بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قصة نبي الله تعالى يونس عليه السلام مع قومه ومع الحوت وفي دعاءه من قلب سليم مخلصا خالي الا من علم اليقين في توحيد الاعتقاد بالله تعالى وتنزيهه اي تسبيح الله ,جاءت استجابة الله تعالى(براهين اليقين) له في اخراجه من كربه الذي لا يعلم مكانه إلا الله وشفائه وهداية قومه , وهذه القصة تحوي بين طياتها العديد من سنن الله تعالى في فضائل التوحيد واليقين والإخلاص والإقرار بالضعف الذي ينتج عنه الذنوب ,يمنحها الله تعالى لعباده المحسنين الذين احسنوا لأنفسهم بحسن الاتباع والطاعة اخلاصا لوجه الله تعالى , وظهر احسانهم على خلق الله , راجين الاجر من الله ,وذلك عندما تجاوزوا هوى الانفس .

سبحان الله تعني تنزيه الله من كل اعتقاد خاطئ يلوث القلوب ويحرمها من حقيقة اليقين بالتوحيد لتصبح قلوب سليمة وخاشعة قادرة على الاتصال مع خالقها الذي بيده الخير كله , وقوية تتجاوز كل انواع الظلم والباطل والشر بمحاسبة النفس والرجوع عن الذنب بالاستغفار والتوبة .

سبحان الله لمن تدبرها وعمل بها عبارة عن ارصدة من الاخلاص لله في الاعمال والأقوال(فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) ويكتمل هذا الاخلاص بالاستغفار والتوبة لتنقيته من كل الشوائب نتيجة غفلة او جهل عندها يفتح الله تعالى كل ابواب الهداية للخير والنجاة والحفظ والشفاء , لهذا قال الحبيب صلى الله عليه وسلم "دعوة أخي ذي النون"‏‏ ‏)‏‏لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِين ‏) الأنبياء‏ :‏ 87‏]‏‏"ما دعا بها مكروب إلا فرج اللّه كربته‏"‏‏.(

سبحان الله اي تنزيه الله في ألخلق وربوبيته للكون ونظامه وقدرته وعلمه وان لا حول ولا قوة إلا بالله ,ولا بد من ان يخضع من قالها للامتحان ولا ينجح به إلا من كان في قلبه علم اليقين بالله امتحان للإنسان امام ضعف القوة وقلة الحيلة من نجح فيه فاز ببرهان حق اليقين , من خلال استجابة دعائه وقدوم الفرج اليه.ومن رسب عليه مراجعة ايمانه واليقين به حتى لا يبقى تحت ظلم من لا يعرف الرحمة قال تعالى(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(.

سبحان الله ذكر في اللسان ,و تذكير للإنسان من الغفلة , وقوة وحلاوة وشفاء للقلوب عند التدبر واليقين بحصول البراهين ,سبحان الله غراس الجنة , سبحان الله فيها غنى النفس وقناعتها وسكينتها ,وهي الطريق لمحبة الخالق .