26-08-2013 10:16 AM
بقلم : د.زيد خضر
شارك الإخوان المسلمون المصريون في ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك ،ولم يزعموا أنهم قاموا بها وحدهم وأنها ثورتهم ،بل قالوا إن جميع الشعب المصري شار ذلك فيها ، وترشح الإخوان للانتخابات كسائر الأحزاب المصرية وفازوا بالرئاسة ، ومعظم مقاعد البرلمان بغرفتيه ،كان طبيعياً أن يشكلوا الوزارة كباقي ديمقراطيات العالم .
وتحركت القوى المضادة للثورة وقامت بانقلاب عسكري بقيادة السيسي وجوقته ،واعتقل الرئيس مرسي ، وحاول الإنقلابيون أن يُفهوا الشعب المصري والعالم أن الصراع يدور بين الإخوان المسلمين وبين حماة الثورة ،وصب الإنقلابيون جام غضبهم على الإخوان : فاعتقلوا قادتهم ،وقتلوا الكثير من كوادرهم وأحرقوا ممتلكاتهم ،وشوهوا صورتهم ..
لكن لماذا يستهدف الانقلابيون الإخوان خاصة – مع أن بقية الثوار لم يسلموا من شرهم – وشنوا عليهم حرباً لا هوادة فيها ... لماذا كل هذا ؟ الأمر بسيط يا سادة يدركه كل عاقل :
- كان الإخوان المسلمون طليعة الثورة المصرية ،كانوا قادتها وزعمائها ، بل قامت على أكتافهم ، وحموا المشاركين فيها ، واسألوا الثوار عن موقعة الجمل وغيرها .
- الإخوان المسلمون هم الجماعة الإسلامية الكبرى المنظمة في مصر ،والمتغلغلة في كل شرائح المجتمع ، ويحترمها الناس ولها تأثير عليهم ،فالبتالي هم الجماعة القادرة على مواجهة الحركات العلمانية والناصرية واليسارية ،والتصدي لمخططات الكنيسة القبطية .
- الإخوان المسلمون جماعة إسلامية معتدلة وسطية تمثل شريحة كبيرة من المجتمع المصري بل والمجتمع الإسلامي عموماً ، ولها امتداد في كل الساحات العربية والإسلامية ، حتى أصبحت حركة عالمية ، تضم كثيراً من العلماء والمفكرين وقادة الرأي المؤثرين إسلامياً وعالمياً ، وتمتلك أدبيات إسلامية عالمية .
- الإخوان المسلمون يشكلون خطراً على بعض الدول الإسلامية التي تدعي أنها تحمل لواء الإسلام ،لأن الإخوان بوسطيتهم وفكرهم النير ،وإسلامهم الواعي المنفتح منافسون أقوياء لتلك الدول - كما تظن – فتريد ضرب الإخوان حتى تبقى هي المسيطرة .
- الإخوان يشكلون خطراً على الإمبريالية الأمريكية والصهيونية في العالم وباستطاعتهم الوقوف في وجهها ، فأدركت تلك الدول أن لا بد من تحجيمهم لتنفذ مخططاتها بحرية .
ولذلك رأت قوى الشر العالمية والعربية ( دولاً وأحزاباً وجماعات ) أن لا بد من توجيه ضربة مؤلمة للإخوان والقضاء عليهم إن أمكن ، لأن ضربهم يعني ضرب قوى الطليعة الإسلامية ،فعندها يصيب الإحباط عامة المصريين والمسلمين ويقولون :إذا كانت هذه القوة الكبرى ( الإخوان ) لم تصمد في وجوه المفسدين فكيف نصمد نحن ؟ ويستسلمون للأمر الواقع ، وعندها يخلو الجو للإنقلابيين والمفسدين فيعربدون كما شاءوا ،وتخمد أصوات المعارضين ،لكن مخططاتهم ستفشل إن شاء الله وسينتصر الحق على الباطل ولو بعد حين .