22-08-2013 10:02 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
سرايا - أحزن كثيراً لما يحصل حولنا من قتل وتدمير, سواء كان بإسم الحرية أو الإسلام , أو أي مسمى أخر , فالإسلام لا يدعو للتكفير والقتل لمجرد الاختلاف , كذلك الحرية والديمقراطية لا تدعوا إلى الحرق والتنكيل بهدف الوصول إلى السلطة .
أحزن كثيراً عندما نشاهد ما نشاهد من قتل وتدمير لا لشيء فقط بسبب الصراع على السلطة , حتى أخذ يحتج بعض الاسرائليين بأنهم لم يرتكبوا مثل هذه الجرائم رغم العداء المتأصل .
أتساءل أيضا لمصلحة من تزهق كل هذه الأرواح وتيتم الكثير من العائلات وترمل كذلك السيدات ؟؟ ولمصلحة من تنتهك الحرمات وتحرق الممتلكات حتى دور العبادة من مساجد وكنائس لم تسلم هي كذلك من تصفية الحسابات , ولمصلحة من لا أحد يعلم .
لمصلحة من هذا الكرم العربي الخليجي غير المسبوق الذي يقدم لجهة على حساب أخرى , فهو لم يقدم حين تم العدوان على غزة أو حين تم انتهاك حرمة المسجد الأقصى 000 لمصلحة من أصبح الدين ذريعة لقتل وترويع المواطنين , ولمصلحة من تكتم أفواه المطالبين بالحرية والعدالة ؟؟ صدقوني لا أحد يدري .
حين ننظر لكل الذي يحصل سواء في سوريا الشقيقة أو مصر العظيمة أو العراق العريقة , ندرك بأن ما يحصل هو تنفيذ لمخطط أكبر بكثير مما نعتقد , وأن هناك لعبة لها قواعدها ولها مديريها , ولها قانونها وكذلك ضحاياها فهناك من يديرها وهناك من يموت بها تحت مسميات كثيرة , مرة بإسم الحرية والديمقراطية , ومرة أخرى بإسم الإسلام والدفاع عنه, ومرة ثالثة بإسم الربيع العربي الذي أرادوا من خلاله تفتيت الأوطان وإشاعة الفتنه بين الناس , وفوق ذلك أرادوا في أغلبهم الخروج على الحاكم , لا لشيء فقط لأن المشرفين على تلك اللعبة أرادوا إكمال مخططاتهم مستثمرين بذلك جهل المواطن وعفويته , وغير مبالين بعدد الضحايا التي تسقط لأنها بالمحصلة بالنسبة لهم أرقام ولا تعني لهم أكثر من ذلك .
فمثلاً في سوريا سواء سقط نظام بشار الأسد أو استمر , انتصرت المعارضة بجيشها الحر أو أبيدت لا يهم مادام المخطط يسير كما أراد أصحابه وحسب ما تقتضيه مصالحهم 0
وكذلك الحال في مصر العروبة , فسواء عاد الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين واعدم السيسي أو نفي مرسي خارج البلاد وأبيدت جماعة الإخوان فلا يهم ,لأن العراق أيضا لا يشكل عدد التفجيرات الانتحارية وعدد ضحايا الإرهاب بالنسبة لهؤلاء أكثر من خبر وقد لا يكون عاجل على شاشاتهم , لأن قواعد اللعبة تسير حسب المطلوب, والمخطط ينفذ كما أرادوا , وكل ذلك لا احد يعلم لمصلحة من ؟ ؟
حين نرى الخلاف بين أمريكا وفرنسا وبريطانيا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى , نجد انه خلاف لا يفسد للود والمصالح بينهم قضية , فبالرغم من اختلافهم الظاهر إعلاميا إلا انه لم يقتل من كل تلك الدول التي اختلفت فيما بينها إنسان , وهذا فقط لأنهم أدركوا فنون اللعبة وكيف يتم الكسب بها بعيداً عن احتمالية أي خسارة .
في النهاية سواء حزنا كثيراً أو بكينا مراراً أو ثرنا بنظام الفزعة بسبب ما نراه ونسمعه فإنه لن يغير في الأمر شيء, ما لم يتم إيقاف المخطط, وإيقاظ وقود اللعبة من الشعوب التي لم تعد تدرك لماذا تقتل أو حتى لماذا تموت , ولكني أدرك أن ما يحصل لا بد وأن يكون هناك مستفيد وهناك أيضا مغفل خاسر , ولكنها في النهاية ينطبق عليها المثل القديم الذي يقول (( موت الحمير فرج للكلاب )).