24-08-2013 10:13 AM
بقلم : محمد صادق البواليز
لم يسبق لنا ولا لأي جهة في بلدنا الأردني أن حجرت على رأي أي فرد او جماعة .. ولكن يؤلمنى جدّا هذا الجهل باسم الحرية وإلإصلاح والتغيير نحو الأفضل ، وقد صدمتنى مجموعة من الانتقادات ضد النظام الملكي والدستور المعدل والتي لا تحمل سوى عدم الفهم وعدم الخبرة والبعد عن الممارسات السياسية، ما جعل البعض يتمادى فى السب والتشهير بالدستور وبمن عدله او وافق عليه ، وهم لا يعرفون أن الدستور والملك هما العمود الفقرى وحجر الزاوية للوطن الأردني ، ولو سقط الدستور والملك ، لا قدر الله ، فإن وطني الأردني سيتحول إلى غابة من الفوضى وستكون نهاية المطاف الذى غرق كل المبادئ والقيم والثوابت والتقاليد، وعندها أيضاً سنكون قد خلعنا «الدرع الواقى» الذى استقر به الوعد شامخاً فى معركة الكرامة عام 1968.
إن هؤلاء الذين يعتقدون فى أن الوطنية تتمثل في المسيرات والإعتصامات والقتل والإعتداء على حرية الصحافة والإعلام فإن معتقدهم هذا ،هوهدم كل شىء فى الدولة، فهؤلاء هم المغامرون الساعون إلى ضرب كل المجتمع من جذوره يتخيل هؤلاء أنهم يريدون بناء الأردن الحديث من أول حجر و لبنة ، وقد تاه عن خيالاتهم ما حدث فى بعض الدول العربية بعد أن تفكك الجيش والأمن هناك وانقسم ، وضاع الأمن ، وأنتشرت الجريمة وأعمال البلطجة و" الزعرنة " وإن كان الوضع مختلفا هنا ، فقد منحنا الله جيشا وأجهزة أمنية هي جزء من كياننا نعيش فيه ويعيش فينا.. وهذا ما أحسسته من زيارة سيد الوطن الملك الأغر الى كل المواقع والعشائر الأردنية المتمسكة بالثوابت والعادات والتقاليد وكل معاني الأصالة ، أعجبنى فى ملك البلاد الشاب ، تواضعه وثقته فى حب الشعب له، وبرغم حزمه المعروف عنه والشدة والالتزام، إلا أنه دائما مايكون فى قمة الهدوء والبشاشة، ويقترب من شعبه ليعرف مشاكلهم وآمالهم وما يطمحون إليه فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا، وبرغم فرحتى بزيارة لمواقع العشائر الأردنية الطيبة التى توحى بالحميمية والحب، فإن المؤسف أن البعض تعالت أصواتهم من خلال نظرية المؤامرة ، حيث قالوا إن ملك البلاد إستشعر الخطر القادم إليه فسعى لتكرار هذه الزيارات ، بل أن البعض من الحاقدين طالب بتفسير لهذه الزيارات المتكررة ، وكأن الملك وراعي هذه الأمة ليس من حقه أن يتفقد او يزور اهله وشعبه ؟! لقد عدت بالمشهد إلى مايسمى بمشهد الثورات العربية وكان "الدرك " في بلدنا الأردني هو سند الشعب، فالناس دائما تطمئن للأجهزة الأمنية، وحين رأيت في الساحات والشوارع والميادين تواجد رجال الدرك الميامين وقواتهم تنتشر وسط الأحداث المفتعلة ومحاولات التخريب والقفز واختلال الأمن، أحسست بالأمان وقلت بأعلى صوت «الله أكبر».. وكان النصر والعزة من عند الله بوجود رجال الدرك وكل الأجهزة الأمنية .. لقد تاه عن كثيرين ما يحدث فى دول شقيقة ليست بعيدة عنا، مثل العراق وهو المثل الصارخ لقمة ما وصل إليه من فوضى وتقسيم والأمر ليس عند هذا الحد، فالشعب الأردني متماسك ولا يقبل الانقسام أو الخروج عن الخط الواحد أو الطريق والهدف نحو استكمال المسيرة، ولابد ألا ننسى ثوابت هى التى أسست لمجتمعنا الجديد بعد تسلم سيد الوطن " عبدالله الثاني " لابد أيضا أن نؤكد حتى لا يفوتنا أن الدرك هو الذى أنقذ أمن البلد والشعب من السقوط فى براثن الفوضى والضياع، وأيقظ الوطنية فى شباب كاد بعضهم أن يحول المسيرات والإعتصامات إلى مذابح لولا حكمة الأجهزة الأمنية ورجال الدرك ، فقد آثر الملك أن يتعانق مع الشعب وألا يستخدم العنف، وأن تستمر المسيرات فى طريقها بكل أمن وسلام، لم يطلق الأمن والدرك طلقة رصاص واحدة، ولم يستخدم العنف ولم يحاول كبت شباب خرجوا ليعبروا عن رأيهم ومطالبهم.. لقد تحولت المسيرات إلى ثورة بيضاء بدون دم بسبب متابعة الملك وحكمة الأجهزة الأمنية ورجال الدرك الأردني ، وصارت نبراساً للأجيال وصورة مشرفة لشعب يتحرك نحو الإصلاح.. لم يتجاوز هؤلاء الشباب، ولم يلجأوا إلى العنف، بل صار القانون هو الحكم وهو القضاء الشريف الشامخ، فاليوم تتم محاكمة المتجاوزين والعابثين بحدود وأمن هذا البلد الهاشمي المتين ، محاكمات يشهد لها القاصي والداني بنزاهتها ، ولا يجد فيها أى تجاوزات أو مجاملات، لقد اتسمت هذه المحاكمات بالموضوعية وفرصة الدفاع عن المتهمين، وهذه الخريطة المتكاملة للقضاء العادل هى التى وضعت للشعب طمأنينة نحو سير المحاكمات.
ما يحدث فى وطني الأردني اليوم يجعلنا نسعد بالقرارات التى تتخذها القيادة الهاشمية وبكل هدوء وبكل ديمقراطية نحو ترسيخ مبدأ العدالة والسيادة للقانون، ولكن فى مواجهة هذا تطلع علينا آراء سلبية أنا أعتبرها غير مسؤولة وغير عادلة وغير وطنية، هؤلاء الذين ينتقدون النظام والدستور وبداية الإصلاحات افتراءً وبدون وجه حق، هم فى الحقيقة يؤسسون لدولة الفساد والمكر والخبث بعد أن بدأنا نتخلص او نكشف الفساد والفاسدين، إن بعض الحاقدين الذين يحملون في قلوبهم الكره والبغض لهذا الوطن او أولئك الذين تسيطر عليهم افكار الخبث والدهاء والتربص ، لا يرضون بأن يستمر الأردن على هدوئه ، هم يريدون دائما الخلل الأمنى ويسعون نحو القلاقل واللااستقرار.. لكن نقول لهم إننا هنا فى حماية "أمن" هم من ابنائنا وأبناء هذا الوطن الطيب اعترف به العالم كله بأنه واحد من أقوى الأجهزة الأمنية في العالم ، هذه الأجهزة التي تتحلى بالصبر والمعرفة والتدريب الحسن وتصدير خبراتها الى الخارج بجهود وعقول أردنية خيرة واعية عملت منذ بداية نضوجها على تحمل مسؤليات هذا الوطن العزيز على قلب كل أردني .
فهل نتكاتف جميعا لنعمل سويا من أجل تثبيت هذه المعاني السامية في عقول الأجيال القادمة من أجل وطن أردني زاهر لانرى فيه معنى لفاسد ومفسد ولا لمصلحجي ومخرب؟