23-08-2013 01:36 AM
سرايا - سرايا - أجهش رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بالبكاء، خلال لقاء تلفزيوني، بإحدى القنوات المحلية، نتيجة تأثره الشديد، لدى إصغائه لرسالة "محمد البلتاجي"، أحد قياديي جماعة الأخوان المسلمين في مصر، لابنته الشهيدة "أسماء"، التي سقطت خلال فض قوات الأمن المصرية اعتصام ميدان رابعة العدوية في 14 آب/أغسطس الماضي.
وأشار "أردوغان" خلال اللقاء، أنه صورة أبنائه مرت أمامه خلال إصغائه للرسالة وقال: "أنا مررت ببعض ما جاء في رسالة البلتاجي لابنته أسماء، بحكم عملي، وانشغالي الشديد، أعود إلى البيت متأخرا جدا، وغالبا ما تصل الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، وفي الغالب يكون أبنائي نائمين، وفي إحدى المرات علقت ابنتي ورقة على باب غرفتي كتبت فيها: "هلا منحتنا ليلة من وقتك"، نحن لا نملك وقت فراغ نمنحه لأبنائنا".
وتابع رئيس الوزراء التركي قائلا: "الشهادة شيء مختلف، أسماء غادرت الدنيا دون أن تشبع منها، ولكن روحها ارتقت عاليا، أتمنى أن يمثل موقف أبيها درسا لكل المسلمين في العالم، أنا لا أتحدث معكم الآن بصفة رئيس الوزراء، ولكن بصفة المواطن، رجب طيب أردوغان".
وتالياً نص رسالة البلتاجي لابنته:
ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة الشهيدة أسماء البلتاجى
لا أقول وداعا بل أقول غدا نلتقي ..
عشت مرفوعة الرأس متمردة على الطغيان ورافضه لكل القيود وعاشقة للحرية بلا حدود وباحثة في صمت عن آفاق جديدة لإعادة بناء وبعث هذه الأمة من جديد لتتبوأ مكانتها الحضارية.
لم تنشغلي بشيء مما ينشغل به من هم في مثل سنك ورغم أنك كنت دائما الأولى في دراستك فما كانت الدراسة التقليدية تشبع تطلعاتك واهتماماتك.
لم أرتوي من صحبتك في تلك الحياة القصيرة خاصة أن وقتي لم يتسع لأسعد وأستمتع بتلك الصحبة وفي آخر جلسة جلسناها سويا في ميدان رابعة عاتبتيني قائلة (حتى وانت معنا مشغول عنا) فقلت لكي (يبدو أن الحياة لن تتسع لنشبع من بعضنا أدعو الله أن يسعدنا بالصحبة في الجنة لنرتوي من بعضنا البعض)
رأيتك قبل استشهادك بيومين في المنام في ثياب زفاف وفي صورة من الجمال والبهاء لا مثيل لها في الدنيا حين رقدت الى جواري سألتك في صمت هل هذه الليلة موعد زفافك فأجبتيني (في الظهر وليس في المساء سيكون الموعد) حينما أخطرت باستشهادك ظهر الأربعاء فهمت ما عنيتي واستبشرت بقبول الله لشهادتك وزدتيني يقينا أننا على الحق وأن عدونا هو الباطل ذاته.
آلمني شديد الألم ألا أكون في وداعك الأخير وألا أكحل عيني بنظرة وداع أخيرة وألا أضع قبلة أخيرة على جبينك وألا أشرف بإمامة الصلاة عليك , والله يا حبيبتي ما منعني من ذلك خوف على أجل ولا خوف من سجن ظالم وإنما حرصا على استكمال الرسالة التي قدمت أنت روحك لأجلها وهي (استكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها)
ارتقت روحك وأنت مرفوعةالرأس (مقبلة غير مدبرة) صامدة مقاومة للطغاه المجرمين أصابتك رصاصات الغدر والندالة في صدرك , ما أروعها من همة وما أزكاها من نفس ,أثق أنك صدقتي الله فصدقك واختارك دوننا لشرف الشهادة.
أخيرا ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة ..
لا أقول وداعا بل أقول الى اللقاء .. لقاء قريب على الحوض مع النبي الحبيب وأصحابه .. لقاء قريب في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. لقاء تتحقق فيه أمنيتنا في أن نرتوي من بعضنا ومن أحبابنا ريا لا ظمأ بعده