بقلم : نجيب ابو كركي
نتفق جميعا في هذه الايام العصيبة و على اختلاف ارائنا ونظراتنا وفهمنا للواقع اننا كامة .. في حالة يرثى لها من حالات انعدام الوزن ونشهد تراجعا لقيمة الانسان وقيم الانسانية وتغولات متبادلة تسهم في اغراق الجميع معا وعليه فيجب على كل من يهمه الخروج مما نحن به من فتن هي كقطع الليل المظلمة حقا ان يخرج اولا من حالة الذهول وان يسعى الى الاسهام باستعادة التوازن وفي نظري يجب على كل عاقل الامتناع التام عن كل ما من شانه تاجيج مشاعر الكراهية والاحقاد المذهبية والدينية . ان بث الاحقاد المذهبية والدينية جريمة كبرى وهي في حالة امتنا بالذات المقتل والثغرة التي تنخر بهيكل توازننا. لا احد يمتلك الحقيقة كاملة ولنعلم اننا ما ان نسهم باخراج اي ثور ابيض من الحلبة الا واسهم ذلك في انهيار كل الالوان والاتشاح بالسواد ..واننا ان شئنا البحث عما يفرقنا فلن نعدم الاسباب الواهنة مطلقا وسنتقوقع الى جزئيات الاجزاء المجزاة الى حنفيين وشافعيين ومالكيين وحنابلة وفروع وشظايا جزيئات وذرات .. .قاعدة بسيطة وجب تطبيقها على الجميع ذاتيا اليوم واكثر من اي وقت مضى لا تنخدعوا بالاسماء الكبيرة التي يصنعها الاعلام الماجور غالبا (الا من رحم ربي) اعلام موجه تديره منظومات تمتلك من وسائل الاجتياح النفسي ما يمكنها من قلب الاسود لابيض واللون في الحقيقة الكامنة احمر قاني .. قاعدة واحدة وجب الان تطبيقها ..قل خيرا والا فاسكت وعلى كل طائفة ان تعالج هي شواذها ومتطرفيها الذين يقعون تحت سيطرتها اما ان لم يقعوا تحت سيطرتها فانما هم ماجورين لاطراف لا علاقة لها بمعادلاتنا الطائفية اطراف تسعى لهدم البيت برمته على رؤوس الجميع.. والمعالجة لا تتم بالاقتتال والتناحر او حتى التنابز بالالقاب وبئس الاسم الفسوق بعد الايمان وانما بالاهمال التام للتفاهات المغرضة وتجاوزها والالتفات فقط الى ما ينفع الناس ويوحدهم ويقربهم الى انسانيتهم الى الله الذي هو رحمة ومحبة و حكمة وموعظة حسنة .. نسال الله الهداية للجميع رفعا للغمة عن صدر الامة وليبدا كل منا بنفسه واصلاحها واتقان عمله بما يرضي الله عز وجل لنخرج من قمقم المعيشة الضنكى الى رحاب الهداية والنور الفطري. اللهم اجعل وقرا باذاننا ازاء كل ما يفرقنا ويشتت شملنا و اجعل الهداية والتوفيق قرة اعين لحياتنا بهديك وتوفيقك ونورك. وارحم شهداء تغييب العقل لدى معظم طوائفنا وجهلنا وتناحرنا في كل مكان.