21-08-2013 10:07 AM
بقلم : زيد فهيم العطاري
قد يستهجن البعض هذا العنوان وقد يستغرب منه البعض الأخر ولكن ما تسير أليه الأمور يُشير إلى ذلك وتتجلى هذا الفشل بدايةً منالخدمات التي يقدمها السيسي للأخوان من حيث لا يدري والتي تتجلى بأرتفاع شعبية جماعة الإخوان في الشارع العربي فما يقوم به السيسي من استخدامٍ مفرط للقوة ضد جماعة الاخوان ادى إلى كسب الأخيرة للتأييد والدعم الشعبي وأن كان مختلفاً عن الموقف الرسمي في بعض الدول, إضافة إلى ذلك فالألية التي استخدمتها السلطة الانقلابية في التعاطي مع اعتصامات الإخوان تنم عن رغبة قوية في اجتثاث جذور الاخوان من مصر, هذه الألية أدت ايضاً إلى تعاطف المجتمع الدولي بمختلف مكوناته.
ولا يتوقف الأمر على تقديم الخدمات بل أن قصة الفشل تتجلى أيضاً وايضاً وما هي إلا مسألة وقت ليظهر ذلك ,وبوادر هذا الفشل تتجسد بعدة مؤشرات أولها غياب الدور الفعّال للرئيس المؤقت الذي من المفترض ان يكون ساعياً لحقن الدم المصري وغياب هذه الفاعلية يُدلل على ان السلطة السياسية في مصر هي سلطة تنفذ تعليمات الجنرال السيسي مما يؤشر على أن مصر الأن تعيش حقبة حكم عسكري تفوق قتامته قتامة الحكم الذي سبق ثورة 25 يناير, ولا يتوقف بؤس الحال داخل أروقة السلطة السياسية في مصر على ذلك بل أن استقالة البرادعي بعد أيام من توليه لمنصبه الذي جاهد كثيراً للوصول أليه تُدلل على هشاشة هذه السلطة من جهة وعلى غياب أي تحمل للمسؤولية من جهةٍ اخرى.
أن السيسي اليوم يقوم بما يريد ظناً منه بأنه قادر على الوصول إلى قبة الحكم بأقصى سرعه كما حدث في الماضي مع الكثرين ممن ثارت عليهم شعوبهم سوءاً في ليبيا او حتى في مصر ذاتها, ولكن الظرف السياسي الاقليمي والدولي والتوقيت والطفرة الإعلامية التي لا تترك كبيرةً أو صغيرة ستحول دون ذلك فالعقود الماضية تختلف بكل جوانبها عن الوقت الحالي.
وفي نهاية المطاف فإن من قُتل خلال الاحتجاجات الاخيرة لن يكون هو أخر من يُقتل ولم يكن أول من يُقتل بالتالي فحركة الإخوان أقوى مما يظنه البعض, فهي في مصر حاضرة قبل حضور النظام الجمهوري, كما أنها كأحدى القوى السياسية لا يوجد ما تخسره بعد أن خسرت منصب رئاسة الجمهورية بالطريقة التي شاهدها الجميع فهي الأن تدفع ابهض الاثمان من أجل أم المعارك بالنسبة لها وهي معركة البقاء.
ومن جهةٍ أخرى فعاجلاً أم آجلاً سيتوقف استهداف السلطة للمدنيين في مصر تحت وظأة الضغوط فالشعوب كما علمتنا دروس الربيع العربي أبقى من الروؤساء, واستمرار العنف الموجه سيؤدي إلى انضمام قطاعات عريضة من صفوف الشعب المصري الذي كان معارضاً لمرسي إلى معسكر معارضة القبضة العسكرية على السلطة فالكثير منهم لم يخرج معارضاً لمرسي من أجل أن تصل الحال إلى ما هي عليه الأن, وختاماً فما ستكشفه الايام القادمة من أثارٍ كارثية لسلوكيات السلطة الحاكمة في مصر سيؤكد فشل السيسي ومن معه.