نعض عليها بالنواذج , لأن من تمسك بها علا ومن تركها دنا , وكذلك لا بد من أن يأخذ الغني بعين الإعتبارحال الفقير , والقوي يصبر على الضعيف , والعاقل يجاري الجاهل , وإلا ستبقى مجتمعاتنا في الهاوية لا تقوم لها قائمة , وهذا ما يرجوه عدونا , ومعلوم أن تماسك المجتمعات من تماسك لبناته .